أعلنت موسكو أمس ان مروحية عسكرية من طراز "ام اي 8" تعرضت لنيران المقاتلين الشيشان قرب قرية ديشني-فيدينو جنوب شرقي الشيشان بعد يومين على سقوط مروحية من الطراز نفسه إثر انفجارها في الجو، ما أدى الى مقتل 14 شخصاً بينهم جنرالات كبار في حادث لم يستبعد الجيش الروسي أمس ان يكون مدبراً. وأوضحت مصادر غرفة العمليات المشتركة الروسية ان مروحية تابعة لوزارة الدفاع اصيبت بنيران المقاتلين الشيشان قرب منطقة فيدينو الجبلية. وأضافت ان المروحية التي كانت تقل 12 عسكرياً اضافة الى طاقمها المؤلف من ثلاثة اشخاص تمكنت من تنفيذ هبوط اضطراري بعد اصابتها بنيران اسلحة آلية. وأشار الى ان النيران اشتعلت بالمروحية فور هبوطها، لكنه أكد ان احداً من ركابها لم يصب بأذى. وفي وقت لاحق ذكرت وكالة "ايتار تاس" ان العسكريين الذين غادروا المروحية اشتبكوا فور هبوطهم مع مجموعة من المقاتلين الشيشان مما الى مقتل 19 منهم. وفي ما يتعلق بالتحقيقات في حادث سقوط المروحية العسكرية ليل الأحد الماضي، لم يستبعد رئيس اركان الجيش الروسي الجنرال اناتولي كفاشنين أمس ان يكون انفجار المروحية عملاً ارهابياً. وتحدث عن احتمال وضع عبوة متفجرة على متن الطائرة قبل اقلاعها بحسب ما افادت وكالة "ايتار تاس". لكنه استبعد في المقابل احتمال تعرض المروحية الى صاروخ ارض-جو اطلقه مقاتلون شيشانيون كما اعلن هؤلاء. وقال "ان كل الاحتمالات قيد الدرس بما فيها العمل الارهابي والخلل الفني والاهمال" من طرف عناصر الامن المكلفين مرافقة العسكر. وكان جهاز الاستخبارات الروسي "اف سي بي" كي جي بي سابقاً أعلن أول من أمس ان المحققين لم يعثروا على مؤشرات تؤكد الفرضية القائلة ان المروحية اسقطت بصاروخ وأن السبب عائد الى خلل فني. من جهة أخرى، كررت موسكو التعبير عن استيائها من استقبال واشنطن ولندن وباريس ممثلين عن المقاومة الشيشانية. ووجه رئيس الدائرة الاعلامية لدى رئاسة الدولة سيرغي ياسترجمبسكي انتقادات حادة الى العواصم الغربية التي "تجاهلت المسألة الشيشانية عندما كانت الحملة الافغانية في أوجها". وأضاف: "من الصعب ان نصدق ان استقبال ممثلي المقاتلين في ثلاث عواصم غربية في وقت واحد مجرد صدفة". الى ذلك، ذكر رئيس هيئة وزارة الأمن الفيديرالي نيكولاي باتروشيف ان موسكو ستسلم الاجهزة الخاصة الغربية في الفترة القريبة المقبلة اثباتات على تورط البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي في تمويل المقاتلين الشيشان. وأتى حديث باتروشيف خلال مشاركته في اجتماع لرؤساء مجالس الأمن القومي لدول الرابطة المستقلة. وكان النائب العام الروسي فلاديمير اوستينوف قدم خلال الاجتماع نفسه تقريراً ذكر فيه ان تمويل المقاتلين الشيشان يأتي عبر قنوات داخلية وخارجية، وأشار الى توافر اثباتات لدى النيابة العامة على تسلم المقاتلين مبالغ تقدر ب20 مليون دولار تسربت من دول الشرق الأوسط عبر اذربيجان ونحو 125 مليون دولار وصلت من مناطق مختلفة في العالم اضافة الى 650 الف دولار عبر جورجيا وتركيا.