طوكيو - رويترز - تجتمع اكثر من 50 دولة مانحة في طوكيو الاسبوع المقبل للتعهد بتقديم مساعدات لاعادة اعمار افغانستان، ما يمثل تحدياً هائلاً للارادة السياسية للدول المانحة يفوق بكثير الصبر الذي تحتاجه الحرب. وقال ديبلوماسيون وخبراء ان الفشل يمكن ان يزرع بذور الارهاب وعدم الاستقرار مستقبلاً في ارض تعد اساساً احد افقر المناطق في العالم حتى قبل ان تعصف بها 20 عاماً من الحروب والمجاعة. والواقع ان اظهار الدعم المالي بقوة خلال المؤتمر في 21 و22 الشهر الجاري، حيوي لانعاش حكومة حميد كارزاي. وبدأت المهمة التي يضطلع بها مؤتمر طوكيو توصف بانها "مخيفة"، ذلك ان طفلاً افغانياً من كل اربعة يموت قبل سن الخامسة. وتموت واحدة من كل 12 امرأة عند الوضع. ومن بين كل مئة طالب في المدارس الابتدائية، توجد ست فتيات فقط. وتحتاج الطرق والمطارات الى اعادة البناء والمزارع قاحلة وتحتاج الى تطهير من ملايين الالغام. وفي ضوء ذلك كله، يقدر مسؤولو المعونات ان اعادة البناء تحتاج الى 15 بليون دولار على مدى عشر سنوات. ولكن كابول تقول انها تحتاج الى اكثر من ذلك وتعتزم طلب 22 بليوناً خلال المؤتمر. وبحسب تقديرات مبدئية من البنك الدولي وبنك التنمية الاسيوي وبرنامج التنمية التابع للامم المتحدة، فان خمسة بلايين دولار مطلوبة خلال الفترة الاولى على مدى عامين ونصف العام. ويتوقع ان يكشف الاتحاد الاوروبي واليابان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة التي ترأس المؤتمر، عن حجم المعونات التي ينوي كل طرف تقديمها يوم الاثنين المقبل، ليشكلوا بذلك نموذجاً للجهات المانحة الاصغر. ويتوقع ان تساهم اوروبا بنحو 25 في المئة من المساعدات المطلوبة. وقال كريس باتن مفوض العلاقات الخارجية في المفوضية الاوروبية ان "اوروبا مستعدة بالتأكيد لأن تبحث في الاجتماع تحملها ربع تكاليف اعادة البناء". والواقع ان المشكلة ليست في كمية المعونات التي يمكن تقديمها بل ايضاً في كيفية ذلك. ويفضل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي تأسيس صندوق ائتماني لادارة المعونات لتجنب تضارب المشروعات والفوضى في توزيع الاموال في بلد تركيبته تشبه الاقطاعيات المنفصلة على رغم تشكيل حكومة مركزية في كابول. لكن بعض كبار المانحين وخصوصاً طوكيو، تريد اعطاء المساعدات مباشرة الى كابول على اساس ان ذلك من شأنه المساعدة في الاسراع بالعملية.