واشنطن - أ ب - تتصرف الحكومة الأميركية بحرية في عرض الوقائع الخاصة بوثيقتين تناشدان تقديم مساعدة في تحديد مصير إرهابيين. ويحتوي اعلان لوزارة الخارجية، يعد بتقديم مكافآت بملايين الدولارات، معلومات غير صحيحة عن زعيم خاطفي الطائرات محمد عطا، في حين أن إعلاناً لوزارة الدفاع أسقِط فوق أفغانستان يحتوي صورة تُقدم على أنها تخص أسامة بن لادن، وهو حليق ويرتدي ثياباً غربية. ويعترف مسؤولو الخارجية بأن الاعلان الذي يعرض عبر الولاياتالمتحدة ويعد بتقديم جوائز، يقدم تفاصيل ظاهرية عن محمد عطا تمت استعارتها واقتباسها من متهمين آخرين بالارهاب، أو بحقيقة كونها غير دقيقة. وقال مسؤول في الخارجية طلب عدم ذكر اسمه إن مصممي الاعلان "تصرفوا ببعض الحرية مع جزء من محتوى الاعلان". وكانت وزارة الخارجية أصدرت نسخاً عن المناشير، إلا أنها لم تتمكن من الافصاح مباشرة عمن في الصورة، وهل تخص بن لادن أو تهدف الى ايهام الناس بأنه تخلى عن معتقداته الدينية وحلق ذقنه. وأقرت الحكومة بأن المناشير أسقطتها الطائرات الأميركية. وقال وزير الدفاع دونالد رمسفيلد انه ليس على علم بالمنشور الذي يحمل الصورة المثيرة للجدل، لكنه ذكر ان "كل أعمال بن لادن في العالم يستند الى أكاذيب". ورأى المسلمون الأميركيون أن التعاطي بخفة مع الوقائع سيسيء إلى الصورة المتداعية للحكومة الأميركية في العالم الاسلامي. وقال شاكر السيد، الأمين العام ل"الجمعية الاسلامية - الأميركية" إن "هذا الموقف القائم على التخفي والتقصي يضعف قصتنا التي هي القصة الأقوى. لدينا قضية كبيرة لنثبتها، ونحن لا نفعل شيئاً إلا اننا نعاني من عدم استخدام أسلوب مخاطبة مستقيم". وينشر الاعلان الصادر عن وزارة الخارجية، وهو جزء من برنامج "مكافآت العدالة"، عبر الصحف في الولاياتالمتحدة. وجاء في النص المنشور الذي يحيط بصورة محمد عطا انه "أراد تعلم الطيران لكنه لم يكن بحاجة إلى الاقلاع والهبوط". وهذا التصريح لم ينسب على الاطلاق الى محمد عطا، بل إلى زكريا موسوي، الشخص الوحيد الذي اعتقل في قضية الهجمات، قبل اسابيع من 11 أيلول سبتمبر. وكان مدير "أف بي آي" ربورت مويللر أبلغ المدّعين الفيديراليين في تشرين الثاني نوفمبر أن موسوي أثار الشبهات لأنه قال عكس ذلك، وأنه كان يريد فقط تعلم كيفية الاقلاع والهبوط. ويوحي الاعلان بأن عطا كان "مهتماً برش المحاصيل - وهو تصرف يحمل بوضوح مقداراً من الأخطار - في وقت لم يكن حتى قادراً على الاقلاع بطائرة". وكان عطا قام باستقصاءات في فلوريدا عن رش المحاصيل، وهو يحمل شهادة طيار وسبق له أن استأجر مرات طائرات صغيرة طار بها في فلوريدا وجيورجيا. وقالت تشارلوت بيرز، مساعدة وزير الدولة للشؤون الديبلوماسية عندما أُطلقت حملة الاعلانات الشهر الماضي: "نتحدث عن أدلة يمكن أن تقود إلى رصد شخص مثل محمد عطا". وأوضحت وزارة الخارجية الخميس ان صورة عطا استخدمت لأنه الأكثر شهرة بين الخاطفين، لكن النص المدرج في الاعلان يتضمن مزيجاً من نشاطات خاطفين، وزكريا موسوي. ووصف ستيفن هيس، المحلل في معهد "بروكنز" الاعلان بأنه خطأ، سيؤذي صدقية الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي. وأضاف: "ليس سراً أنه ينظر الينا بعين الشبهة في أجزاء كبيرة من العالم. ولهذا السبب وحده، على الحكومة الأميركية أن تتحقق من أن كل شيء تقوم به قادر على الخضوع للتدقيق. وبصراحة هذا عمل قذر". ويظهر منشور تسقطه الطائرات الأميركية بن لادن متعمماً وبلحية، وعليه عبارة: "يضحك منكم لأنكم لا تعرفون أنه أرسلكم الى حتفكم". المناشير الأخرى تظهر ما يبدو وكأنه بن لادن حليق، بشعر قصير وبذلة غربية وربطة عنق، وهي صورة يمكن أن تولد الاحساس بالمهانة لدى اتباعه واتباع الرؤية الصارمة للاسلام التي تحملها حركة "طالبان". وكانت سرت إشاعات بين الأفغان أفادت أن بن لادن حلق ذقنه واستخدم لباساً تنكرياً للفرار من البلاد. ويقول المنشور: "تخلى بن لادن القاتل والجبان عنكم". وكانت وجهت اتهامات فحواها أن الولاياتالمتحدة تلاعبت بشريط الفيديو الذي عرضته الشهر الماضي، وكان بن لادن يتحدث فيه عن هجمات 11 أيلول. وسئل رامسفيلد في اللقاء الصحافي أول من أمس، هل سيرى الناس صورة المنشور دليلاً على أن الولاياتالمتحدة تطبخ أو تلفق الأمور، فأجاب: "هناك احتمال أن يقول الناس ان شيئاً ما غير صحيح. ليس هناك الكثير الذي بإمكاننا فعله. نعيش في عالم، ننهض فيه صباحاً ونتدبر معيشتنا ونحاول القيام بعملنا على أفضل وجه ممكن"