} بعد ساعات على الهجوم الانتحاري الذي تبنته "كتائب شهداء الاقصى" في مدينة الخضيرة واسفر عن مقتل ستة اسرائيليين، هاجمت طائرات اسرائيلية مقر قوات الامن الفلسطينية في طولكرم صباح امس فقتلت شرطيا، وتوغلت دبابات في رام الله واقتربت من مقر الرئاسة، وقتل فلسطيني آخر في غزة بشظايا قذيفة اطلقها الجيش. اعتبرت القيادة الفلسطينية التوغل الاسرائيلي نسفاً للاتفاقات الموقعة، ودعت المجتمع الدولي الى التدخل لوقف التدهور. القدسالمحتلة، طولكرم، رام الله، غزة - أ ف ب، رويترز - تعرضت مدينة طولكرم لقصف جوي اسرائيلي ادى الى مقتل فلسطيني واصابة 40 آخرين بجروح، فيما توغلت دبابات اسرائيلية داخل مدينة رام الله في الضفة الغربية وتمركزت على مسافة قصيرة من مقر قيادة الرئيس ياسر عرفات، رداً على هجوم الخضيرة. وكان الفلسطيني عبدالسلام حسونة 24 عاما من "كتائب شهداء الاقصى" اقتحم صالة افراح في بلدة الخضيرة مساء اول من امس واطلق النار من بندقية "ام-16" على المشاركين في حفلة ما ادى الى مقتل ستة اسرائيليين قبل ان يقتل بدوره برصاص شرطي اسرائيلي. وافاد شهود ان الفلسطيني قتل حارسا عند مدخل القاعة ثم اطلق النار على الحضور قبل ان تصاب بندقيته بعطل، وقبل ان ينقض عليه عدد من الحضور. واوضحت مصادر امنية فلسطينية ان 20 دبابة وناقلة جند اسرائيلية توغلت داخل ثلاثة احياء من رام الله، فيما وصلت دبابتان الى مسافة عشرات الامتار من مقر الرئاسة الفلسطينية المعروف ب"المقاطعة". ووقعت صدامات بين متظاهرين والجيش امام مكتب عرفات ادت الى اصابة ستة فلسطينيين بالرصاص احدهم في حال خطرة. ورشق المتظاهرون الدبابات بالحجارة فيما رد الجنود اولا بالقنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية، قبل ان يبدأوا باطلاق الرصاص الحي والمطاط. واشارت مصادر عسكرية اسرائيلية الى ان هذا التوغل يهدف الى تضييق الخناق على عرفات الممنوع من الخروج من رام الله منذ الثالث من كانون الاول ديسمبر الماضي، موضحة ان عناصر من سلاح الهندسة مع مظليين دخلوا رام الله مع الدبابات واتخذوا مواقع في عدد من المناطق التابعة للسلطة وحول المدينة. اما في غزة، فاعلن الطبيب علي موسى مدير مستشفى رفح ان فتى فلسطينيا قتل بشظايا قذيفة اطلقتها الدبابات الاسرائيلية ليل الخميس - الجمعة شرق غزة. وعثر على جثة فلسطيني 21 عاما اصيب برصاصة في الرأس في قرية خاضعة للسيطرة الاسرائيلية في الضفة وقرب الجثة بندقية "كلاشينكوف" وقنابل يدوية وبيان يبدو انه ل"كتائب الاقصى". وعثر على الجثة في قرية دوما بين رام الله ونابلس في غرفة استأجرها القتيل فرج هاني نزال. وفي طولكرم، اعلنت مصادر امنية ان جمال الاسود 24 عاما وهو عنصر في جهاز امن فلسطيني قتل وان 40 آخرين اصيبوا بجروح خلال غارة جوية مزدوجة على مقر قيادة اجهزة الامن ليل الخميس - الجمعة. وقصفت مقاتلات من طراز "اف-16" على موجتين مقر المحافظة وفيه ايضاً مقر قيادة الاجهزة الامنية، ما ادى الى تدميره بشكل كامل. واعلن مسؤولون امنيون فلسطينيون ان سجناء فلسطينيين بينهم ناشطون ينتمون لحركتي "حماس" و"الجهاد" فروا