يعكف "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق بزعامة محمد باقر الحكيم على التحضير لعقد مؤتمر لهيئته العامة نهاية الشهر الجاري في طهران، لمواجهة التطورات المتسارعة على الساحة العراقية، فيما تتزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى العراق. ووجهت قيادة المجلس، الذي يتخذ من طهران مقراً له، دعوات الى حوالى 80 عضواً يشكلون الهيئة العامة من أجل انتخاب مجلس الشورى المركزي ورئيس للمجلس، ولرسم "استراتيجية جديدة وخطة عمل تتناسب والمرحلة الحالية" كما قال ل"الحياة" الدكتور حامد البياتي ممثل المجلس في لندن. ويعقد المجلس مؤتمره الجديد الذي يستغرق ثلاثة أيام في ظل قناعة راسخة بأن "الضربة الاميركية أصبحت مسألة وقت، بعد إقرار الولاياتالمتحدة بضرورة اتخاذ المبادرة العسكرية ضد نظام الرئيس العراقي بدلاً من الانتظار" كما قال البياتي. ورجحت مصادر مطلعة ان يحصل تغيير جوهري في تركيبة الشورى المركزية لمصلحة جناح "الصقور" في المجلس والذي يمثله "فيلق بدر" والجناح العسكري في الداخل. كما تحدثت المصادر عن توجهات لتوسيع التمثيل في الهيئة القيادية ليشمل ممثلين عن السنة والأكراد والعشائر وضباط الجيش في محاولة لتأسيس حالة شبه برلمانية تواجه الاستحقاقات المقبلة. وعلمت "الحياة" ان دعوات لحضور "مؤتمر طهران" وجهت الى القيادات السابقة في المجلس التي تركت العمل لسبب ما خلال السنوات الماضية، وبينها الدكتور أبو أحمد الجعفري وسامي البدري ومحمود الهاشمي وكاظم الحائري وأبو أحمد الرمضان. يذكر ان الجعفري يمثل حزب الدعوة الاسلامية وكان عضواً في الهيئة العامة السابقة، وهو واحد من حوالى 35 عضواً فيها يقيمون في المنطقة وأوروبا. لكن مصادر عليمة ذكرت ان عشرين فقط منهم معنيون بالاجتماع، فيما استشهد ثلاثة من أعضائها وتوفي عدد مماثل خلال السنتين اللتين تلتا المؤتمر السابق. ويعكس اجتماع المجلس الأعلى طبيعة الجدل الدائر داخل القيادة الايرانية حول الموقف من الضربة الأميركية للعراق. وتقول مصادر مطلعة ان القيادة الايرانية منقسمة إلى جناحين: الأول يرفض بشدة تأييد الخطط الاميركية وهو قريب من آية الله علي خامنئي مرشد الثورة في ايران، استناداً الى "ان التعامل مع نظام عراقي ضعيف أفضل من وجود نظام جديد مدعوم اميركياً، وقد يتسبب في إثارة مشكلات اقليمية". ويرى الجناح الآخر الذي يتركز في أوساط الإدارة الايرانية ورئاسة الجمهورية، أو ما يدعى "جناح الرئيس محمد خاتمي"، ان التيار الدولي المؤيد لضربة ضد النظام العراقي قوي ومصمم على انهاء الحال العراقية والتخلص من "أخطار النظام"، الأمر الذي "يدفع الى عدم الوقوف في وجه التيار الجارف". وقال البياتي العائد من العاصمة الايرانية إن "المجلس الأعلى يرى ان الولاياتالمتحدة اتخذت قرار التصدي للنظام، وتدرس المضي في واحد من خيارين: الأول سيناريو الحد الأدنى الذي يتبنى صيغة متشددة للاحتواء، مع عودة المفتشين الدوليين ونظام العقوبات الذكية، والثاني سيناريو الحد الأعلى الذي يتضمن ضربة عسكرية لاسقاط النظام". وأضاف البياتي ان "قراءة المجلس للأوضاع في العراق تشير الى انها متفجرة والتذمر عام، فيما يلجأ النظام الى الاستنفار العسكري ويسعى الى نشر قواته على كل الجبهات".