} لندن، طهران - "الحياة" - يعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لزيارة طهران الأسبوع المقبل في أول خطوة من نوعها لمسؤول بريطاني على هذا المستوى منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وأعلن سترو نبأ الزيارة التي تندرج ضمن جولة على الشرق الأوسط، مؤكداً أن "العلاقات بين بريطانياوإيران تحسنت كثيراً عبر السنين". وأجرى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الخميس الماضي اتصالاً هاتفياً من الطائرة التي كانت تقله إلى الولاياتالمتحدة، لمدة 15 دقيقة مع الرئيس محمد خاتمي، وسط مؤشرات إلى أن الأول يقوم بدور وساطة بين إيرانوالولاياتالمتحدة. وتلقى بلير الأربعاء رسالة جوابية من خاتمي رداً على رسالته التي يدعو فيها إيران إلى لعب دور فاعل في الأزمة. واللافت أن الرئيس الإيراني حرص على تأييد "الجهود التي تبذل لمواجهة الارهاب وارساء سلام دائم في العالم، عبر مشاركة كل الدول". وقال: "على رغم الاختلاف بين العالم الإسلامي والغرب على بعض القضايا، مثل القضية الفلسطينية، لدينا مواقف مشتركة في معارضة الارهاب وإدانة ما تعرضت له الولاياتالمتحدة". وشدد على ضرورة "التصدي للمتطرفين في كلا الجانبين". وفي تأكيد ضمني على رفض التفرد الأميركي بمواجهة الارهاب، قال خاتمي: "يجب أن نسعى إلى أن تكون الأممالمتحدة وأمينها العام محوراً في وضع استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب، وعدم تمركز القضية في قطبية معينة". ودعا إلى تعاون إيراني - بريطاني لتنظيم مؤتمر يحضره مفكرون من العالم الإسلامي والغرب، لتفادي حرب بين الحضارات. وحذر من أي عمل "متسرع" رداً على الهجمات في نيويوركوواشنطن قائلاً: "يجب عدم مواجهة الكارثة في أميركا بكارثة أخرى، ويجب ألا يتعرض الأبرياء في أفغانستان أو أي مكان آخر للهجوم واصابتهم بضرر". ورد بلير بأن دور إيران "مؤثر" في مكافحة الارهاب، إلى جانب بقية الدول، مؤكداً ضرورة الفصل بين الأديان وبين الذين يرتكبون أعمالاً ارهابية. وشدد على التعاون الدولي لمكافحة الارهاب تحت مظلة الأممالمتحدة، داعياً الدول الإسلامية إلى عقد مؤتمر لتوضيح مواقف الإسلام للعالم كله، ومطالباً إيران بالتعاون مع بريطانيا. رسالة أميركية إلى طهران في واشنطن رويترز، قال مسؤولون أميركيون إن الولاياتالمتحدة بعثت برسالة إلى إيران رداً على ما اعتبر "تصريحات ايجابية" إيرانية بعد الهجمات الانتحارية في نيويوركوواشنطن. ونقلت الرسالة سويسرا التي ترعى المصالح الأميركية في طهران، لعدم وجود علاقات ديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوإيران. وقال مسؤول أميركي: "نقلنا شيئاً إلى إيران من خلال السويسريين، وقلنا لهم شيئاً مثل: نشكركم كثيراً ونأمل بألا تقفوا في طريق ما نفعله. كان أمراً عاماً". ولم يكشف المسؤولون الأميركيون تفاصيل، وحاولوا التقليل من أهمية الرسالة. ويعتقد أنه أول تحرك أميركي لاستطلاع إمكان التعاون مع إيران، في الحملة على الارهاب. علماً أن خاتمي كان دان بشدة الهجمات الانتحارية في واشنطنونيويورك. وذكر مسؤولون أميركيون أن سفير سويسرا لدى إيران، الذي يرعى مصالح الولاياتالمتحدة في طهران، سيكون في واشنطن الأسبوع المقبل لمشاورات مع حكومة الرئيس جورج بوش. وأوضحوا أن زيارة السفير تيم غولديمان كانت متوقعة قبل الهجمات في نيويوركوواشنطن، لكنها تكتسب الآن أهمية أكبر مع سعي الولاياتالمتحدة إلى بناء تحالف دولي لمكافحة الارهاب.