هيوستن - "الحياة"، أب، أ ف ب - تسارع مسلسل احداث إفلاس شركة "انرون كورب" الاميركية العملاقة للطاقة، التي انهارت اواخر العام الماضي، بعدما وجد نائب رئيسها السابق جون باكستر مقتولاً بطلقة في الرأس داخل سيارته امس، في ما بدا انه انتحار. واعلنت الشرطة في مقاطعة شوغار لاند قرب هيوستن في تكساس في بيان بعنوان "انتحار"، العثور على جثة باكستر في ساعة مبكرة صباحاً داخل سيارة وقد اطلق رصاصة في رأسه، والى جانبه رسالة يعلن فيها عزمه على الانتحار. ويفتح انتحار باكستر 43 سنة، الذي كان تحدى الممارسات المالية المشكوك فيها للشركة قبل استقالته في ايار مايو 2001، الباب امام الكونغرس والسلطات القانونية لتكثيف التحقيقات في شبهات بأن المسؤولين عن "انرون"، التي قدمت الكثير من الأموال لدعم حملات الجمهوريين والرئيس جورج بوش الانتخابية، انتهكت القوانين. وكان الكونغرس فتح تحقيقاً في ظروف افلاس "انرون"، بعد اتهامات لمسؤولين تنفيذيين داخل الشركة بأنهم كانوا على علم بوضع الشركة المتدهور واخفوا ذلك عن المستثمرين والموظفين. كما يحقق "إف بي آي" في اتلاف احد مدققي الحسابات وثائق لها علاقة بالتحقيقات الجارية. وأكدت "انرون" في بيان وفاة باكستر، الذي كان تحدى الممارسات المالية المشكوك فيها للشركة قبل استقالته من منصب نائب رئيس مجلس الادارة. واشارت الشركة الى وفاته "المأسوية". وعندما اُعلنت استقالة باكستر، قال جيف سكيلينغ رئيس "انرون" آنذاك انه قدم "مساهمة ضخمة في تطور الشركة، خصوصاً كأحد اعضاء الفريق الذي انشأ قطاع البيع بالجملة" فيها. واشار الى ان السبب الرئيسي لاستقالته هو رغبته في ان يقضي وقتاً اكثر مع عائلته. واوضحت الشركة ان باكستر التحق ب "انرون" في 1991، وكان رئيساً ل "ارنون نورث اميركا" قبل تعيينه مسؤولاً عن التخطيط الاستراتيجي في "انرون كورب" في حزيران يونيو 2000 ونائباً للرئيس في تشرين الاول اكتوبر 2000. وكان اسم باكستر ورد في التحذير المثير الذي وجهته شيرون واتكينز عضو مجلس ادارة الشركة في 14 آب اغسطس الماضي الى رئيس الشركة كين لاي، وجاء فيه ان "كليف باكستر شكا بقوة الى سكيلينغ، وكل من كان مستعداً للانصات، سوء ادارة تعاملاتنا مع إل. جاي. إم"، احدى الشركات التي اُستخدمت لاخفاء ديون تقدر بمئات الملايين من الدولارات، وتجنب تثبيتها في السجلات المحاسبية ل "انرون". وحمل افلاس "انرون" الذي يعتبر اكبر افلاس في تاريخ الولاياتالمتحدة، السلطات الفيديرالية والكونغرس على فتح سلسلة من التحقيقات. كما الحق الضرر بالعديد من المستثمرين وموظفي الشركة الذين خسروا رواتبهم التقاعدية البالغة بليوناً و200 مليون دولار عبر استثمارها في اسهم الشركة. واربك الافلاس السلطات الأميركية والرئيس بوش الذي تربطه صداقة شخصية بالرئيس السابق للشركة كينيث لاي، احد الممولين الرئيسيين لحملته الانتخابية عام 2000. وكانت الشركة اعلنت اول من امس استقالة لاي من منصبه في "انرون" التي كان يديرها منذ تأسيسها عام 1986.