أكدت البعثة الاميركية لدى الأممالمتحدة ان السفير جان نغروبونتي سيزور مصر وسورية ولبنان والأردن واسرائيل الاسبوع المقبل، لمناقشة الملف العراقي. وقال مسؤول اميركي ان زيارة نغروبونتي لدمشق تأتي ايضاً في اطار عضوية سورية الجديدة في مجلس الأمن، فضلاً عن اهتمامها بالعراق والقضايا العربية الاخرى. وأكد ان المحادثات في الدول الخمس هدفها استكشاف الآراء لكيفية "اقناع العراق بتنفيذ ما يطالبه به مجلس الأمن، خصوصاً عودة المفتشين الدوليين"، موضحاً ان واشنطن "تبحث عن اقتراحات وأفكار تؤدي الى امتثال العراق للقرارات والسماح بعودة المفتشين". من جهة اخرى تحدثت أوساط عراقية معارضة عن أن الحكومة العراقية بدأت بحشد قوات آلية ومدفعية على الحدود مع الكويت والمملكة العربية السعودية ضمن خطة طوارئ واسعة بوشر بتنفيذها خلال الأيام القليلة الماضية، تحسباً لضربة أميركية قد تتضمن اختراقاً للأراضي العراقية. وأبلغت مصادر عراقية عدة، منها الدكتور حامد البياتي ممثل السيد محمد باقر الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في لندن، "الحياة" أن تقارير ميدانية أشارت إلى أن الفرقة 11 واللواء 47 العراقيين حوالى 15 ألف عسكري، انتشرت في المناطق الحدودية لمحافظة السماوة قرب "نقرة السلمان". وقال البياتي: "إن الحكومة العراقية وسعت اجراءاتها الاحترازية لمواجهة خطر اختراق اقليمي ضمن الضربة الأميركية، وأنشأت أربعة قواطع عسكرية تشمل الأراضي العراقية في الشمال والوسط والجنوب والغرب". ووفقاً للبياتي، فإن قادة هذه القواطع "منحوا صلاحيات رئاسة الجمهورية في حال فقدت الاتصالات مع القيادة المركزية، لأجل مواجهة الاحتمالات الميدانية". وذكرت مصادر المؤتمر الوطني العراقي أن نائب الرئيس العراقي عزة الدوري تولى قيادة القاطع الشمالي الذي يضم محافظات الموصل وكركوك وصلاح الدين تكريت. فيما اسندت قيادة القطاع الغربي الذي يضم محافظات كربلاء والنجف وبابل والديوانية والسماوة إلى قصي النجل الثاني للرئيس العراقي، وتولى علي حسين المجيد قيادة القطاع الجنوبي الذي يضم البصرة والعمارة والناصرية والكوت. ووفقاً لمصادر المؤتمر فإن الرئيس العراقي أبقى منطقة بغداد وقاطعها تحت قيادته. ووفقاً لمصادر المعارضة العراقية، فإن حشوداً عسكرية انتقلت أيضاً إلى المناطق الجنوبية ولا سيما البصرة والمناطق المحاذية للحدود مع إيرانوالكويت، إضافة إلى حشود سابقة بموازاة الخط الفاصل مع الاقليم الكردي المدار ذاتياً. لا "رسائل قاسية"! واوضح المسؤول الاميركي ان نغروبونتي "لن يزور هذه الدول لتسليم رسائل قاسية"، لكنه سيؤكد ان "العراق مصدر قلق" وان السياسة الاميركية حياله كما أوضحها الرئيس جورج بوش، عندما قال ان ادارته قد "تلجأ الى خيارات غير الوسائل السياسية اذا استمرت بغداد في رفض عودة المفتشين". وتوقع ان تتطرق محادثات نغروبونتي الى موضوعي الشرق الأوسط والارهاب، ووصف طبيعتها بأنها "للاستماع وللاحاطة". وشدد على أهمية المحطة السورية نظراً الى عضوية سورية في مجلس الأمن، مشيراً الى ان البحث مع السلطات اللبنانية سيتطرق موضوع حزب الله و"علاقته بالارهاب". وهذه أول زيارة للسفير الاميركي الجديد لدى الاممالمتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وتبدأ في 18 الجاري.