أي بطولة تلك التي يمكن ان تنافس كأس الخليج العربي او تأخذ مكانها؟ وأي صخب اعلامي يمكن ان تحظى به بطولة غير كأس الخليج؟ فلا كأس افريقيا او اوروبا ولا حتى كأس العالم... يمكن ان تطاول كأس الخليج. والمقارنة المقصودة هنا ليست من الناحية الفنية وانما من حيث الاهتمام الجماهيري والاعلامي، وما تثيره البطولة من تساؤلات وما تشهده من حروب اعلامية تدفع القائمين على امر الصحف الخليجية دفعًا الى اصدار ملاحق خاصة طيلة ايام البطولة فضلاً عن الكتب التي تسبقها، وجيش الاعلاميين الذي يتابعها. وتبدو بطولة كأس الخليج افضل حظاً من كل البطولات الكروية الاخرى فهي انطلقت قبل 32 عاماً وصاحبت انطلاق الاعلام الخليجي الذي تجاوز وقتها مرحلة البداية والهواية الى الاحتراف كتابة وطباعة فنالت تفاصيل هذه البطولة بدرجة يصعب وجودها في البطولات الاخرى. ومن هنا فان القول ان بطولة كأس الخليج ليست كغيرها من البطولات قول يصادف اهله، فهي بطولة خاصة يفوق الاهتمام بها لدى عشاق الساحرة المستديرة في خليجنا العربي غيرها من البطولات، وهي تعادل - ان لم تكن تزيد - اهتمامهم بكأس العالم. ولاغرابة في ذلك فالكلٌ يعترف بفضل هذه البطولة على الكرة الخليجية وما بلغته من تطور ومنشآت عملاقة تتباهى بها دول الخليج ويكفي للدلالة على هذه المنشآت استاد الملك فهد الدولي الذي يستضيف "خليجي 15" وكان انشىء خصيصاً لاستضافة كأس الخليج التاسعة في العام 88. غير ان الغريب ان اصواتاً عدة طالبت بالغاء البطولة وحجتهم التي يبررون بها طلبهم ان البطولة حققت اهدافها وباتت اليوم عبئاً على المنتخبات الخليجية، واقترحت تلك الاصوات ان تنظم بطولة شبيهة للاعبين الاولمبيين دون 23 عاماً كل اربع سنوات في عام يسبق الاولمبياد ليكون ذلك خير اعداد للفرق في مشوار تصفيات الاولمبياد. لكن اصواتاً كثيرة رفضت هذا الاقتراح في شقه الأول، وايدت اقامة بطولة للمنتخبات الاولمبية ضمن دورة الالعاب الخليجية المزمع اقامتها على ان تبقى كأس الخليج على حالها تقام كل عامين في احدى دول الخليج بالتناوب. وأراني ومن خلال اهتمامي ومتابعتي للكرة الخليجية وبطولات كأس الخليج منذ العام 88 وحتى الآن من المؤيدين استمرار بطولة كأس الخليج كما هي الآن، وسبب تأييدي لها انها باتت تراثاً رياضياً لا يمكن محوه بقرار فرد او مجموعة ووجودها إثراء للكرة الخليجية وتوطيد لعلاقات الاخوة والمحبة بين شباب هذه المنطقة. والحفاظ عليها مسؤولية كل عاشق للساحرة المستديرة في الخليج، ومسؤولية كل من تابع النقلة الهائلة في مستواها بعد انطلاق كأس الخليج. هامش الحرب الشرسة التي تدور رحاها في خليجي 15 بين القنوات الفضائية والصحافية المكتوبة لم تستطع خلالها الفضائيات العربية - بكل ما تملكه من امكانات ومحللين - ابعاد جمهور الكرة عن متابعة الصحف التي طورت نفسها بالبحث عما وراء الاخبار وصناعتها لتحفظ لنفسها مكانتها ولتؤكد للجميع انها تقف على ارض صلبة لأنه وببساطة شديدة في البدء كانت الكلمة. رئيس القسم الرياضي بمجلة الاهرام العربي