الفرق بين الابداع والابتداع حرف ابجدي واحد خلق بوناً شاسعاً بين نعمة الاول وبلاء الثاني، وعلى رغم ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، فان فتح ابواب هذه الفلسفة لا يعني المساواة بين الرأي الصائب السديد والقول الحق الذي يُراد منه باطل. منذ الازل اختلف ابناء آدم حتى ان بعضاً يرى الكأس المغتسلة باطنها بشربة ماء نصف فارغة ويصفها بعض آخر بأنها نصف ملآى وكلهم على حق، فكم من داعية بشّر الناس برحمة الله وكرمه وعفوه فأصاب، وأخ له بقدر إيمانه ذكّر العباد ببطش الله ومكره وعذابه فصدق. رؤية الامور ووصفها قد يكونان بداية الطريق نحو تحقيق الهدف عوضاً عن الضياع في غياهب الابتداع. واليكم ما اعنيه بوصفين مختلفين لواقعة واحدة قد تساعدنا جميعاً في فهم ولو قليل من واقع الامر. كتب صحافي قليل الخبرة نافد صبره، ضعيفة حيلته واصفاً اداء المنتخب السعودي في لقائه مع الكويت في دورة كأس الخليج العربي الخامسة عشرة "اهدر المنتخب السعودي نقطتين ثمينتين بتعادله مع منتخب الكويت الباحث عن ذاته، وكشفت المباراة ان المنتخب بلا التمياط والشيحان وعبدالغني والشلهوب ليس بالمنتخب القادر على المنافسة، وخلط المدرب الجوهر الامر علينا عندما تمسك بالحسن اليامي مهاجماً اساسياً طوال المباراة وهو الذي لا يملك امكانات المهاجم الدولي، واستهان الجوهر بالمنتخب الكويتي عندما اشرك اكثر من لاعب شاب في مباراة مهمة وحساسة"، وختم الصحافي مقالته مؤكداً ان المنتخب السعودي يوم نال اللقب الخليجي في ابوظبي في العام 94 فاز في المباراة الافتتاحية لتلك الدورة ولم يكتف بنقطة يتيمة مثلما فعل ليلة امس". في صحيفة منافسة نشر صحافي متمرس درس الاعلام وتدرج في سلمه المهني الشاق والطويل، رؤيته تفاصيل اللقاء ذاته فكتب "خطف منتخبنا الوطني نقطة ثمينة في بداية مسيرته في دورة الخليج من حامل اللقب، منتخب الكويت ابقته رقماً صعباً في معادلة التنافس الرياضي الشريف على لقب الدورة، وكانت المباراة فرصة ذهبية وناجحة لمحاولة تعويض غياب الكثير من الاسماء المعروفة اللامعة التي لم ترحمها الاصابات. ووفق المدرب ناصر الجوهر عندما وضع ثقته في المهاجم الحسن اليامي في محاولة جدية لمسابقة الزمن من اجل اعداد مهاجم قادر على مقارعة اقوى الخطوط الدفاعية دولياً، واستغل الجوهر اهمية اللقاء ليزج بعناصر شابة في محاولة لضرب عصافير عدة بحجر واحد، منها زرع الثقة في نفوس الشباب وعدم الكشف عن كل اوراقه في المباراة الأولى وبخاصة ان طريق الدورة ما زال في بدايته. وختم الصحافي مقالته بالتذكير بأن فوز المنتخب السعودي في افتتاح الدورة الماضية في البحرين قبل اربعة اعوام على نظيره الكويتي لم يضمن له لاحقاً لقب الدورة، بينما يشهد استاد الملك فهد الدولي على ان منتخب العراق عندما تعادل في مباراته الافتتاحية مع نظيره العماني يوم استضاف ذات الاستاد منافسات الدورة التاسعة في العام ثمانية وثمانين، لم يحرمه لاحقاً من الحصول على لقب تلك الدورة على حساب البقية. كلا الصحافيين صادق ويبقى السؤال اي الصيغتين هي الامثل للمساهمة بشكل عملي وبناء في اعداد المنتخب السعودي للمشاركة في نهائيات كأس العالم قبيل انطلاقها بأشهر اربعة وبضعة ايام؟