} الرياض - "الحياة" - استغرب حضور المؤتمر الذي اعقب مباراة السعودية والكويت ردة فعل المدرب ناصر الجوهر، ولم تكن اجاباته على الصحفيين، هي الاجابات التي عهدناها منه، وكانت تتميز احياناً بالمجاملة واحياناً اخرى بالمراوغة وثالثة بالابتعاد عن كل ما من شأنه ان يضع حوله علامة استفهام. لكن الجوهر ظهر للصحفيين بشخصية اخرى لم نكن نعرفها عنه من قبل، ولكن كيف حدث ذلك؟، وهل ما نسرده هو مجرد انطباع شخصي ام انطباع عام؟، وحتى نتوصل لحُكم موضوعي علينا ان نتابع اجابات الجوهر في المؤتمر الصحفي الاول ل"خليجي 15". اول ما يلفت الانتباه هو اقرار الجوهر مشاركة لاعب الوسط صالح المحمدي لاعباً اساسياً في كل المباريات لمجرد ان احد الصحافيين قال ان "مشاركة المحمدي امام الكويت منذ بداية المباراة وهو لا يملك الخبرة امر قد لا يكون صائباً"، لكن الاجابة من قبل الجوهر كانت مصحوبة بردة فعل او على اقل تقدير ممزوجة بنبرة حادة. والسؤال الذي يوجه للجوهر في هذا الصدد، لماذا تقرر مشاركة المحمدي اساسياً في كل المباريات؟ المدرب العالمي ولعل ما يثير الانتباه في المؤتمر الصحفي موقف ناصر الجوهر من سؤال الصحافي الكويتي المعروف عبدالحميد الشطيالقبس عندما قال بالحرف الواحد "سؤالي للمدرب العالمي فوغتس وللأستاذ ناصر الجوهر"،ولكن الجميع تفاجأ من ردة فعل الجوهر عندما قال "على الاخ ان يكمل ما بدأه، ويكمل صفة المدرب العالمي ناصر الجوهر كما اطلق لقب المدرب العالمي على المدرب الاخر". وتابع "ايضاً الجوهر مدرب عالمي وهو الذي ساهم في وصول المنتخب السعودي لكأس العالم". وجواب الجوهر اختلف عليها الصحفيون الموجودون في المؤتمر، فالبعض فضل لو ان الجوهر لم يرد بتلك الطريقة، لان الصفة لابد ان تأتي بقناعة من السائل، والبعض الآخر ايد ما ذهب اليه الجوهر حتى لا ينقص احد حقه المعنوي. وعقب المؤتمر الصحفي قام عبدالحميد الشطي بتقبيل رأس ناصر الجوهر، واكد له انه لم يقصد التقليل من شأن الجوهر، وانما اطلق عليه كلمة الاستاذ لانه قريب الى قلبه، وقد اثنى الجوهر على روح الشطي، وذكّر الاخير الجوهر بأنه لعب ضده عندما كان حارساً للقادسية الكويتي في السبعينات. وعُرف عن الجوهر اعترافه بالأخطاء عقب كل لقاء، حتى دون ان يوجه له احد اي انتقاد، لكن الوضع اختلف في المؤتمر الصحفي للقاء الكويت مع السعودية، اذ بادر الجوهر للدفاع المستميت حتى عن الاخطاء الواضحة، وحتى عن الثغرات المكشوفة للجميع في خط الدفاع، حيث قال الجوهر "دفاع الاخضر قوي، ويكفي انه اوقف اثنين من اخطر المهاجمين في الدورة" في اشارة الى بشار عبدالله وجاسم الهويدي. ويؤكد النقاد الرياضيون الكبار سواء من كان منهم على الشاشات الفضية او من حضر المؤتمر على ان متوسط الدفاع السعودي فيه الكثير من الثغرات المكشوفة لمهاجمي الخصم. واسترسل الجوهر في دفاعه عن لاعبيه المدافعين، وهو رأي يراه الكثير في غير محله. واذا كانت النرفزة واضحة على محيا الجوهر اثناء المؤتمر الصحفي فان بعض ما ذهب اليه كان محقاً فيه، وهو ان الأخضر مر بظروف صعبة جداً تمثلت في الاصابات، وإرهاق بعض النجوم من كثرة المشاركات. وكان الجوهر قد اشار في المؤتمر الصحفي الى ان المنتخب لعب مباراة رومانيا الودية والإصابة ملازمة جميع لاعبيه الاساسيين، واكد الجوهر ايضاً ان الظروف التي تعرض لها المنتخب السعودي لو تعرض لها منتخب اخر لما استطاع ان يقدم ما قدمه امام الكويت. وشدد الجوهر على انه لن يجازف ويشرك بعض اللاعبين المصابين في المباريات المقبلة دون التأكد من شفائهم تماماً، مشيراً الى ان "الأخضر" يملك البديل الجاهز. ضياع الفرص ويبدو ان الجوهر متحسر على ضياع الفرص في الشوط الاول، وهذا ما اكده بقوة، عندما قال "لو استثمر الاخضر فرص الشوط الاول وسجل هدفاً ثانياً لحصد النقاط الثلاث". ورفض الجوهر الاعتراف بالتصريح او التلميح بضعف هجومه من جراء اصابات بعض المهاجمين امثال طلال المشعل حتى لا تؤثر تصريحاته على اللاعبين الاخرين. ويؤكد النقاد ان هناك ضعفاً واضحاً في قدرة المهاجمين على التسجيل واستغلال الفرص، وربما كانت الاصابات سبباً في هذا. ويرى اكثر النقاد الموجودين حالياً في الرياض ان الاصابات في صفوف المنتخب السعودي اربكت الجوهر كثيراً، ولخبطت اوراقه. موقف محرج ويتعرض الجوهر لموقف محرج فنياً من جراء الاصابات، لكنه حتى الآن يسير في طريق الامان على رغم التعادل مع الكويت. وذكر الجوهر في هذا الصدد ان لكل مباراة في كرة القدم حساباتها، وان مباراة البحرين المقبلة تختلف في حساباتها عن مباراة الكويت، واكد الجوهرعلى ان الاخضر سيواصل منافسته على اللقب، وان التعادل مع الكويت لايعني الخسارة. لست عصبياً وعقب نهاية المؤتمر واجه الجوهر سؤالاً واحداً وهو لماذا كنت عصبياً؟ واكتفى بالابتسامة فقط، دون ان يعقب بأي نفي او تأكيد، ولكن الملاحظ ان الجوهر كان اكثر هدوءاً عقب خروجه من المؤتمر مقارنة بما كان عليه اثناء اجابته على الأسئلة.