أبدى الرئيس الايراني محمد خاتمي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، في اتصال هاتفي بينهما، استياءه إتهام الرئيس الاميركي جورج بوش طهران بإيوائها أعضاء في تنظيم "القاعدة" فارين من أفغانستان. في حين أعلن مسؤول في مجلس النواب الاميركي يزور طاجيكستان أن بلاده تتجه الى تعزيز وجودها العسكري في آسيا الوسطى، الامر الذي يثير استياء روسيا وبعض دول المنطقة. وقال النائب جيم كولبي الذي يرأس لجنة فرعية في مجلس النواب، إن واشنطن ستعيد على الارجح نشر قواتها في المنطقة بعد انتهاء الحرب في أفغانستان، ولم يعطِ مزيداً من التفاصيل عن هذا الموضوع الذي تعارضه روسيا وجمهوريات آسيا الوسطى مبدئياً. وعلى صعيد آخر، استمر نقل أسرى من "القاعدة" و"طالبان" الى قاعدة خليج غوانتانامو الاميركية في كوبا التي وصل إليها من قندهار 30 معتقلاً، في ظل إجراءات مشددة تضمنت تقييدهم وتخديرهم وتغطية رؤوسهم. وواصل الطيران الاميركي قصفه العنيف والمكثف لمنطقة خوست حيث أفاد عسكريون أميركيون أن الهدف الاساسي هو تدمير نفق ضخم يعتقد بأن له تفرعات في تلك المنطقة الجبلية الوعرة ويمكن أن يؤوي أعداداً من مقاتلي "القاعدة" مع أسلحة ثقيلة وذخائر. راجع ص 6 و 7 وأعلنت مصادر الحكومة الموقتة في كابول أن 1500 من مقاتلي تحالف الشمال سيظلون في ثكن في ضواحي المدينة لدعم القوة الدولية في حال طوارىء. وبدأت عملية نزع سلاح في قندهار عاصمة الجنوب. ووجهت سلطات المدينة تحذيراً الى المسلحين غير النظاميين، بوجوب تسليم أسلحتهم بحلول الخميس المقبل، تحت طائلة معاقبتهم بإيداعهم السجن لفترة سنة. في طهران، أعلن الرئيس خاتمي تأييد طهران الحكومة الافغانية الموقتة. وأكد في اتصال هاتفي تلقاه من بلير، ان بلاده لن تتوانى عن القيام بأي تعاون مع هذه الحكومة في اطار الضوابط الدولية. وشدد على "ان الحدود الايرانية مغلقة بالكامل وتخضع لرقابة تامة، ولن يسمح لأي فرق أو عناصر ارهابية بالعبور الى الأراضي الايرانية". وقال: "إننا مع الاسف نشهد الغرب وهو يوجه إلى إيران اتهامات لا أساس لها من الصحة". وجدد إدانته "الاعمال الارهابية في كل مكان". وشكلت مواقف خاتمي رداً مباشراً على المواقف الأخيرة للرئيس بوش الذي اتهم ايران بإيواء عناصر من تنظيم "القاعدة" وحذرها من مغبة وضع العراقيل أمام حكومة حامد كارزاي. ودعا خاتمي العالم إلى الاعتبار من أحداث 11 ايلول سبتمبر الماضي وترك التعاطي المزدوج مع ظاهرة الارهاب، محذراً من "الاعمال القمعية الارهابية التي تمارسها اسرائيل ضد الفلسطينيين"، واصفاً الوضع في الشرق الأوسط بأنه متأزم، وان الحل يكون عبر استعادة الشعب الفلسطيني كل حقوقه وتأمين مصالح جميع سكان هذه المنطقة". ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن بلير تقديره الموقف الايراني من "قضايا المنطقة وافغانستان ومكافحة الارهاب". وسعى الى رفع الخلاف الموجود بين طهران ولندن على المرشح لتولي منصب السفير الجديد لبريطانيا في ايران، مقدماً توضيحات الى الرئيس خاتمي. وكان ديبلوماسي غربي أعلن ان ايران أرجأت الموافقة على تعيين ديفيد ريداواي سفيراً جديداً للملكة المتحدة في طهران خلفاً للسفير الحالي نيكولاس براون المنتهية خدمته. ونقل بعض الصحف الايرانية المحافظة ان السفير المرشح من أصل يهودي، وعلى علاقة بالاستخبارات البريطانية. وشهدت العلاقة بين طهران ولندن، فتوراً بلغ حد التشنج بعدما اتهم بلير الجمهورية الاسلامية بحماية ما تصفه بريطانيا ب "الارهاب"، في إشارة إلى دعمها "حزب الله" اللبناني.