اعتقلت الشرطة الاسبانية أمس عشرة اشخاص يشتبه في انتمائهم الى "حركة المجاهدين" القريبة من أسامة بن لادن. وأكد نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية ماريانو راخوي ان جميع المعتقلين هم من التونسيين والجزائريين باستثناء رئيس المجموعة عماد الدين بركة عائلة والده جركس عائلة والدته وهو مواطن سوري متزوج وله ولدان دون العاشرة من العمر ويحمل الجنسية الاسبانية ولا اتصال له بسفارة بلاده في مدريد. وأشارت مصادر قضائية قريبة الى التحقيقات ان اجهزة الأمن تراقب هذه المجموعة منذ حوالى سنتين وتمكنت بفضل التعاون مع اجهزة أوروبية اخرى من متابعة أحد المعتقلين الذي يبدو أنه زار افغانستان أكثر من مرة حيث كانت له لقاءات مع اسامة بن لادن شخصياً. وأضافت ان مهمة أفراد هذه المجموعة كانت تجنيد ناشطين اسلاميين وارسالهم الى معسكرات تدريب منظمة "القاعدة" لتنفيذ اعتداءات لاحقاً، بالاضافة الى توفير الوثائق المزورة والدعم اللوجيستي للناشطين الذين يمرون في اسبانيا. ويبدو أن بعض المعتقلين زار باكستان واليمن والفيليبين وقطر لتسهيل هذه المهمة. وفي الوقت الذي نفى فيه وزير داخلية اسبانيا أي معلومات عن قيام المعتقلين بالتحضير لعمليات في أوروبا، أكد ان اجهزة الأمن الأوروبية توجه تحقيقاتها حالياً، بعد التدقيق بمضمون بعض مكالماتهم الهاتفية، نحو مجموعات لم تُكشف هويتها، لكنها كانت على علاقة واتصال بهم و"ربما ستوضح التحقيقات أموراً عدة كنا نجهلها حول اعتداءات نيويورك وواشنطن". وأشار الى ان اجهزة الأمن الاسبانية ما زالت تحاول تفكيك لغز زيارة محمد عطا أحد خاطفي الطائرات الانتحاريين اسبانيا خلال شهري تموز يوليو وايلول سبتمبر الماضيين علماً بأنها ما زالت تجهل هوية من قام بالاتصال بهم باستثناء مواطن جزائري مسجون بتهمة تزوير الوثائق لم يتمكن من لقائه.1 وبعد تقديم راخوي لهذه المعلومات، طالب خيسوس كالديرا الناطق باسم الحزب الاشتراكي العمالي الاسباني، وهو اكبر احزاب المعارضة في البرلمان، الحكومة باعلام الرأي العام عن تحركات ما يسمى ب"الارهاب الاسلامي" في اسبانيا وعن نشاط السلطات الأمنية في مكافحته. وأفيد بعد ظهر امس ان عدد المعتقلين ارتفع إلى 11، عشرة في مدريد وواحد في غرناطةجنوب، وان العملية الأمنية اطلق عليها "التمر". وكانت في حوزة المعتقلين مستندات ووثائق مزورة وفيديوهات ومواد معلوماتية وقطع سلاح من غيار 22 ملم. وقالت المصادر إن علاقتهم الرئيسية كانت مع "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي فُكّكت خلال أيلول سبتمبر الماضي. ويدعى رئيس المجموعة سوري عماد الدين بركات يربس او جركس المعروف ب"ابو دحدح"، ومن رفاقه المعتقلين: لويس خوسيه غالان غونثاليث المعروف ب"يوسف غالان"، جاسم مهبولة المعروف "ابو محمد"، وباسم دالاتي ستوت المعروف ب"ابو عبدو"، ومحمد غالب تلجو زويدي المعروف ب"ابو طلحة"، واسامة درة المعروف ب"ابو طلحة" و"ابو بشير" ومحمد ندل اكايد المعروف ب"نضال"، وسعيد شداد المعروف ب"سعيد"، وأحمد رغد مارديني المعروف ب"ابو عامر" ومحمد عربي شحيمي جميعهم في مدريد ومحمد زاهر الاسدي فلسطيني الاصل ومقيم في سورية في غرناطة. وقالت مصادر مطلعة إن معظم المعتقلين من السوريين، على رغم ان وزير الداخلية قال إن رئيسهم فقط سوري، واضافت ان معظمهم حارب في البوسنة وافغانستان، وكان "ابو دحدح" يتصل بشكل مستمر بعمر محمد عثمان المعروف ب"ابو قتادة" الذي يعيش في بريطانيا وبالبلجيكي التونسي الاصل طارق معروفي الذي يطالب الايطاليون بتسليمه، ومأمون دركنزلي المعروف ب"ابو الياس" المقيم في المانيا والذي جُمّدت ارصدته فيها اخيراً. كما كان يسافر الى تركيا واندونيسيا وماليزيا وافغانستان. وفي افغانستان كانت علاقته بشكل اساسي مع انور عدنان محمد صلاح المعروف و"الشيخ صالح" ومصطفى ست مريم نصر المعروف ب"أبو مصعب"، في حين ان اتصالاته في اسبانيا كانت مع الجزائري محمد بوعلم خوني المعروف ب"عبدالله" والمعتقل اخيراً. وما زالت عملية "التمر" مفتوحة.