واشنطن، إسلام آباد، باريس - "الحياة" - أعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان عسكرياً من القوات الخاصة قتل خلال تبادل اطلاق نار امس في خوست في شرق افغانستان. واوضحت ان الحادث لم يحصل قرب معسكر "القاعدة" في منطقة جاور الذي قصف امس لليوم الثاني على التوالي، ما اسفر عن مقتل 32 مدنياً. في غضون ذلك تضاربت تصريحات المسؤولين الافغان في شأن سير العمليات لاعتقال زعيم "طالبان" ملا محمد عمر، فيما اعربت الاممالمتحدة عن قلقها ازاء سقوط ضحايا مدنيين في الغارات الاميركية شرق افغانستان. وقالت مصادر البنتاغون ان الغارات الاميركية التي بدأت اول من امس الخميس، وهي الاولى هذا العام، جاءت بعد رصد الاجهزة الاميركية قوافل لمقاتلين قرب المخيم تتجه باتجاه باكستان. لكنها استبعدت ان يكون بن لادن فيها. وفيما جدد الرئيس الفرنسي جاك شيراك رفضه توسيع الحرب لتشمل دولاً أخرى غير أفغانستان، إلا "إذا كانت هناك أدلة قاطعة على تورطها" أو "إذا ثبت إيواؤها المسؤولين الرئيسيين عن هذا العمل الإجرامي"، صرح وزير الدفاع دونالد رامسفيلد صرح يوم الخميس بأن العمليات العسكرية لن تتوقف في افغانستان حتى العثور على اسامة بن لادن والملا عمر وكبار قادة "طالبان" و"القاعدة". وذكرت مصادر ان البحرية الاميركية بدأت اطلاق طلعات لطائرات استطلاع فوق اليمن والصومال انطلاقاً من عُمان. وامتنع مسؤولو الحكومة الافغانية الموقتة بمن فيهم رئيسها حميد كارزاي عن التعليق على القصف الذي استهدف خوست مرتين خلال الساعات ال24 الاخيرة، وعزت مصادر افغانية ذلك الى الحرج الذي يواجهونه في مواجهة استياء اعيان القبائل شرق البلاد، في حين اعلنت مصادر الاممالمتحدة ان المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي سيثير الموضوع مع كارزاي وديبلوماسيين اميركيين. وفي وقت استعد بعض عناصر مشاة البحرية الاميركية المارينز للعودة الى سفنهم بعدما اغلقوا قاعدة كامب رينو التي اقاموها جنوب قندهار وسلموا مطار المدينة للجيش الاميركي، اعلن قادة محليون متحالفون معهم ان عناصر من "المارينز" تشارك في محاصرة قرية جبلية يعتقد ان زعيم "طالبان" ملا محمد عمر يختبئ فيها. وفي وقت دار لغط حول مصير الملا عمر بعدما نفى كارزاي ومسؤولون اميركيون اشاعات عن اعتقاله، ابلغت مصادر افغانية مطلعة "الحياة" ان لا صحة لما يروجه بعض القادة المحليين المتحالفين مع الاميركيين عن مفاوضات لتسليمه. وأوضحت المصادر ان الملا عمر ليس تحت حماية القائد عبدالواحد الملقب "ريّس بغران" والذي قال المسؤولون الجدد في قندهار انهم يتفاوضون معه باعتباره "مسؤولاً عن 1500 مقاتل من طالبان" يتولون حماية المخبأ المفترض لزعيم الحركة. وأشارت المصادر الى التضارب في الروايات حول الموضوع إذ اكدت سلطات قندهار محاصرة المنطقة التي يختبئ فيها الملا عمر، فيما اعلنت في الوقت نفسه ان جنوداً اميركيين اشتركوا مع قواتها في عمليات دهم وتفتيش طاولت المنازل هناك. ووعد وزير الخارجية الافغاني عبدالله عبدالله ب"تطورات ايجابية خلال يومين او ثلاثة" في عملية مطاردة الملا عمر "الموجود