امس من سجن طولكرم الذي تعرض للقصف. ولم يحدد المسؤولون عدد الذين فروا من زنزاناتهم، لكن محافظ طولكرم عزالدين شريف اشار الى ان عددا كبيرا من السجناء اتصل بالاجهزة الامنية واعلن استعداده لتسليم نفسه مجددا بعد انتهاء الخطر الناجم عن الغارات الاسرائيلية. وقال ناطق عسكري اسرائيلي ان "الطائرات هاجمت مبنى المقاطعة في طولكرم ردا على سلسلة اعتداءات ارهابية فلسطينية". فيديو الوداع وكان الفلسطيني الذي نفذ هجوم الخضيرة سجل رسالة الوداع على شريط فيديو وهو يبكي ويضع بجواره نسخة من القرآن الكريم وبندقية مثل المقاومين الاخرين. وقال انه يطلب من اسرته عدم البكاء، ثم تمالك نفسه واكمل رسالته، قائلا في الشريط الذي وزعته الجماعة على المؤسسات الاعلامية انه نتيجة للاحتلال الصهيوني، فان اعضاء "الاقصى" سينتقمون للشهداء الفلسطينيين الذين ينتمون الى جميع التنظيمات. وكانت "كتائب الاقصى" اعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت انه يأتي انتقاما لمقتل الكرمي، محملة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مسؤولية الانفجار ومتوعدة بشن المزيد من الهجمات. القيادة الفلسطينية ودانت القيادة الفلسطينية هجوم الخضيرة، لكنها اعتبرت ان "توغل الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية في رام الله باتجاه مقر الرئاسة نسفا لوقف اطلاق النار ولكل الاتفاقات الموقعة". وحذرت في بيان من "هذا التجاوز الاسرائيلي الخطير لكل الخطوط الحمراء"، مضيفة ان "عدم التدخل الدولي لوقف هذا العدوان الخطير الذي يهدف الى ضرب الشعب الفلسطيني والسلطة والقيادة ولا يترك امام القيادة التي تحاصرها دبابات شارون وطائراته غير مصارحة الشعب الفلسطيني والامة العربية والمجتمع الدولي بهذا الخطر المحدق بكفاحه وحقوقه ومكتسباته السياسية المتمثلة باقامة السلطة الوطنية". واشارت الى ان "الوقت يمضي بسرعة وعلى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي تحمل المسؤوليات قبل الانهيار الكامل للاوضاع الامنية". وكان كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات طالب ب"تدخل دولي فوري لوقف مخططات شارون العسكرية التي تهدف الى تدمير السلطة وعملية السلام". وحذر عريقات من ان "التهرب الاميركي والاوروبي من هذه المسؤوليات لا يصب في خدمة التهدئة والاستقرار في الاوضاع في المنطقة". واكد: "شوهدت حشود وتعزيزات عسكرية اسرائيلية كبيرة في رام الله والقصف الاسرائيلي المدفعي ضد منازل الفلسطينيين في رفح وشرق غزة الذي تم في ساعات المساء قبل عملية الخضيرة يثبت ان هناك خططا اسرائيلية معدة سلفا لتصعيد العدوان ضد الشعب الفلسطيني". ويعود آخر هجوم نفذ في اسرائيل الى التاسع من كانون الثاني يناير عندما قتل فلسطينيان من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس اربعة جنود جنوب اسرائيل قبل ان يقتلا. وكانت مدينة الخضيرة شهدت هجوما نهاية تشرين الاول اكتوبر الماضي تبنته "الجهاد" وادى الى مقتل اربعة اسرائيليين ومنفذي العملية. وتقع الخضيرة على الساحل وسط اسرائيل وهي على بعد 15 كيلومترا من الضفة.