بدأت بورصة الدار البيضاء امس اعتماد مؤشرين جديدين للاسهم والسندات هما "ماسي" و"ماديكس" خلفاً للمؤشر السابق "اي جي بي" الذي تم التخلي عنه بعد سبعة أعوام من العمل. وكان المؤشر فقد نحو ثمانية في المئة من قيمته في عام 2001 وخسر 14 في المئة عام 2000. وفتح مؤشر "ماسي" على 3736 نقطة وخسر 1,86 في المئة في تعاملات بداية السنة الجديدة، بينما فتح مؤشر "ماديكس" على 2876 نقطة وفقد ثلاثة في المئة في بداية تعاملات امس. وقال بلاغ للبورصة المغربية ان الهدف من تحديث المؤشرات هو توفير صورة واضحة على المدى الطويل بالنسبة للمستثمرين وشركات ادارة المحفظات المالية وتمكين المتعاملين من الحصول على معطيات اكثر دقة خصوصاً في مجال الاسهم الاكثر تداولاً. وقالت البورصة ان تغيير المؤشر كان ضرورياً لاضافة حيوية جديدة واعادة تقويم حاجات المهنيين في مجال اعتماد الحسابات وادماج المعايير الدولية. وتسعى البورصة الى جلب مستثمرين جدد عشية طرح اسهم شركات جديدة مرشحة للتخصيص واعادة الثقة الى البورصة التي خسرت في ثلاثة أعوام نحو ربع قيمتها السوقية. وقدرت قيمة الاسهم المغربية امس بنحو 102,7 بليون درهم تسعة بلايين دولار، وهي باتت تمتل 25 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وكانت القيمة السوقية للاسهم تقارب 16 بليون دولار في عام 1998 وتمثل 43 في المئة من اجمالي الناتج. ويضم مؤشر "ماسي" اسهم 55 شركة مدرجة في البورصة تشكل القاعدة المرجعية في النشاطات الاقتصادية ومجموع السوق المالية، بينما يضم مؤشر "ماديكس" المؤشرات الاكثر تداولاً وهو موجه بصورة خاصة الى المستثمرين الكبار وحملة المحافظ المالية ومرشح لان يصبح على المدى المتوسط المؤشر الاهم في مجال مرجعية اداء الاسهم في بورصة الدار البيضاء، خصوصاً بالنسبة الى صناديق الاستثمار الدولية في المغرب ونشاطات شراء وبيع الحصص الكبيرة. ويتوقع المراقبون ان تنتعش بورصة الدار البيضاء بالتغييرات الجديدة بعد فترة ركود امتدت أكثر من ثلاثة أعوام شهدت خلالها السوق اقبالاً ضعيفاً على الاسهم وخصوصاً من صغار المدخرين الذين تخلصوا من الاسهم التي تملكوها في منتصف التسعينات غداة اطلاق برنامج التخصيص. وتنوي وزارة المال والاقتصاد والتخصيص خلال النصف الاول من السنة الجارية طرح اسهم شركات جديدة ومنها "اتصالات المغرب" "البنك الشعبي" و"شركة التبغ" وهي اسهم تزيد قيمتها السوقية على بليون دولار وستوجه في نسبة منها الى صغار المدخرين والعاملين في تلك الشركات. وتضمنت موازنة سنة 2002 تشجيعات ضريبية للافراد الراغبين في الاستثمار في البورصة تعفيهم من دفع الضرائب على جزء من الارباح لمدة اربع سنوات. يذكر ان بورصة الدار البيضاء تأسست عام 1929 ومرت بمراحل عدة منها تحديثها عام 1993 باسناد ادارتها الى شركات خاصة لها شراكات تقنية مع عدد من البورصات الدولية والعربية منها بورصة باريس. وكان شهر كانون الاول ديسمبر الماضي افضل شهور السنة على اداء البورصة وبلغت قيمة التداول فيه نحو 500 مليون دولار جزؤها الأكبر كان من نصيب مجموعة اونا والشركات القابضة والمصارف التجارية، بينما اعتبرت اسهم كل من المصرف العقاري والسياحي ومصرف البنك الوطني للانماء الاقتصادي الاقل طلبا وهي خسرت على التوالي 38 في المئة و64 في المئة من قيمتها السوقية السنوية وكانت من الاسباب المباشرة لتراجع اداء البورصة المغربية.