نيودلهي، اسلام آباد، كلكوتا - أ ف ب، رويترز - بعدما بدا ان الازمة الهندية - الباكستانية في طريقها الى الحل، تصاعدت حدة التوتر بين البلدين من جديد عقب هجوم تعرض له مركز هيئة الاستعلامات الاميركية في كلكوتا أدى الى مقتل خمسة أشخاص، وحملت نيودلهي اسلام آباد المسؤولية عنه. وأعلن وزير الداخلية الهندي ال كي ادفاني ان المنظمة التي اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم ضد المركز الاميركي في كالكوتا شرق الهند لها علاقة بأجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية. وقال ادفاني ان شرطة كلكوتا تلقت اتصالاً هاتفياً من دبي يعلن تبني احدى المنظمات التي سبق ان خطفت رجل اعمال هندياً في كلكوتا الهجوم. واضاف: "طلبت من اجهزتي ابلاغي بما حصل مع الاشخاص المتورطين في عملية الخطف... فقالوا لي فوراً انها منظمة مرتبطة ب"اي اس اي" في اشارة الى اجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية. لكن الوزير لم يكشف اسم المنظمة. وأعلنت وزارة الخارجية الهندية ان رجلاً يدعى فرحان ومعروف ايضاً باسم افتاب مالك يقيم في دبي اعلن مسؤوليته عن الهجوم. وقالت الناطقة باسم الوزارة نيروباما راو في اشارة الى جماعتين تحاربان الحكم الهندي في جامو وكشمير: "يعتقد ان هذا الشخص على صلة وثيقة ببعض الاجهزة الباكستانية ومن المحتمل ان تكون له علاقة بحركة الجهاد الاسلامي وحركة المجاهدين". وكان مسلحان يستقلان دراجة نارية فتحا النار على المركز الاميركي ما ادى الى مقتل خمسة من عناصر الشرطة الهندية واصابة 20 شخصاً، ليس بينهم أميركيون. وقال مدير الشرطة في كالكوتا سوجوي شاكرابورتي ان ما حصل هو "قطعاً هجوم ارهابي نفذه ارهابيون ضد المركز الاميركي"، موضحاً ان المهاجمين تمكنا من الفرار. وجرى اطلاق النار أثناء عملية تبديل بين الحراس. وفيما نفى الملحق الصحافي في السفارة الاميركية في نيودلهي غوردون داغيد علمه بأي تبن للعملية، أشارت شبكة "ستار نيوز" التلفزيونية الى تبني العملية من طرف مجموعة "حركة الجهاد الاسلامي" التابعة ل"حركة المجاهدين" وهي مجموعة اسلامية تتخذ من باكستان مقراً لها. ورفضت اسلام اباد المزاعم الهندية، وقال عزيز احمد خان في لقاء صحافي: "انها اتهامات ليس لها اساس على الاطلاق. وكما تعلمون فان باكستان دانت الارهاب في كل اشكاله وصوره". وتعتبر كلكوتا عاصمة ولاية البنغال الغربية التي يسيطر الشيوعيون على حكومتها. وقال ناطق باسم الشرطة ان قوى الامن في الولاية وضعت في حال تأهب، وأغلقت الحدود مع بنغلادش. وبادرت السلطات الهندية الى تعزيز اجراءاتها الامنية حول المنشآت والمصالح الاميركية في البلاد. ونشرت وحدات اضافية من رجال الشرطة في محيط السفارة الاميركية وبعثات ديبلوماسية أخرى في نيودلهي. وكانت الاجراءات الامنية عززت حول جميع مقرات البعثات الاميركية في الهند بعيد اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة. وتزامن الهجوم مع وجود مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "أف بي أي" روبرت مولر ورئيس الوكالة الاميركية للاستخبارات الدفاعية الاميرال توماس ويلسون في الهند. ورفض رئيس حكومة ولاية البنغال الغربية الشيوعي بوداديف بهاتاشاريا مساعدة "أف بي أي" في التحقيق حول الهجوم. وقال رداً على سؤال عما اذا كانت الحكومة الاقليمية ستسمح لل"اف بي اي" بالتحقيق في الحادث: "ان رجال شرطتنا يهتمون بالامر وطلبت من جميع الوكالات الهندية التي تحقق حالياً ان تعمل معاً. ولسنا في حاجة الى اي مساعدة من اي وكالة اخرى".