شعار الحرب على الارهاب قد يبدو للبعض مجرد مسمى لمرحلة تبني اليمين المتطرف في امريكا لاستراتيجية الردع العسكري لتحرير العالم من الارهاب التي بدأت بافغانستان وتتوجه نحو الخليج الان لازاحة صدام حسين بالقوة.. ولكنه فعلا برنامج تسويقي تتقاطع فيه مصالح السياسة بالاقتصاد بالدرجة التي تنعدم معها تبريرية الارهاب والاخطار المحدقة بامريكا مع مطلع القرن الجديد.. الحكومة الجمهورية اجادت التلاعب بالرأي العام الامريكي من خلال محلات تلميح الصورة الامريكية في اوساط ما يقارب 6 ملايين مسلم امريكي بعد تعرض المئات منهم للاعتقال من اجهزة العدل والامن خلافا لحقوقهم الدستورية كمواطنين.. اضافة لتسييرها للاعلام لصناعة اجواء الخوف في الشارع الامريكي مرات بسيناريوهات الكشف عن اعداء جدد ومرات بسيناريوهات القبض على مشتبهين من القاعدة ولكي لا يكون امام الناخب ودافع الضرائب الامريكي اية خيارات الا دعم موقف الحكومة في الاستثمار في حملة الارهاب.. وبصرف النظر عن المعلومات المضللة لوسائل الاعلام العالمية من قبل البنتاغون ووزارة العدل الامريكية، وبعد مرور اكثر من عام على احداث 11 سبتمبر تظل صورة امريكا ليس في العالم العربي الاسلامي وانما حتى ضمن الناتو باستثناء حكومة بلير طبعا، اقول في كل هذه المساحات صورة البلطجي بسياسة البطش والتلويح بالقوة المتجاوزة لسيادة الدول وحريات الشعوب.. وعودا على موضوعي، وعنوان المقالة والذي استعرته من مقابلة مع شارلوت بيرز مسوقة ارز انكل بينز الامريكي والتي تعاقدت معها الخارجية الامريكية في اكتوبر 2001 لقيادة حملة تحسين الصورة بين المسلمين.. ويبدو ان شارلوت احبطت في تسويق الحرب والبطش مثلما برعت في الارز الرائج في بيئات العرب والمسلمين ما تحاول امريكا التعافي عنه اليوم على الاقل في تفكيرها الرغبوي ان نهج الضرب وفرض الدمقرطة وقلب الثقافات يحصد لها يوميا مساحات كرة جديدة قد تدفع ثمنها باهظا من مصالحها او تحالفاتها.