اذيع في موسكو أن إسرائيل طلبت من أميركا بدء الحملة العسكرية على العراق من محافظاته الغربية، وأبدت استعدادها لدور في توجيه "ضربات دقيقة" إليه ووضع "تكتيكات" استخدمت ضد الفلسطينيين "في خدمة" الأميركيين. وبثت النبأ وكالة روسية بعد ساعات على تأكيد أحد زعماء المحافظين في إيران أن طهران تلقت معلومات "سرية" تشير إلى أن الولاياتالمتحدة تعد لهجوم واسع على العراق. في الوقت ذاته، قال ديبلوماسي غربي في عمّان أمس إن الحملة الدولية على الإرهاب بقيادة الولاياتالمتحدة "قطعت أكثر من نصف المسافة بين انطلاقها من أفغانستان ووصولها إلى بغداد" في اشارة إلى أن واشنطن تنوي معاودة فتح الملف العراقي في غضون الأشهر القليلة المقبلة. وأكد ل"الحياة" أن "ليس هناك ما سيحول دون حملة عسكرية على العراق ما دام يصر على عدم السماح بعودة المفتشين الدوليين وعدم التعاون مع مجلس الأمن والالتزام بقراراته". وشدد على أن "اصرار العراق على تطوير أسلحة الدمار الشامل يدخل في إطار التهديدات الإرهابية المحتملة" للأمن القومي الأميركي، لافتاً إلى أن واشنطن، وبصرف النظر عن ضلوع العراق أو عدم ضلوعه بأحداث 11 أيلول سبتمبر "لن تتردد في توجيه ضربات استباقية إليه لتدمير برامجه لأسلحة الدمار الشامل". وفهم من تصريحات مسؤولين أميركيين بينهم وزير الخارجية كولن باول الأسبوع الماضي أن واشنطن لن تستهدف العراق قبل استقرار الأوضاع في أفغانستان، والانتهاء من "معالجة التنظيمات الإرهابية" في عدد من الدول، ومحاولة تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وذكرت مصادر مطلعة أن واشنطن تفضل ان تهدأ الأمور في فلسطين قبل فتح الملف العراقي. ونقلت وكالة أنباء روسية عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الإسرائيليين طلبوا من الولاياتالمتحدة بدء الحملة العسكرية على العراق من المحافظات الغربية، وأبدوا استعدادهم لوضع "تكتيكات" استخدمت ضد الفلسطينيين "في خدمة" الأميركيين. وأشارت وكالة "ميغ نيوز" التي يملكها يهود ولها علاقات واسعة مع الدوائر العليا الإسرائيلية، إلى أن التحضير ل"حملة" على العراق بدأ، ويجري الآن البحث عن "اسم رئيس بديل" بين كبار ضباط الجيش العراقي، وسيبدأ إعداد فصائل من المعارضة لتلعب دوراً مماثلاً ل"تحالف الشمال" في أفغانستان. وأكدت مصادر "ميغ نيوز" ان القيادات العسكرية الإسرائيلية طلبت من الأميركيين بدء العمليات ضد العراق من محافظاته الغربية التي يمكن أن تستخدم لتوجيه ضربات صاروخية إلى إسرائيل، بوصفها هذه المناطق أقرب نقطة عراقية إلى الدولة العبرية. وأشار تقرير الوكالة إلى أن الإسرائيليين أبدوا استعدادهم، في حال موافقة واشنطن، ل"خدمة" الأميركيين في تنظيم عمليات لتوجيه "ضربات دقيقة" تشارك فيها طائرات هليكوبتر على غرار ما يجري في الأراضي الفلسطينية. معلومات "سرية" وكان أحد زعماء المحافظين في إيران أعلن أن طهران تلقت "معلومات" تفيد أن الولاياتالمتحدة تستعد لمهاجمة العراق. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية نقلت عن رئيس جمعية الائتلاف الإسلامي حبيب الله أصغر أولادي قوله ليل الثلثاء: "تشير معلومات سرية تلقيناها إلى أن الأميركيين يستعدون لهجوم واسع على العراق، والأكيد أنهم سيمنون بخسائر جسيمة، ولكن يبدو أنهم يعتبرون الأمر حتمياً". وذكر أن منظمة "مجاهدين خلق" الإيرانية المعارضة التي تقيم قواعد في العراق "ستكون مهمتها تحركات عسكرية على الحدود الإيرانية اثناء مهاجمة" الأميركيين هذا البلد. يذكر ان مجلة "نيوزويك" الأميركية نشرت الشهر الماضي تقريراً يشير إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش تدرس احتمال غزو العراق من الشمال والجنوب لإطاحة الرئيس صدام حسين. موسى وفي مقابلة نشرتها مجلة "المصور" المصرية أمس، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من أن "ضرب أي دولة عربية سينهي موضوع الائتلاف العالمي في مواجهة الإرهاب". وأضاف: "عندما ضربت أميركا أفغانستان قالت إنها حصلت على أدلة تؤكد إدانة أسامة بن لادن، ووقف العالم معها ولم توجه الاتهامات إلى أي دولة أخرى، حتى مع ظهور مسألة الجمرة الخبيثة. إذاً، تحت أي عنوان يأتي ضرب العراق؟ في هذه الحال سيكون الضرب تحت عنوان آخر، مثل التخلص من الحكم العراقي، أو تنفيذ قرارات مجلس الأمن".