اعتبر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان من الخطأ القاتل المساس بأي بلد عربي، في رد على سؤال التهديد الاميركي بضرب العراق. وقال الشرع بعد محادثات أجراها في لبنان مع رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود: "ان تهديد اي بلد عربي مرفوض، وضرب اي بلد عربي سيجرّ مشكلات لا آخر لها، وأميركا تعرف هذا الشيء وأوروبا كذلك". راجع ص 5 وزار الشرع لبنان امس يرافقه قائد جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان، للتشاور في الموقف من رؤية وزير الخارجية الاميركي كولن باول لعملية السلام، ومن الملاحق التطبيقية لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 1373 لمكافحة الارهاب وآخر التطورات الدولية والاقليمية في ضوء الحرب على افغانستان. ونقل الشرع رسالة من الرئىس السوري الدكتور بشار الأسد الى نظيره اللبناني. وقال الشرع في تصريح ادلى به إثر المحادثات مع اركان الدولة اللبنانية ان "البلد، الذي لا يفرق بين الارهاب والمقاومة يعطي غطاء حقيقياً للارهابيين...". وقال رداً على سؤال حول الضغوط على لبنان وسورية من اجل وقف عمليات "حزب الله" في مزارع شبعا: "نحن لا نعتبر ان هناك ضغوطاً بالمعنى الحقيقي للكلمة"، مشيراً الى خلاف مع الولاياتالمتحدة الاميركية في هذا الشأن والى استمرار التشاور معها. وكان الشرع مازح الصحافيين عند دخوله الى القصر الرئاسي رداً على سؤالهم عن الضغوط الاميركية قائلاً: "أصلها متعوّدة". وكان لافتاً اعلان الشرع، في أول موقف سوري رسمي من رؤية باول للسلام، انها تتضمن "نقاطاً ايجابية"، لكنه اشار الى "علامات استفهام عن حدود الدولة الفلسطينية ومدى استقلاليتها وعاصمتها". وقال: "ان هناك مشاورات في هذا الصدد بين لبنان وسورية ومع اشقائنا العرب". وأفاد المكتب الاعلامي للرئىس لحود ان وجهات النظر كانت متطابقة حيال دقة المرحلة وضرورة مواجهتها بمواقف موحدة. وشدد بيان صدر في هذا الشأن على التمييز بين الارهاب والمقاومة. وعلمت "الحياة" ان الاجتماع مع الشرع ركز على تشريح القرار الدولي الرقم 1373 وان الجانبين توقفا امام اسئلة عن المدى الذي ستذهب اليه رؤية باول في عملية السلام. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة" ان البحث تطرق الى الوضع الامني في منطقة مزارع شبعا من زاوية "الوعي والحذر بهدف احباط اي محاولة اسرائىلية لتحميل لبنان وسورية مسؤولية اي تدهور".