موسكو - أ ف ب - نفى الكرملين والعسكريون الروس امس ان يكون الانفصاليون الشيشان اسقطوا مروحية ما ادى الى مصرع خمسين جندياً، كما كان أعلن متحدث باسم المتمردين في وقت سابق. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن الجهاز الاعلامي في الكرملين المكلف شؤون الشيشان قوله: "حسب ما لدينا من معلومات فإنه لم يتم اسقاط المروحية العسكرية مي-8 ... لكنها قامت بهبوط اضطراري فوق جبل مرتفع". واعترفت موسكو بأن أربعة أشخاص اصيبوا في الحادث، في حين نقلت وكالة "ايتار تاس" عن الناطق العسكري باسم قاعدة خان قلعة ضواحي غروزني في الشيشان ان الطائرة تعرضت لعطل مشيراً إلى سقوط ثلاثة جرحى احدهم مصور من محطة تلفزيون "ان تي في". وكان ناطق باسم الانفصاليين قال لوكالة "فرانس برس" عبر الهاتف ان المقاتلين الشيشان اسقطوا امس مروحية نقل روسية في جنوب شرقي الشيشان ما ادى الى مصرع خمسين جندياً من القوات الخاصة كانوا على متنها. وقال المسؤول الشيشاني مولدي اودوغوف المقرب من الزعيمين الشيشانيين شامل باساييف وخطاب، ان المروحية اسقطت بواسطة صاروخ ارض - جو في منطقة فيدينو. من جهة أخرى، اعلن مكتب المتحدث باسم الكرملين سيرغي ياسترجمبسكي ان ستة متمردين شيشانيين على الاقل قتلوا واصيب عشرة بجروح مساء اول من امس في مواجهة مع القوات الروسية في انغوشيا المجاورة للشيشان. وأشار الكرملين الى وقوع جرحى في الجانب الروسي من دون ان يقدم ارقاماً محددة للحادث الذي وقع في منطقة سونجينسكي جنوب انغوشيا بالقرب من الحدود مع الشيشان. وغالباً ما تقع حوادث في هذه المنطقة، لكن هذه المرة الاولى التي تعلن موسكو عن مواجهة على هذا النطاق في انغوشيا، الجمهورية الصغيرة في شمال القوقاز التي لجأ اليها اكثر من 200 الف شيشاني هرباً من الحرب، منذ ان قُتل 19 جندياً روسياً في كمين نصبه المتمردون في 11 أيار مايو الماضي. وكشفت هذه العملية عجز الجيش الروسي عن عزل الشيشان عن بقية اراضي روسيا. وتتهم القوات الروسية الانفصاليين الشيشانيين بالسعي الى توسيع عملياتهم الحربية ومدها الى جمهوريات روسية أخرى في شمال القوقاز. وكانت السلطات الانغوشية اعلنت في وقت سابق ان المواجهة التي وقعت مساء الخميس بين وحدة استطلاع روسية وحوالى 15 مقاتلاً شيشانياً استمرت نصف ساعة تقريباً. وقامت المروحيات الروسية التي جاءت لدعم القوات بقصف جبال المنطقة. وقالت السلطات الانغوشية ان المواجهة اسفرت عن سقوط قتيلين من الروس وخمسة قتلى من المتمردين. وكان حادث آخر وقع في انغوشيا في 6 الشهر الحالي بالقرب من الحدود الشيشانية وقتل فيه ثلاثة اشخاص برصاص اطلقته مروحية روسية في ظروف لم تتضح. وبعد هجوم 11 أيار مايو اتهمت موسكو ضمناً الرئيس الانغوشي رسلان عائشوف بأنه مسؤول عن هذا الحادث. وقال ياسترجمبسكي: "ان كل زعيم منطقة في الاتحاد الروسي مسؤول عما يحصل على اراضيه وذلك لا يستثني انغوشيا". من جهة اخرى، اتهمت روسيا مرة جديدة اذربيجان، الجمهورية السوفياتية السابقة في شمال القوقاز، بايواء مقاتلين شيشانيين وهو ما نفته باكو على الدوام. وجاء في بيان اصدره العسكريون الروس في خان قلعة امس انه "لا يزال يتم نقل مقاتلين شيشانيين مصابين الى اذربيجان لتلقي العلاج". وأضاف البيان: "ان سبعة مقاتلين اصيبوا بجروح خطيرة وبترت سيقانهم نقلوا الثلثاء الى اذربيجان حيث ستصنع لهم سيقان صناعية بديلة". كما اتهم العسكريون الروس مرة جديدة جورجيا "بلعب دور نقطة الانتقال للمرتزقة الاجانب الذين يدخلون الى الشيشان".