تكاد الدورة التاسعة عشرة لمجلس وزراء الداخلية العرب التي تبدأ اعمالها صباح اليوم في بيروت تكون عادية لولا التداعيات الأمنية والسياسية الضاغطة للهجمات التي استهدفت نيويورك وواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي وصدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1373 المتعلق بمكافحة الارهاب، اضافة الى العدوان الاسرائىلي المستمر على الشعب الفلسطيني. وهذه المستجدات ستطغى على اعمال المجلس الذي يستضيفه لبنان للمرة الاولى، من خلال الكلمات الافتتاحية لكل من رئىس الجمهورية اميل لحود والرئيس الفخري للمجلس وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية الأمير نايف بن عبدالعزيز والأمين العام الدكتور محمد بن علي كومان، او عبر مداخلات الوزراء في الجلسات السرية. ويحرص لبنان على ان تشكل استضافته للمؤتمر اختباراً ناجحاً لمقدرته على توفير الأمن للقمة العربية في أواخر آذار مارس المقبل. واكتمل وصول الوزراء ليل امس، باستثناء ممثلي الصومال وجزر القمر وجيبوتي، التي ستغيب عن اجتماعات المجلس، اضافة الى دولة فلسطين اذ منعت اسرائىل وزير العدل الفلسطيني فريح مصطفى ابو مدين من السفر، وسينوب عنه مساعد القائد العام للشرطة العميد محمود عصفور. ويشارك في المؤتمر 18 وزير داخلية عربياً بدأوا اجتماعات ثنائية مع وزير الداخلية اللبناني الياس المر الذي أكد ل"الحياة" على اهمية استضاف المؤتمر في لبنان نظراً الى الظروف غير العادية التي املتها التطورات الامنية والسياسية بعد هجمات 11 ايلول التي سبق لجميع الدول العربية ان ادانتها ودعت الى مكافحة الارهاب على قاعدة التمييز بينه وبين المقاومة. وركز المر على اهمية التفاهم بين وزراء الداخلية على النقاط محور الاهتمام تمهيداً لاصدار البيان الختامي. وقال مصدر وزاري في المجلس ل"الحياة": "نعلق اهمية على المداولات على هامش انعقاد الجلسات وخصوصاً بين وزراء داخلية السعودية الأمير نايف، ومصر اللواء حبيب ابراهيم العادلي، وسورية اللواء علي حمود والمر، من اجل رؤية أمنية عربية موحدة لمرحلة ما بعد 11 ايلول والقرار الرقم 1373 والوضع في الاراضي الفلسطينية". وأكد "ان الدول العربية من خلال المجلس، كانت السباقة منذ العام 1997 الى وضع اتفاق عربي لمكافحة الارهاب يميز بينه وبين المقاومة التي تعتبر حقاً مشروعاً لمناهضة الاحتلال، ويضع تعريفاً مشتركاً لمفهوم الارهاب ومكافحته، خلافاً لدول العالم الاخرى والأمم المتحدة التي لم تتوصل الى صوغ تعريف موحد". وقال: "ان 44 وزيراً هم مجموع وزراء الداخلية والعدل العرب كانوا وقعوا على الاتفاق الساري المفعول، إضافة الى مجموعة من الاتفاقات لمكافحة الجريمة والتعاون الأمني ومكافحة المخدرات". ودعا المصدر الى عدم استباق التوجه السياسي للبيان الختامي عن مكافحة الارهاب والتضامن مع الشعب الفلسطيني، قبل انتهاء اللقاءات التشاورية. وقال: "لسنا في مواجهة مع الولاياتالمتحدة الاميركية لكننا لن نتردد في تبيان الحق العربي حيال الحملات التي تستهدف بعض الدول العربية، خصوصاً انها كانت وما زالت اولى ضحاياه". وأعلن الأمير نايف بن عبدالعزيز عند مغادرته الرياض "ان المجتمعين سيركزون على الاوضاع الراهنة في العالم في شكل مستفيض". وأكد "ان لا بد من الوصول الى اتفاق في وجهات النظر لتكون هناك نظرة امنية عربية موحدة نحو ما يجري حالياً". وأكد وزير الداخلية في دولة الامارات العربية المتحدة الفريق الركن الدكتور محمد بن سعيد البادي "ان العمل الامني العربي المشترك حقق انجازات ملموسة في استراتيجيات التعاون". وأكد وزير الداخلية التونسي عبدالله الكعبي ان بلاده "سباقة في مكافحة الارهاب". ونوه وزير الداخلية القطري الشيخ حمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني بالوضع الأمني في لبنان. وقال: "أمن لبنان يهمنا كثيراً والقمة المقبلة ستعقد فيه في موعدها المقرر ونتمنى لجميع الرؤساء العرب التمكن من الحضور وأمير الدولة سيكون موجوداً". والتقى الرئىس لحود وزير الداخلية السوري اللواء علي حمود الذي نقل اليه تحيات نظيره السوري بشار الاسد، وجرى عرض الاوضاع في المنطقة في ضوء التطورات الاخيرة والتنسيق القائم بين لبنان وسورية. والتقى حمود رئيس الحكومة رفيق الحريري.