أجمع اللبنانيون على ادانة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، داعين إلى مواجهة «تهويد القدس». ونفذ سكان المخيمات في لبنان اعتصامات استنكاراً ورددوا هتافات تدعو الى «نصرة الأقصى». ودان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في بيان بشدة هذه الاعتداءات. وقال: «ما قامت وتقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون ضد حرمة المسجد الأقصى يكشف بوضوح النيات الاسرائيلية المبيتة ضد المقدسات الاسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ويتناقض كلياً مع الادعاءات التي يتظاهر بها المسؤولون الإسرائيليون لإحلال السلام بين العرب واسرائيل». ودعا الحريري المجتمع الدولي الى «الضغط على اسرائيل لوقفها»، والعرب والمسلمين الى «التحرك بسرعة والوقوف صفاً واحداً لمواجهة الأطماع الاسرائيلية التاريخية المتجددة لتهويد القدس الشريف ومواصلة سياسات الاستيطان التي تقوض كلياً الجهود القائمة لتحريك عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». ودان «حزب الله» بشدة «الاعتداء الآثم على المسجد الأقصى والمصلّين داخله والذي يشكل بحد ذاته إهانة كبرى للأمة الاسلامية والعربية». وقال الحزب في بيان: «إن هذا التدنيس الخطير يأتي بعد أيام من قمة واشنطن التي سمحت لرئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو بوضع قناع الساعي إلى السلام وهو المجرم الذي يقود كياناً مغتصباً ينكل بالشعب الفلسطيني ويسلبه حقوقه بغطاء أميركي حيث انصاعت إدارة أوباما للأهواء التوسعية الاستيطانية الصهيونية». وأضاف: «ان الأمة العربية والإسلامية، لا سيما تلك الأنظمة المهرولة لتضع بلدانها ومقدّرات شعوبها تحت تصرف المشروع الأميركي الصهيوني، تتحمل كل المسؤولية عما يجري داخل فلسطينالمحتلة، وما جرى لا يمكن السكوت عنه». ووضع الحزب «هذه الجريمة الجديدة برسم المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية ومنظمات حقوق الانسان»، داعياً الجميع إلى «الارتقاء إلى مستوى المسؤولية»، مؤكداً «أن المقاومة وحدها السبيل لانتزاع كل الحقوق وتحرير كل الأرض». قباني وقبلان وفضل الله ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني خلال استقباله عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية محمد زهدي النشاشيبي، ما يقوم به اليهود المتطرفون في المسجد الأقصى بأنه «عدوان إجرامي بحق كل المسلمين في العالم»، داعياً الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة إلى «التحرك السريع لوقف هذه الجرائم». وطالب النشاشيبي ب «موقف عربي إسلامي فاعل قادر على أن يتصدى للهجمة الإسرائيلية الشرسة». ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الفلسطينيين «الى الصبر والتوحد من اجل مواجهة العدو»، والأنظمة العربية والإسلامية إلى «نصرة فلسطين وإنقاذ مقدساتها والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية». وقال: «السكوت على جرائم إسرائيل شراكة فيها وعدم نصرة فلسطين مساعدة لأهل الباطل». وقال السيد محمد حسين فضل الله: «إذا لم يكن هجوم اليهود المحتلين والمغتصبين لفلسطين على المسجد الأقصى، بكل وحشيته وقساوته، مناسبة لتوحيد المسلمين، ولانطلاقهم كالبنيان المرصوص في مواجهة عدوهم، فأي فرصة أخرى يمكن التعويل عليها لدرء الأخطار المحدقة بالعرب والمسلمين؟». ودعا المسلمين والشعوب العربية إلى «الانطلاق في تظاهرات ومسيرات ولقاءات وحدوية للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، وأن يرتفع الصوت عالياً لوقف كل النزاعات، وتجميد كل الخلافات لحساب المعركة الأساسية في الأمة، وهي معركة الدفاع عن آخر المواقع الإسلامية والمسيحية في القدسوفلسطين».