علمت "الحياة" ان نقاشاً بدأ داخل اجهزة كويتية حول علاقة بين سوء الترتيب الأمني الخاص بالمناورات التي تجريها القوات الاميركية في الكويت وبين السهولة التي اقترب بها منفذا الهجوم من جنود "المارينز" في جزيرة فيلكا. وتفيد المصادر ان الجانب الكويتي يرى ان تصلب الاميركيين وعدم تعاونهم مع الاجهزة الكويتية في اجراءات الرعاية الأمنية لمواقع التدريب و"اصرارهم على ان تكون الاجراءات المحيطة بقواتهم راجعة اليهم وحدهم من دون اي تدخل كويتي" أمور ساعدت في حصول الاعتداء. وتشير الى ان تدريبات "المارينز" في جزيرة فيلكا جاءت من غير تنسيق كاف مع الاجهزة الأمنية الكويتية، على رغم ان مناورات "ايغر ميس 3" متفق عليها ومقررة منذ شهور، اذ جاءت وحدات "المارينز" البرمائية الى الجزيرة وباشرت تدريباتها على قتال الشوارع هناك، في وقت كانت الجزيرة مفتوحة للمرتادين والمتنزهين من المدنيين وصيادي الأسماك. وتضيف ان الجزيرة التي تضم قرية فيها 300 منزل مهجورة منذ الغزو العراقي عام 1990 واستخدمت لسنوات من قبل قوات كويتية وبريطانية وفرنسية كموقع مثالي للتدريب على قتال الشوارع، لكن ذلك كان يتم مع اجراءات أمنية كويتية وبوجود ضباط ارتباط. وسعت الجهات الرسمية الى تجاوز بعض "التفاصيل المزعجة" التي اعقبت حادث قتل جندي من "المارينز" في فيلكا، اذ دهم الجنود الاميركيون مرافق رسمية كويتية ونزعوا سلاح عناصر شرطة كويتيين ووجهوا أسلحتهم الى عشرات المدنيين وقاموا باعتقالهم في اللحظات التي اعقبت الاعتداء عليهم والتي "لم يكن المارينز على ثقة حينها بمن هم معهم أو ضدهم على الجزيرة أو عدد المشاركين في الاعتداء". ورجحت المصادر ان يراجع الجانبان الكويتي والأميركي خلال الأيام المقبلة تفاصيل التنسيق الأمني، خصوصاً ان الكويت تستقبل سنوياً أكثر من عشرة آلاف جندي اميركي يأتون لتنفيذ مناورات منفردة أو مشتركة، وان التوتر المتعلق بالعراق قد يؤدي الى نقل قوات اميركية كبيرة الى الكويت في أي وقت. "فتوى" النشمي إلى ذلك، انتقد خطباء المساجد في الكويت خلال صلاة الجمعة أمس "الفكر المتطرف" الذي يقف وراء الاعتداء على "المارينز" في فيلكا، وحمّلوا "فضائيات تلفزيونية عربية المسؤولية في التحريض ونشر الفكر المتطرف وإغواء الشباب"، في حين أصدر الشيخ عجيل النشمي، وهو الفقيه المعتمد عند التيار الإسلامي الكويتي، "فتوى" اعتبرت الهجوم في فلكا "قتلاً متعمداً لا يقبل التأويل أو ادعاء الجهاد"، وقطع فيها بحرمة دماء الأجانب في الكويت "لأنهم دخلوا معاهدين وبرضا الدولة والناس". وجعلت تلك الحادثة الإسلاميين الكويتيين في موضع الدفاع عن النفس، خصوصاً مع ما اتضح من أن عدداً من أفراد خلية "القاعدة" التي كشفها التحقيق، أقرباء في عائلة نائب إسلامي سابق في مجلس الأمة. وقال خطيب في أحد المساجد ان مهاجمة الشابين الكويتيين الكندري والهاجري "المارينز" في فلكا "نتيجة متوقعة من شبان أغرار لم يرجعوا الى الفقهاء المؤتمنين في دينهم وعملهم وإنما افتوا ببعض الجهال والمغرضين الذين يظهرون على الفضائيات ويشعلون نار الفتن".