بيروت - "الحياة" -أوصى اجتماع بيروت التحضيري لإحياء الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة المسجد الأقصى بالتوقف، في كل البلدان العربية والاسلامية عن الحركة الجمعة في 28 ايلول سبتمبر الجاري لمدة دقيقتين ظهراً بتوقيت القدسالمحتلة. وشملت الدعوة كل المراجع والهيئات الروحية والسياسية والشعبية، لا سيما نقابات السائقين، وتنظيم مسيرات شعبية كبيرة في مختلف العواصم والمدن العربية والاسلامية في اليوم المذكور. وتضمنت التوصيات التي اعلنت امس، في ختام الاجتماع التحضيري الذي شاركت فيه 80 شخصية عربية واسلامية بينهم المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري، ومسؤولون رسميون في دول عربية وإسلامية، دعوات الى تخصيص خطب الجمعة في 21 و28 ايلول وعظات الأحد في 23 و30 منه لنصرة الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة. ودعوة أئمة المساجد في كل مكان من العالم الى اقامة صلاة الغائب على ارواح شهداء الانتفاضة والمقاومة، وإلى عقد قمة روحية اسلامية - مسيحية على مستوى العالمين العربي والإسلامي للدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية وتأكيد عروبة القدس، وعقد ندوات ومهرجانات شعبية في مختلف المنابر والمنتديات والمؤسسات الثقافية والنقابية والمهنية والحزبية، ودعوة المجالس البلدية والمحلية والحضرية في المدن العربية ومنظمة المدن العربية الى اعلان توأمة مدن فلسطين وبلداتها مع مدن وبلدات عربية، وإطلاق اسماء شهداء الانتفاضة على شوارع ومؤسسات تربوية، وإطلاق حملة تبرعات عربية مالية وعينية باشراف اللجان الوطنية لدعم الانتفاضة، والتجاوب مع النداءات والفتاوى التي دعت الى مقاطعة شراء البضائع الأميركية والتضييق على المصالح الأميركية. وكانت للمجتمعين توصيات رسمية تتعلق بتنفيذ كل القرارات المتخذة في القمم العربية والإسلامية والوقف الكامل لكل اشكال التطبيع والعلاقات مع العدو، والدعوة الى مراجعة العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية والأمنية مع الولاياتالمتحدة، وتسهيل وصول الامدادات العسكرية الى المناطق الفلسطينيةالمحتلة واعتبار ذلك ضرورة اكيدة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يقاتل وهو اعزل، والحض على اعتماد سياسة عقاب عربية وفلسطينية لعمليات الاغتيال والابادة التي تقوم بها القوات الصهيونية، وصولاً الى تحقيق مبدأ ردع يحول دون وقوعها، ومطالبة الانظمة والحكومات العربية بالتوقف عن كل تضييق على المبادرات الشعبية الداعمة للانتفاضة والمقاومة والتحضير الجدي لخيار المواجهة العسكرية الذي يمكن ان يفرضه العدو في اي لحظة، وفتح باب التطوع امام الشباب العربي من اجل الاسهام في معركة فلسطين، ودعوة قطر الى منع المشاركة الاسرائيلية في مؤتمر الدوحة لمنظمة التجارة العالمية. وتضمنت الاقتراحات بنوداً تتعلق بدور النقابات والاعلام في احياء ذكرى انطلاقة الانتفاضة. وكان حضور المفتي صبري الى لبنان للمرة الأولى آتياً من القدسالمحتلة مناسبة لمشاركته في صلاة الجمعة في مسجد الامام علي بن ابي طالب في بيروت الى جانب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني وإلقائه خطبة شرح فيها اوضاع الفلسطينيينوالقدس، وحمّل "سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن المس بحرمة المسجد الأقصى". وقال: "ان ارض فلسطين المباركة لفظت جميع الغزاة والمستعمرين عبر التاريخ وستلفظ قريباً المحتلين، ولا بد من ان يقف العرب والمسلمون في انحاء العالم الى جانب مدينة القدس والشعب الفلسطيني المرابط من اجل ان يحافظ على مؤسساته ويقوّيها ويحافظ على وجوده ومن اجل ان تستمر الانتفاضة الى ان ينتهي الاحتلال". وإذ لفت الى "الضجة المفتعلة المتعلقة بالحائط الجنوبي للمسجد الأقصى"، وأكد ان "لجنة إعمار المسجد مستمرة في ترميم الجدران الخارجية وتكحيلها منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، وأن الشق الذي اعلن عن اكتشافه سيناله الترميم والصيانة، إلا ان السلطات الاسرائيلية تعيق العملية بمنع ادخال مواد البناء الى باحات الأقصى، واننا نطالب برفع الحصار العسكري عن مدينة القدس وبإعادة فتح المؤسسات الفلسطينية بما فيها بيت الشرق". ووسط الهتافات الداعية الى تحرير القدس ألقى المفتي قباني كلمة مؤثرة في المصلين ركز فيها على الاحتلالات التي تعاقبت على القدس منذ ايام الرومان، ورأى ان تحريرها "لن يتم إلا اذا فعلنا مثل شعب فلسطين العظيم الذي يستشهد كل يوم في ارض الأقصى". وشدد على "ان الجهاد في سبيل الله فرض عين على كل مسلم قادر حينما تتاح له الفرصة". وهاجم الولاياتالمتحدة الاميركية مذكراً اياها "بالاتحاد السوفياتي ثاني اكبر دولة في العالم، وإذا سقط هذا الاتحاد فمن الذي قال ان الولاياتالمتحدة الاميركية ستبقى؟ ان الدول الكبرى هي اسرع الى الزوال من الدول الصغرى، وأين بريطانيا العظمى التي كانت لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها؟". وذكّر الشعب الاميركي بما حذّرهم منه "اول رئيس من الوقوع تحت قبضة اليهود". وقال: "اميركا تستطيع ان تكون اليوم دولة قوية وعادلة تستطيع ان تساند العدل في العالم، لكنها لم تختر العدل، اختارت الظلم". ودعا الرؤساء العرب الى "ان يكون كل واحد منهم كصلاح الدين"، ورأى "ان اليهود هم الذين دفعوا بالظروف في أوروبا وألمانيا بالذات الى ان يظهر رجل مثل هتلر واليهود هم الذين يهيئون للمعركة القاضية عليهم". وقال: "نحن أمة لم نبع فلسطين ومن باعها سيموت ويأتي جيل آخر لينصر فلسطين كصلاح الدين". وكان المفتي والناطق الرسمي باسم الكنيسة الارثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة الأب الدكتور عطاالله حنا جالا في الجنوب وزارا مدينة صيدا والتقيا في دار الافتاء عدداً من رجال الدين والشخصيات السياسية، وألقيت كلمات شددت على ضرورة توفير كل اشكال الدعم للانتفاضة حتى اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين. وانتقلا الى مخيم الرشيدية في منطقة صور وعقدا لقاء مع اكثر من 500 فلسطيني وجالا في ارجاء المخيم. وأكد المفتي صبري "ان الانتفاضة تجاوزت رمي الحجر وأصبح ميزان الرعب يحكم المعادلة بين الفلسطينيين والصهاينة". وقال الأرشمندريت حنا: "نحن اصحاب حق وتضحيات الانتفاضة لن تذهب هدراً"، مؤكداً "تلاحم الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين للدفاع عن القدس وعروبتها وعودة اللاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".