أكدت بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية التي نظمت الانتخابات البوسنية ان التغيير الذي سعى اليه المجتمع الدولي في الاتجاهين المدني والديموقراطي، تحقق في صفوف قيادات المسلمين البوسنيين، فيما حافظت الأحزاب المتشددة على نفوذها القوي في مناطق الصرب والكروات من الجمهورية. وأفاد الناطق باسم البعثة لوك زانير، في مؤتمر صحافي في ساراييفو، انه بعد فرز 97 في المئة من أوراق الاقتراع، فإن الحزب "الديموقراطي الاجتماعي" برئاسة زلاتكو لاغومجيا المدعوم أوروبياً وحزب "من أجل البوسنة - الهرسك" بزعامة حارث سيلايجيتش متعدد الأعراق حصلا معاً على 43 في المئة من الأصوات، على حساب "حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي" بزعامة الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش، الذي تراجع تأييده الى 27 في المئة. وأضاف الناطق، ان حزب "الاتحاد الديموقراطي الكرواتي" حصل على 70 في المئة من أصوات الناخبين الكروات في الاتحاد الفيديرالي البوسني المسلم - الكرواتي، وواصل نفوذه في المناطق الكرواتية. وعن نتائج انتخابات الكيان الصربي الجمهورية الصربية فإن "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي يلتزم نهج رئيسه السابق رادوفان كاراجيتش، حصل على 40 في المئة من أصوات الناخبين متقدماً على كل الأحزاب الأخرى، كما حصل مرشحه لرئاسة الكيان الصربي ميركو شاروفيتش على 50.5 في المئة من أصوات الناخبين، ما يجعل فوزه متوقعاً في الجولة الأولى، حيث تقدم بفارق كبير على رئيس حكومة الكيان ميلوراد دوديك مدعوم من المسؤولين الدوليين في البوسنة وحصل على 26 في المئة من الأصوات. ووصف المراقبون في ساراييفو حصيلة نتائج الانتخابات البوسنية بأنها أنهت سيطرة "حزب العمل الديموقراطي - الاسلامي" على قرار المسلمين البوسنيين التي تواصلت خلال السنوات العشر الأخيرة، فيما أبقت خطر المتشددين الصرب والكروات على وحدة جمهورية البوسنة - الهرسك قائماً. وحذر رئيس بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في البوسنة - الهرسك روبرت بيري، القوميين الصرب والكروات الذين فازوا في الانتخابات "من التمادي في تنفيذ مخططاتهم المعارضة للاجراءات السلمية الدولية". وقال في تصريح نقلته صحيفة "داناس" المستقلة ان على الفائزين في المناطق الصربية والكرواتية "ان يكونوا واعين بأن المجتمع الدولي لن يسمح لهم بتشكيل عائق أمام تنفيذ القرارات الدولية في البوسنة".