الخرطوم - رويترز - قال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني للسلام انه يتحتم على الولاياتالمتحدة انتهاج أسلوب بناء بصورة اكبر تجاه انهاء الحرب الاهلية في البلاد اذا كانت راغبة في القيام باجراءات جادة لانهاء الصراع المندلع في الجنوب منذ 18 عاما، معتبرا ان الهجمات في الولاياتالمتحدة في 11 ايلول سبتمبر أرغمت واشنطن على انتهاج أسلوب "راعي البقر" المنطوي على المغالاة في التبسيط الا "ان هناك حاجة الان لعمل المزيد لعلاج جذور الحرب الاهلية". وقال صلاح الدين في مقابلة مع وكالة "رويترز": على رغم ان الولاياتالمتحدة اتخذت خطوات بناءة، الا ان هناك المزيد الذي يجب القيام به حتى تنجح. واذا استغلت نفوذها بحكمة وبطريقة بناءة ففي امكانها المساعدة في احلال السلام". وأسفرت الحرب الاهلية في جنوب السودان، بين الحكومة المركزية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" بقيادة جون قرنق، عن نحو مليوني قتيل. كما انها تحدت العديد من المحاولات التي قامت بها قوى خارجية للتوسط في تسوية. وعين الرئيس الاميركي جورج بوش السناتور الجمهوري السابق جون دانفورث مبعوثا خاصا للسلام في السودان في ايلول، قبل خمسة ايام من الهجمات الانتحارية على مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع في واشنطن. وقالت السفارة الاميركية في الخرطوم ان دانفورث توجه الى السودان في تشرين الثاني نوفمبر وان الولاياتالمتحدة سترأس محادثات في سويسرا بين الخرطوم والمتمردين من منطقة جبال النوبة. واعرب ديبلوماسيون عن اعتقادهم با ان الهجمات في الولاياتالمتحدة وضعت السودان ضمن الدول التي تعطيها واشنطن الاولوية في الوقت الذي تسعى فيه الى الحصول على مساعدة من الخرطوم، حيث عاش اسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة" من 1991 الى 1996 . ويقول السودان ان بن لادن كان يعمل كرجل اعمال ومستثمر اثناء اقامته في الخرطوم وينفي قيامه باي نشاطات ارهابية هناك. وتشعر الخرطوم بالضيق لانها ما زالت ضمن القائمة الاميركية للدول الراعية للارهاب، مشيرة الى ان ذلك يؤثر على الجهود التي تبذلها واشنطن من أجل احلال السلام في البلاد. وقال صلاح الدين: "هناك قضايا عدة على المستوى الثنائي يجب اصلاحها. وأعتقد بانه اذا لم تحقق الولاياتالمتحدة ذلك، فانها ستفتقر للصدقية في مهمتها". ومن المقرر ان يجتمع دانفورث مع مسؤولين في السودان، هذا الاسبوع، لاجراء محادثات تهدف الى احراز تقدم في تنفيذ اربع خطوات اقترحت في تشرين الثاني لتقويم مدى جدية الحكومة و"الجيش الشعبي" تجاه احلال السلام. ومن هذه الخطوات وقف القصف الجوي لاهداف مدنية والتوصل الى هدنة في منطقة جبال النوبة والاتفاق على "مناطق وأوقات للهدوء" والتوقف عن خطف الناس لاستخدامهم كرقيق. لكن صلاح الدين قلل من اهمية النقاط الاربع التي حددها دانفورث، قائلا ان السلام لن يتحقق الا بالتوصل الى صيغة لتوزيع الثروات والقوى بشكل عادل بين الشمال والجنوب. واضاف ان النقاط الاربع التي اثيرت لا تتعامل الا مع سطح للمشكلة، "ومهمتنا هي محاولة توجيه الجهود الاميركية ومحاولة مساعدتها للتعامل مع لب المشكلة". ويحذر ديبلوماسيون من ان الخرطوم قد لا تكون حريصة على التزام بعض القضايا التي اثارها دانفورث، لكن صلاح الدين قال انه يشعر بتفاؤل كبير تجاه احلال السلام. واوضح "ان العنصر الجديد هو الجهود الاميركية. واذا اخذ الاميركيون المهمة مأخذ الجد فأعتقد بان في امكانهم احداث تغيير".