بيروت - "الحياة" أعلن رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري رفض لبنان ان يوجه اليه سؤال عن استخدام مياه الليطاني بديلاً من مياه الوزاني، وكلاماً مفاده الاكتفاء بمياه الشفة من الوزاني، معتبراً ان "هذه قضية سيادية". وأشار الى تقاسم مياه العاصي بين لبنان وسورية، قائلاً: "نعتبر حالنا واحدة، اتفقنا معها على اقتسام العاصي ولم نشترط عليها ولم تشترط علينا كيفية استخدام حصتنا، ناقشنا معها الكمية فقط على رغم العلاقة القوية"، سائلاً: "كيف نتعاطى بالأحرى مع دولة اسرائيل تناصبنا العداء؟". وقال خلال لقائه السفراء العرب في ختام زيارته اليابان: "ما إن بدأ لبنان بمشروع جرّ المياه الذي تحتاج اليه القرى الواقعة في محيط الوزاني والحاصباني حتى اطلق الاسرائيليون اشارات غير مريحة وتهديدات مباشرة لأن النهرين اللذين ينبعان من لبنان يصبان في بحيرة طبريا، ثم دخلت الأممالمتحدة والولايات المتحدة على الخط وبدأتا تلمحان الى احتمال استخدام مياه الليطاني كبديل من مشروع جرّ مياه الوزاني، الا ان جوابي كان منذ اليوم الأول هو ان لمياه الليطاني استعمالاتها ونحن لن نتمكن من استثمارها بالكامل أيضاً بسبب الاحتلال، والمشاريع التي وضعناها لها لا تكاد تكفي المناطق التي تقع في حوض نهر الليطاني. اما مياه الحاصباني والوزاني فلها استخداماتها الحيوية للمناطق التي تقع في حوضهما، ونحن نتمسك بحقنا في مياههما كما يحددها القانون الدولي لا أكثر ولا أقل". وأضاف ان "ما يحكم هو القانون الدولي الذي يحدد بمواده الكميات، وهذا أمر تدرسه الأممالمتحدة ونحن على اتصال بها وبالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها، والبعض يعتبر ان الكلام مع الأممالمتحدة كاف، لكننا نرى ان اسرائيل تقوم بتسويق وجهة نظرها للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرهما، ومن الخطأ ان نترك لها الساحة". وكان الحريري أجرى مع نظيره الياباني جونيشيرو كويزومي محادثات تركزت على التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر "باريس - 2" الهادف إلى دعم جهود الإصلاح المالي التي تقوم بها الحكومة اللبنانية. وتخلل اللقاء الذي حضره وزير المال فؤاد السنيورة وسفير لبنان في اليابان جعفر معاوية ومسؤولون يابانيون، نقاش تفصيلي تناول إجراءات الإصلاح التي تقوم بها الحكومة اللبنانية والوسائل المتاحة أمام اليابان لدعمها. وقال الحريري بعد اللقاء: "طلبنا حضور اليابان في مؤتمر "باريس - 2"، وسيتلقون اليابانيون دعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وشرحنا لهم الهدف من المؤتمر وأهمية مساهمة اليابان فيه". وأشار الى ان المسؤولين اليابانيين "سيبذلون، على رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم، جهداً من أجل مساعدة لبنان، وسيكون الأمر، إن شاء الله، إيجابياً، وتأثير اليابان سيكون جيداً ولننتظر النتائج". وسئل: "هل تتوقع مشاركة كثيفة في مؤتمر باريس - 2؟" فأجاب: "أعتقد أن الجهود التي تبذل ستؤدي إلى مشاركة جيدة". ولبى الحريري دعوة إلى حفلة استقبال أقامها له رئيس جمعية الصداقة البرلمانية اليابانية - اللبنانية رئيس الوزراء الياباني السابق يوشيرو موري الذي أكد، في كلمة، أن بلاده "تأمل بأن يحقق لبنان النمو الثابت وتعتبر أنه بلد مهم جداً من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط وتود تقديم الدعم له".