سيدني - أ ف ب - حشد رجال الاطفاء في أستراليا أمس المروحيات والجرافات في محاولة لانقاذ منازل ضاحية كثيفة السكان في سيدني حيث زادت الرياح العنيفة ودرجات الحرارة البالغة الارتفاع من اضطرام الحرائق التي تحاصر المدينة. وحفرت الجرافات خندقًا بطول 250 مترًا لاحتواء ألسنة اللهب التي تواصل اقترابها الخطر من منازل تقع شمال حي آيبينغ جنوب تورا مورا على بعد 15 كلم من وسط سيدنيجنوب شرقي أستراليا. وطلب الناطق باسم رجال الاطفاء جون وينتر من السكان المحافظة على الهدوء ورش منازلهم بالماء. وقال: "من المهم أن يتخذ الناس احتياطات لحماية منازلهم حتى لا تصلها النار من الخلف". وأضاف: "لا نزال نخشى وصول النار الى حديقة لاين كوف الوطنية ووضعت مروحيات ووسائل ضخمة في هذه المنطقة". وكانت هذه المنطقة شهدت عام 1994 تدمير 100 منزل عندما تجاوزت حرائق مشابهة الحديقة. وشاركت المروحيات القاذفة للمياه في إخماد النيران التي تخطت الحواجز بسبب الرياح ودرجات الحرارة الخانقة والتي تجعل من عمل رجال الانقاذ بالغ الصعوبة. وأعلن فيل كوبربرغ المسؤول عن مكافحة الحرائق في ولاية نيو ساوث ويلز: "اليوم هو أسوأ ما يمكن أن نتخيله. ويتعين علينا مكافحة نيران على امتداد 2000 كلم". وتترافق درجات الحرارة العالية مع الرياح العاتية وضعف مستوى الرطوبة لتجعل السيطرة على النيران أمرًا بالغ الصعوبة. وتمكن مئات من الاشخاص الذين أخلوا منازلهم في مختلف ضواحي سيدني من العودة، لكن ناطقًا باسم رجال الاطفاء في نيو ساوث ويلز قال إن عمليات إجلاء جديدة قد تكون ضرورية خلال النهار. ودمرت النيران 150 منزلاً في الايام الثلاثة الاولى من الحرائق التي أتلفت 300 ألف هكتار واجتاحت مزارع وأدت الى نفق آلاف الخراف. ويشارك في عمليات إطفاء الحرائق التي بدأت قبل عشرة أيام 20 ألف شخص وأكثر من 60 مروحية وطائرة. ويعود نصف هذه الحرائق الى أعمال إجرامية، وقد ألقت الشرطة القبض على ستة رجال و14 مراهقًا منذ بدء الكارثة. والعقوبة القصوى لمثل هذه الجرائم هي 14 سنة سجنًا. وقدرت شركات التأمين أن تتجاوز قيمة التعويضات في هذه الحرائق مبلغ 29 مليون دولار الذي دفع في حرائق مماثلة سنة 1994. وشهدت استراليا أسوأ حرائقها في شباط فبراير 1983 التي هلك فيها 72 شخصًا.