أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تناولت المستجدات العربية، خصوصاً الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية، والتي استدعت تكثيف المشاورات والاتصالات العربية. وقال ل"الحياة" مصدر مأذون له في الوفد الأردني المرافق للملك عبدالله ان الجانبين السعودي والأردني جددا دعمهما المطلق للرئيس ياسر عرفات كرئيس شرعي للسلطة وللشعب الفلسطيني، واكدا ان لا تعامل في القضية الفلسطينية مع غيره. واشار المصدر الى ان المحادثات تناولت ايضاً "الحالة العراقية - الكويتية" وتم تبادل وجهات النظر في شأن تحديد اطار العمل العربي المطلوب لبحثها في ضوء المحادثات التي اجراها الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في بغدادوالكويت. واضاف ان المحادثات تأتي في اطار التشاور المستمر بين الأردن والسعودية للبحث في المستجدات، وفي اطار المشاورات التي يجريها العاهل الأردني بصفته رئيساً للقمة العربية، لمعالجة القضايا التي تهم الأمة العربية. ونوه المصدر بأهمية هذه الاتصالات كونها تسبق زيارة الملك عبدالله لواشنطن ولقاءه الرئيس جورج بوش مطلع الشهر المقبل. وهو يسعى الى بلورة موقف عربي موحد من المستجدات ليبلغه الى الرئيس الأميركي والمسؤولين في ادارته. وعلمت "الحياة" ان الملك عبدالله عرض أمام القادة السعوديين انعكاسات الأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية على الأردن وأوضاعه الاقتصادية. ولوحظ ان العاهل الأردني الذي سيزور الكويت اليوم، لم يصطحب معه في زيارته السعودية سوى رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة ومستشاره الخاص الأمير طلال بن محمد، بالاضافة الى رئيس التشريفات فيصل الفايز. وكان الملك فهد بن عبدالعزيز استقبل ضيفه في قصر اليمامة، وأقام مأدبة غداء تكريمية له، بحضور ولي العهد السعودي وكبار الأمراء والمسؤولين وعقدت بعد ذلك محادثات تلتها جولة أخرى بين الملك عبدالله الثاني والأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وقبل توجهه الى الرياض اجرى الملك عبدالله في عمان امس محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ركزت على "التطورات الخطيرة" التي تشهدها الساحة الفلسطينية، والتنسيق الأردني - المصري بهذا الخصوص. وأوضح وزير الخارجية الاردني مروان معشر ان المشاورات والاتصالات تأتي في اطار الجهود التي يبذلها الملك عبدالله "لمنع التدهور في عملية السلام، خصوصاً في ضوء التطورات الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتصعيد المستمر الذي يهدد عملية السلام برمتها". وجاءت زيارة ماهر القصيرة لعمان عوضاً عن زيارة للقاهرة كان مقرراً ان يقوم بها أمس رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب، وألغيت. وأكد معشر ان محادثات العاهل الأردني في واشنطن "تمثل فرصة لحض الولاياتالمتحدة على تكثيف جهودها والاضطلاع بدورها الحيوي لمساعدة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في العودة الى طاولة المفاوضات، من خلال البدء فوراً بتطبيق توصيات ميتشل وخطة تينيت واعادة المبعوث الاميركي انتوني زيني الى المنطقة". وشدد على ان الأردن سيسعى خلال لقاءات مع المسؤولين الاميركيين الى "شرح وجهة النظر الأردنية والعربية الداعية الى استمرار تعامل واشنطن مع الرئيس ياسر عرفات ومع القيادة الفلسطينية الشرعية كطرف اساسي في عملية السلام. وسيدعو الى الضغط على اسرائيل لوقف اعمالها التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني، وانهاء حال الحصار التي تفرضها عليه وعلى قيادته".