باريس - أ ف ب - بعد انقطاع بسبب اجازات الصيف، يستأنف معهد العالم العربي في باريس نشاطه الموسيقي، من خلال الجزء الثاني من برنامجه "متوسط... متوسط" الذي يسعى لتقديم نماذج موسيقية من مختلف انحاء البحر الابيض المتوسط، في غربه الأوروبي وشرقه ومغربه العربيين. ويرسم البرنامج المتنوع الذي تمتد عروضه بين 19 تشرين الاول اكتوبر الجاري ومنتصف كانون الاول ديسمبر المقبل، صورة لغنى التاريخ الموسيقي الذي شهده حوض المتوسط، وعمليات التأثر والتأثير التي عرفها ويعرفها النتاج الموسيقي في هذه المنطقة من العالم بين الامس واليوم. تستهل البرنامج فرقة "اصوات اوكسيتانية" الفرنسية الاوكسيتانية هي المنطقة المتوسطية الواقعة جنوب غربي فرنسا وابرز مدنها مونبلييه وناربون وبيزييه. ومطلع تشرين الثاني نوفمبر تقدم الشيخة صباح الآتية من مصر والتي كثيراً ما شبهت في بداياتها بأم كلثوم، اغاني ذكر ومولد... وهو اللون الذي التزمت به عقب زواجها وبعد ان عارض ابوها الغناء. وكانت الشيخة صباح، التي يتميز صوتها بدفئه وقوته، بدأت مشوارها بترتيل القرآن الكريم وشجعها أستاذها على الغناء... فأدت عدداً من الأغاني المدبلجة في افلام الكوميديا الموسيقية المصرية واشتهرت قبل ان تحترف الغناء الديني. ومن مصر ايضاً يقدم حسين المصري، عازف العود الذي يقيم في فرنسا حيث أصدر البومات عدّة، حفلة خاصة في 16 تشرين الثاني. ويتقن حسين المصري الذي تخرج في معهد الموسيقى العربية في القاهرة العزف على آلات عدة منها الغيتار والسيتار الهندي. ويقود عازف الايقاع التونسي عادل شمس الدين في 22 و23 تشرين الثاني سهرة بعنوان "من الاندلس الى مصر"، تصحبه فرقة "الارض المختلطة". وتمزج السهرة بين الغناء والرقص من المغرب والمشرق واسبانيا على موسيقى انور ابراهيم ومحمد عبدالوهاب وحمزة الدين وغيرهم. وتحضر تونس مساء 15 تشرين الثاني، عبر نوع من الغناء الصوفي، يقدمه ظافر يوسف المقيم في فيينا، وتتميّز موسيقاه بتقاليد موسيقية صوفية مفتوحة على آفاق معاصرة منها الموسيقى الالكترونية. أما المغرب فيحضر في حفلتين في 29 و30 تشرين الثاني عبر نوع الغناء المعروف ب"العيطة" مع فرقة "اولاد البوعزاوي" التي ستفد من الاطلسي. و"العيطة" اساساً فن شعبي لازم فن الفروسية، ونبع في البداية من عيطة التجمع لمجاهدي الاسلام او شكاوى العشق. و"العيطة" اليوم يؤديها مغن محاط بعدد من الموسيقيين والراقصات المحترفات المعروفات ب"الشيخات". ويشهد شهر كانون الاول ثلاث حفلات: اثنتان من نوع "الفروسية الموسيقية"، اولاهما مع فرقة "عبيدة الروما" من مراكش. والفرقة من اتباع النوع الموسيقي المعروف بالحوز وهو مرتبط بالفروسية والعاب القوى. ويختتم الموسم الموسيقي في معهد العالم العربي مع المغنية البرتغالية اميليا موج التي ستؤدي حفلتين مساء 13 و14 كانون الاول. تلحن موج اغانيها وتكتب بعضها بنفسها كما تلحن كلمات كبار الشعراء البرتغاليين والموزمبيقيين والفرنسيين. في موسيقاها تمتزج ايقاعات الفادو، النوع البرتغالي بامتياز وايقاعات كنها من المغرب العربي.