} اقتربت الأرجنتين من وضع يشبه الفراغ الدستوري، بعدما استقال الرئيس الموقت المكلف قيادتها الى حين اجراء انتخابات، وتبعه رئيس مجلس الشيوخ الذي يفترض دستورياً ان يتولى المنصب لدى شغوره. وآلت الرئاسة لفترة 48 ساعة الى رئيس مجلس النواب الذي دعا البرلمان مجدداً الى اختيار رئيس، فيما طالبت شخصيات من الحزب البيروني بتشكيل حكومة انقاذ وطني في ظل حال الافلاس التي تهدد البلاد. بوينس ايرس - رويترز، أ ف ب - فرغ منصب الرئاسة في الارجنتين للمرة الثانية خلال اسبوع واحد، واختلف السياسيون حول من يقود البلاد التي تعاني من اعمال شغب وركود، بعد استقالة الرئيس الجديد الموقت ادولفو رودريغيز سا ورئيس مجلس الشيوخ رامون بويرتا الذي يفترض دستورياً ان يحل محله. وجاءت الاستقالة بعد احتجاجات عنيفة في الشوارع، وتخلي الحزب البيروني عنه في ظل انقسام داخل الحزب. ووجد ادواردو كامانو رئيس مجلس النواب الارجنتيني نفسه في موقف صعب، اذ اضطر لتولي رئاسة البلاد لفترة 48 ساعة، الى حين اختيار شخصية تتولى المنصب تمهيداً لاجراء انتخابات رئاسية في آذار مارس المقبل. ودعا البرلمان المؤلف من مجلسي النواب والشيوخ الى الانعقاد اليوم وغداً بتعيين رئيس موقت، فيما طالب البيروني كارلوس روكوف حاكم محافظة بوينس ايرس اهم محافظاتالارجنتين، بتشكيل "حكومة وطنية للانقاذ" تضم كل القوى السياسية. وكان رودريغيز سا الذي انتخبه الكونغرس رئيساً موقتاً منذ اسبوع خلفاً للرئيس المستقيل فرناندو دي لا روا، قال في كلمة الى الأمة مساء اول من امس: "لا خيار لي الا ان اقدم استقالتي التي لا رجعة فيها". وشرح ان غالبية الحكام البيرونيين في المحافظات رفضوا دعمه وتغيبوا عن اجتماع دعا اليه اول من امس قرب مار ديل بلاتا بعد استقالة حكومته مساء السبت الماضي. ودعا كارلوس روكوف حاكم بوينس ايرس البيروني الى حكومة انقاذ تضم كل القوى السياسية. واعتبر انه يتعيين على الحزب البيروني الذي ينتمي اليه هو والرئيس المستقيل ان يتحاور مع الاتحاد المدني الراديكالي حزب الرئيس السابق فرناندو دي لا روا الذي استقال في 20 الشهر الماضي ومع حركة الوسط اليساري المسماة "البديل لجمهورية المساواة" بزعامة النائبة اليزا كاريو وكذلك مع "الفريبازو" شريك الاتحاد المدني الراديكالي في التحالف الحكومي السابق برئاسة دي لا روا. وقال: "على الجمعية الاشتراعية المؤلفة من المجلسين ان تكون جمعية للحوار تشارك فيه جميع الاحزاب من دون هيمنة حزب على آخر". واثارت الاضطرابات المستمرة تساؤلات عما اذا كان من الممكن حكم الارجنتين في وقت تصاعدت ثورة الطبقة المتوسطة احتجاجاً على الفساد. وخرج آلاف المتظاهرين الى الشوارع مساء الجمعة الماضي احتجاجاً على القيود الصارمة المفروضة على الايداعات في المصارف، واسناد رودريغيز سا مناصب وزارية لساسة من المعتقد انهم فاسدون. وتحولت الاحتجاجات الى اعمال عنف، ما اسفر عن اصابة عشرات من رجال الشرطة بعد اشتباكات امام القصر الرئاسي. واقتحم محتجون الكونغرس واشعلوا حرائق صغيرة وحطموا مقاعد وتماثيل. وعرض التلفزيون لقطات لمجموعة صغيرة من المحتجين خارج قصر الرئاسة في وقت مبكر من صباح امس، الا ان الشرطة فرقتهم بسهولة على ما يبدو. وخلال الفترة القصيرة التي قضاها في الرئاسة، علق رودريغيز سا سداد الديون الخارجية للبلاد، ما هز صورة ثالث اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية في الاسواق العالمية. وكانت الاحتجاجات العنيفة التي اسفرت عن 27 قتيلاً، ارغمت الرئيس الارجنتيني السابق فرناندو دي لا روا على الاستقالة من منصبه في 20 الشهر الماضي، من دون ان ينهي فترة رئاسته ومدتها اربعة اعوام. وقال اعضاء في الحزب البيروني ان خطط رودريغيز سا اصدار عملة جديدة في البلاد وتعهداته توفير مليون وظيفة، تعكس طموحاً في الاستمرار لفترة تفوق الشهور الثلاثة المفترض ان يقضيها في السلطة. ويذكر انه قبل تولي رودريغيز سا السلطة، وصفه ناطق باسم الحزب البيروني بان ليس له اعداء كثيرون داخل الحزب، الا ان هذا الوصف اختفى تماماً بعدما تغيب زعماء بارزون في الحزب عن اجتماع عاجل دعا اليه بعد ظهر اول من امس. وقال خوسيه مانويل دي لا سوتا العضو في الحزب البيروني ان رودريغيز سا "لم يتشاور معنا ابداً في اي اجراءات يتخذها، يجب ان ينتخب الناس رئيساً لهم بأسرع وقت ممكن".