يتوجه رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، إلى طهران غداً الأحد وسط توقعات بانتقال رئيس كتلة التحالف الوطني، الدكتور إبراهيم الجعفري، من لندن، التي يزورها حالياً، إلى إيران مباشرةً لمواكبة زيارة المالكي، التي تهدف، حسب مصادر عراقية، إلى إعادة فتح قنوات الحوار بينه وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الموجود حالياً في «قم» لاستكمال دروسه الدينية. وبحسب المصادر، سيناقش المالكي خلال الزيارة المشكلات بين البلدين، وأبرزها التجاوزات على الأنهار والحقول النفطية المشتركة. فيما ترجح ذات المصادر أن يعيد الجعفري، خلال وجوده في طهران، طرح التحالف الاستراتيجي بين حزب الدعوة والتيار الصدري بعد ابتعاد المالكي عن التيار إثر تحالفه مع جماعة «عصائب أهل الحق»، المنشقة عن زعامة مقتدى الصدر.بدورها، ترى المحللة السياسية العراقية، خلود العامري، أن هذا التنظيم المتشدد (عصائب أهل الحق)، الذي سبق وأعلن أنه سيضع السلاح جانباً وينخرط في العملية السياسية، بات اليوم الشريك الجديد للمالكي خلال المرحلة المقبلة، ولاسيما خلال انتخابات مجالس المحافظات المقررة في العام 2013، لكن ما لم يدركه المالكي، بحسب العامري، هو أن ورقة العصائب لن تكون مربحة له. في سياقٍ متصل، أكدت مصادر عراقية مطلعة صحة ما نشرته «الشرق» من معلومات تشير إلى أن حزب الدعوة طرح إما تسمية رئيس للوزراء من التحالف الوطني وليكن الدكتور قصي السهيل عن التيار الصدري أو الموافقة على إجراء انتخابات مبكرة.وأدى هذا الطرح المزدوج إلى اتفاق داخل ائتلاف دولة القانون، الذي يرأسه المالكي، على إعادة فتح قنوات للحوار المباشر بين قادة دولة القانون والتيار الصدري لإنهاء الخلافات بين الطرفين. وحول إمكانية تدخل شخصيات إيرانية في حل هذه الخلافات، ترى المصادر أن التحالف الوطني بجميع مكوناته السياسية له علاقات إيجابية مع مكتب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، وهو ما يتيح لأكثر من شخصية إيرانية أو عراقية مقيمة في إيران، أبرزها كاظم الحائري، التدخل لحل الخلافات ما بين المالكي والصدر.لكن ذات المصادر استدركت بالقول «إن الحديث عن نوع الحلول التي ينتظر أن تثمر عنها نتائج هذه اللقاءات تبقى غير معلومة حتى يظهر موقف جديد للمالكي وحكومته من رؤى التيار الصدري وأبرزها الاعتراض على إطلاق سراح عدد من قيادات النظام السابق، وتوزيع حصة من النفط العراقي على الشعب، وكلا الأمرين لم يستجب لهما المالكي». وكان القيادي في ائتلاف دولة القانون، عدنان السراج، أشار إلى أن المالكي سيتوجه إلى طهران على رأس وفد وزاري كبير يضم وزراء الخارجية هوشيار زيباري والزراعة عز الدين الدولة والتجارة خير الله حسن والنفط عبد الكريم لعيبي، لتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية، مبيناً أن المالكي سيلتقي كبار المسؤولين الإيرانيين هناك.من جانبها، طالبت النائبة عن القائمة العراقية، عتاب الدوري، المالكي باستثمار زيارته المزمعة إلى إيران مطلع الأسبوع المقبل وبحث «جميع التجاوزات الإيرانية ضد العراق».وقالت «على المالكي أن ينقل رسالة إلى حكومة إيران تطالبها بمنع التجار الإيرانيين من إدخال السموم من المخدرات والبضائع الفاسدة إلى العراق إضافة إلى مناقشة ملف الصيادين العراقيين في البصرة، الذين يتم احتجازهم من قبل السلطات الإيرانية بين الحين والآخر أثناء ممارسة عملهم في المياه الإقليمية العراقية».