اتهم الرئيس السوداني عمر البشير اسرائيل بتحريض اريتريا للاعتداء على بلاده، ووعد باستعادة مدينة همشكوريب في الشرق وكيوتيا ومريدي في الجنوب قبل استئناف محادثات السلام يوم الاثنين المقبل. وينتظر ان توقع الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في نيروبي اليوم على اتفاق هدنة في جنوب البلاد. خاطب الرئيس السوداني عمر البشير حشداً جماهيرياً امام القيادة العامة للجيش لمناسبة استعادة مدينة توريت، مؤكداً ان وفد الحكومة سيتوجه الى نيروبي لتوقيع اتفاق هدنة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" تسري في جنوب البلاد، ولا تشمل الجبهة الشرقية. وشدد على ان الجيش "سيستعيد كيويتا في شرق الاستوائية ومريدي في غربها قبل استئناف المحادثات". واكد ان العمليات ستستمر في الشرق لاستعادة مدينة همشكوريب خلال أيام، وابعاد المعارضة من الشريط الحدودي مع اريتريا. واضاف ان حكومته ستعود الى التفاوض "بشروطها وليس شروط قائد الحركة جون قرنق الذي ظن هو ومن وراءه ان الحكومة ستواصل مفاوضات مشاكوس ورأسها في الأرض، ولكنهم وعوا الدرس بعد فوات الأوان على رغم معرفتهم بنا بعد 14 عاماً من القتال". وحمل البشير بشدة على النظام الاريتري، واتهم اسرائيل بتحريض الرئيس اساياس افورقي ضد بلاده. وقال في خطاب امام مؤتمر المصارف العربية الذي يعقد في الخرطوم ان "ما يحدث في حدودنا الشرقية ومحيط البحر الأحمر يأتي تحقيقاً لرغبات العدو الصهيوني، لكن منطق السلام سيظل الأقوى ومسيرته لن توقفها مغامرات الفاشلين"، محذراً العالم العربي من "تقديم المال والسلاح لأمثال هؤلاء لأن الأمة ستطعن به في ظهرها". وعلم ان السلطات تعتزم عرض خمسة اريتريين أسروا في العمليات الجارية في شرق البلاد في التلفزيون للتدليل على تورط اسمرا في مساندة المعارضة والمشاركة في العمليات. واخطرت الخرطوم ليبيا باعتقال الخمسة لأن طرابلس شكلت لجنة للتحقق من الاتهامات السودانية لاريتريا التي نفت صلتها بهجوم المعارضة على ثمانية مواقع حدودية. وأفادت معلومات أمس ان المعارك تصاعدت في همشكوريب وحامية رساي التي هاجمتها المعارضة أول من امس. ودفع الجيش بتعزيزات جديدة واستخدم الطيران بصورة مكثفة باعتباره السلاح الفاعل الذي يتفوق به على المعارضين. ولم تتأثر حركة السير والنقل بين الخرطوم وبورتسودان الساحلية ميناء البلاد الرئيسي. كما رفعت درجة الاستعداد في ولاية البحر الأحمر. ووزعت السلطات السلاح على المتطوعين لمساندة الجيش في حراسة الثغور والمشاركة في العمليات الجارية حالياً. وتأكد امس ان وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين ووزير الثقافة والعلوم الدكتور الزبير بشير طه الذي يقود مجموعة من المتطوعين قادا اقتحام توريت مع القوة الأولى التي دخلتها. وتحدث الأخير عبر هاتف يعمل بالاقمار الاصطناعية مع القيادة العامة للجيش وخاطب حشداً من المواطنين لمناسبة استعادة المدينة، رداً على اشاعات تحدثت عن أنه أسر أو قتل في العمليات. الى ذلك، اطلع وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان الرئيس عمر البشير على نتائج زيارته لطرابلس ونقله رسالة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وقال للصحافيين انه ناقش مع القيادة الليبية "الاعتداء الاريتري على الحدود الشرقية واعتزام القذافي التوسط بين البلدين"، معرباً عن أمله في ان لا يكون مصير اللجنة التي شكلها للتحقق من الاتهامات السودانية مثل لجان سابقة. الخرطوم تعرض على الميرغني العودة وعلى صعيد متصل، رأى الحزب الحاكم ان الوقت بات مناسباً لعودة زعيم التجمع المعارض والحزب الاتحادي الديموقراطي محمد عثمان الميرغني الى البلاد اثر تفجر الخلافات في التجمع ازاء العمليات العسكرية في شرق السودان. واعرب مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الحاكم كمال عبيد عن أمله في ان تكون "المعلومات التي تحدثت عن قرب عودة الميرغني صحيحة"، مؤكداً ان الاتصالات "لم تنقطع بين الجانبين وتبشر بنتائج ايجابية". وانتقد "التجمع" وقال انه "بات لا يحمل اي لون وطني يغري بالانتماء اليه بعد الهجوم على همشكوريب"، وزاد ان "الوقت مناسب لخروج أي قوة وطنية من سفينة التجمع الغارقة". وفي موقف لافت هنأ رئيس مجلس رأس الدولة السابق نائب رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي أحمد الميرغني الرئيس عمر البشير باستعادة توريت وناشد المواطنين دعم الجيش "باعتباره الدرع الواقي للوطن والسلام وبسط الطمأنينة".