سربت مصادر في الرئاسة الفرنسية معلومات تداولتها وسائل الاعلام في باريس الثلاثاء 1-12-2009، تفيد بأن الرئيس نيكولا ساركوزي جمع مستشاري الأليزيه وعددا من الخبراء والمتخصصين في الشأن الايراني وفي الشؤون العسكرية والاستراتيجية، لبحث تبعات ضربة إسرائيلية عسكرية ضد طهران وحجم وشكل الرد الإيراني. وقالت المصادر أن مستشاري ساركوزي رسموا "سيناريوات سوداء" في حال تنفيذ أية ضربة إسرائيلية ضد طهران. وأضافت إن "السيناريو الأول يفيد بأن إيران سترد بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تنتقل عبره نسبة 30% من النفط في العالم، وستؤدي هذه الخطوة فورا إلى ارتفاع أسعار النفط واهتزاز الاقتصاد العالمي". ويرى السيناريو الثاني أن إيران ستقدم على إشعال آبار نفطية في دول الخليج لضرب المصادر النفطية للدول الغربية التي دعمت الضربة العسكرية الاسرائيلية وهو ما سيفاقم من أزمة أسعار النفط". أما السيناريو الثالث -ودائما بحسب المصادر في قصر الإليزيه- فقد رسم صورة أكثر سوادا ويفيد بأن "موجة تفجيرات ستندلع في قلب الدول الغربية التي حرضت إسرائيل على ضرب إيران وخصوصا فرنسا وبريطانيا وأميركا". ورأى مستشارون آخرون أن جبهة جنوب لبنان ستشتعل مع احتمال اشتعال جبهة قطاع غزة أيضا". واحتمال تحرك الفصائل الشيعية العراقية ضد القوات الأمريكية في كل مناطق نفوذ هذه الفصائل. وفي سياق متصل، قالت مصادر دبلوماسية غربية ان ايران ستعتبر في حال استهدافها عسكريا أن الضربة ما كانت لتحصل لولا سماح الولاياتالمتحدة بعبور المقاتلات الاسرائيلية أجواء العراق (بعد عبور الأردن ) وهذا سيجعل المئة والثلاثين ألف جندي أمريكي في المنطقة هدفا لهجمات ايران والموالين لها. واعتبر مراقبون أن هذا ما يفسر "سعي واشنطن الى تأخير الضربة الاسرائيلية الى ما بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق"، وهو ما تعتبره اسرائيل "انتظارا قاتلا" لأن ثمة معلومات استخبارية غربية تشير الى أن ايران لم يعد يلزمها سوى 6 أشهر لامتلاك كمية اليورانيوم اللازمة لصنع القنبلة النووية وبعد ذلك سيكون الايرانيون بحاجة لعام واحد فقط لانجاز القنبلة وسيكون الحديث بعد ذلك عن ضربة لايران ضربا من الجنون. من جهة أخرى يقول مصدر دبلوماسي غربي ان اسرائيل لن تكتفي في حال حصول ضربة لايران بقصف المواقع النووية بل ستقصف المصافي البترولية في ايران بهدف شل اقتصادها ومنع تمويل أي رد عسكري من جانبها. ويضيف المصدر أن إيران التي أطلقت مؤخرا قمرا صناعيا للاتصالات تراهن على قدرتها بفضل هذا القمر على ضرب الأراضي الاسرائيلية مباشرة لأن صورايخ حزب الله لن تكون وحدها كافية لانهاك الاسرائيليين. ولتهدئة ردود الفعل العالمية، والأمريكية خصوصا ستبادر اسرائيل الى اعلان موافقتها على قيام دولة فلسطينية طالما أن هذه الدولة تبدو أمرا لا بد منه في نهاية المطاف.