في بغران"، فيما اعربت المصادر عن اعتقادها ان زعيم "طالبان" موجود في عمق السلسلة الجبلية التي تبدأ عند سفح قرية بغران شمال ولاية هلمند وتمتد شمالاً الى ولايتي غور وبادغيث وصولاً الى فارياب المحاذية للحدود مع تركمانستان. ويعتقد ان مرافقي زعيم "طالبان" تحت امرته شخصياً، باعتبارهم مقربين اليه وينتمون الى قبيلته. وأثارت الاممالمتحدة امس، قضية تعرض قريتي ككسي وخود لياخيل في شرق أفغانستان نهاية الاسبوع الماضي، لغارة أميركية أسفرت بحسب تقديراتها عن مقتل 53 مدنياً معظمهم من الأطفال والنساء. واعرب الناطق باسم المنظمة الدولية عن القلق ازاء تلك الغارة، مشيرة الى ان المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي قرر الاتصال بكارزاي وديبلوماسيين اميركيين للاستفسار في هذا الشأن. الصومال وذكرت مصادر ان البحرية الاميركية بدأت اطلاق طلعات لطائرات استطلاع فوق اليمن والصومال انطلاقاً من عُمان. واشارت الى ان هذه الطلعات تهدف الى رصد تحركات محتملة لمجموعات القاعدة في الصومال. وكان رامسفيلد رفض في مؤتمر صحافي في واشنطن أول من أمس تأكيد عزم الولاياتالمتحدة على القيام بحملة عسكرية على الصومال في المستقبل القريب. إلا أنه تحدث ببعض التفصيل عن وجود معسكرات لتنظيم "القاعدة" هناك. وقال: "انهم يدخلون ويخرجون، ونعرف انه كانت لهم معسكرات تدريب هناك في الماضي وانهم ينشطون عبر السنين... ويوقفون النشاط عندما يشعرون بالمراقبة". وتزامنت تصريحات رامسفيلد مع تأكيد الناطق باسم الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر ان الولاياتالمتحدة تقوم باستطلاعات جوية فوق أراضي الصومال "لضمان عدم تحول البلد الى مأمن للارهابيين". وأضاف: "لم يتخذ أي قرار بعد عن الأهداف التالية للحملة الأميركية على الارهاب". إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا ان "عشرات" من اعضاء تنظيم "القاعدة" وصلوا بالفعل الى الصومال بعدما تمكنوا من الافلات من الحرب في افغانستان. فيما أشار مراقبون الى تزايد طلعات الاستكشاف التي تقوم بها الطائرات الأميركية والغربية في سماء الصومال، والى توجه عدد من وحدات "المارينز" الى المياه المجاورة لساحل افريقيا الشرقي. واذ توقع مراقبون عسكريون استعمال هذه القوات للقيام بغارات واسعة النطاق على الصومال استبعد مراقبون آخرون ذلك، ورجحوا اعتماد تحرك استخباراتي. وقال مسؤول في البنتاغون: "لا اعتقد ان الصومال ستكون مثل افغانستان، بل ان العمليات ستكون، حسب تعبير رامسفيلد، من النوع غير المنظور". ومن المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة ان الأطراف الصومالية تتبارى للحصول على حظوة لدى الولاياتالمتحدة عن طريق اتهام منافسيها بالتعاون مع "القاعدة" وبن لادن. خلال ذلك تضاعف عدد طلعات الاستكشاف اليومية خلال الاسبوع الماضي ليصل الى ما بين أربع وخمس طلعات تقوم بها طائرات البحرية الأميركية من قواعدها في عمان بالمشاركة مع طائرات بريطانية وفرنسية، واعتبر مسؤول عسكري اميركي ان هدف الطلعات "تحديد الوضع الحالي لكي نستطيع تمييز التغيرات لاحقاً".