اكد مصدر سعودي رفيع المستوى انه ليس من حق تركيا الاعتراض على مسألة هدم قلعة اجياد واقامة مشروع وقف خيري سكني يخدم حجاج بيت الله الحرام ويخفف عنهم عناء الازدحام في المنطقة المحيطة بالحرم المكي "لأن هذا امر سيادي وجزء من سيادة المملكة على اراضيها". وقال المصدر ل "الحياة" امس أن تركيا سبق ان قامت بهدم العشرات من القلاع بل المساجد التاريخية القديمة في بلادها من دون اعتراف من احد". واكد هذا الرفض السعودي للاحتجاج التركي على هدم قلعة اجياد وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ في بيان صحافي سيكون ريعاً لخدمة المسجد الحرام". ومن جانبه أكد وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد السعودي الشيخ صالح بن عبدالعزيز ال الشيخ هذا الرفض السعودي للانتقادات التركية، وقال في بيان صحافي امس: "ان ما قامت به المملكة هو جزء من سيادتها على اراضيها ولا يجوز لأحد ان يتدخل في سيادة الدولة على ما يدخل تحت سلطتها". وشدد آل الشيخ في هذا الصدد على ان ما اجرته الحكومة السعودية بشأن القلعة لا يخالف المواثيق الدولية والاتفاقات في المحافظة على الآثار كاتفاقات فيينا وباريس واسلام اباد التي اشار الى انها تجيز نقل الاثر الى مكان آخر، واعتبر ان "هدم القلعة واعادة بنائها من باب المحافظة عليها"، مشيراً الى انها ليست مؤهلة في وضعها الراهن للبقاء طويلاً كونها عبارة عن صخور صغيرة وجزء كبير منها من الطين. واكد وزير الشؤون الاسلامية السعودي في هذا الصدد ان قرار الملك فهد الموافقة على بدء مشروع تحويل الموقع الى وقف لصالح الحرم المكي الشريف تضمّن المحافظة على القلعة، مشيراً الى ان القلعة بكل مواصفاتها حفظت وصورت تصويراً دقيقاً وعرفت مكوناتها ورفعت رفعاً مساحياً دقيقاً. ومن زاوية دينية قال آل الشيخ "ان الحفاظ على او السعي الى ما فيه مصلحة الحرم المكي الشريف أولى من المحافظة على بقاء قلعة عسكرية تمثل قرنين من الزمان". واشار الى ان قرار هدم القلعة لم يرد في موافقة خادم الحرمين الشريفين التي صدرت العام الماضي على استثمار موقعها والاراضي المحيطة بها، وانما جاء بتصريح منه اي الوزير شخصياً هذا العام. الى ذلك قالت مصادر مأذون لها ان الحكومة السعودية لم تتلق رسمياً حتى امس أي اعتراض تركي بخصوص ازالة قلعة اجياد التي ازيلت فعلاً، وانها طلبت من السفير السعودي في تركيا استيضاح الموقف تمهيداً للتعامل معه بالطرق الديبلوماسية. وفي هذا السياق ذكّر وزير الاعلام السعودي الاسبق الدكتور محمد عبده يماني، في تصريح الى "الحياة"، بأن خادم الحرمين الشريفين "استجاب لنداءات تركية قديمة في ما يخص الخطط الاخيرة لتوسيع المسجد الحرام واوقف عمليات ازالة وتطوير البناء التركي القديم للمسجد الحرام - المناطق المباشرة والمطلة على الكعبة داخل المسجد - بعد اعتراض تركي، وذلك تقديراً لمراحل عمارة المسجد الحرام، وبقيت الاجزاء التي شيدت في العهد التركي حتى اليوم موجودة في المسجد واستكملت عمليات التطوير والتوسيع الحديثة للمناطق التي تليها". وأكدت مصادر في مكةالمكرمة ل "الحياة" ان المشروع الذي استندت اليه السلطات السعودية في جبل بلبل الذي تقع عليه قلعة اجياد يقضي بالمحافظة على القلعة واعادة بنائها بالمزايا والابعاد نفسها في موقع اخر من المدينة المقدسة باعتبارها عملاً تاريخياً يوثق لمرحلة من مراحل تطور الحفاظ على أمن المسجد الحرام وزواره. يذكر أن القلعة باتت أثراً بعد عين اليوم بعدما ازيلت وشرع في ازالة الجبل المقامة عليها اعتباراً من نهاية الشهر الماضي. وهاجمت صحيفة "عكاظ" السعودية بشدة في افتتاحيتها امس موقف تركيا "التي تنكرت لتاريخها وثقافتها وهويتها، واعتبرت ان ثورة كمال اتاتورك هي بداية لتاريخها تاركة شعبها الاسلامي يتخبط". وانتقدت احتجاج تركيا على قرار ازالة القلعة "التي لا تمتلك أي مكانة في التاريخ الاسلامي العريق". ورأت الصحيفة "ان توفير وقف لبيت الله الحرام هو اكثر جدوى وعائداً من مجرد الهوس بالحفاظ على المباني لمجرد ان عمرها قرن او قرنان".