تجربة : شيفروليه كورفيت 2001 : سيارتك السوبر - رياضية ... للألفية الجديدة

مقصورة رياضية مخصصة لراكبين فقط ولوحة قيادة عصرية تحوي كل المعلومات مع محرك عصبي يولد 344 حصاناً تنتقل الى العجلات الخلفية من خلال تماسك يجعلك تعتقد أنك تقود سيارة كارتينغ... هذه هي باختصار شيفروليه كورفيت 2001 التي كان ل"الحياة" لقاء معها على حلبة خاصة في فرنسا.
خلال السنوات العشرين الأخيرة، تطور سوق السيارات في منطقة الخليج العربي في شكل غير متوقع، بحيث أصبحت السوق المذكورة بمثابة قالب حلوى حاول معظم الصانعين الحصول على أكبر حصة منه، وخصوصاً اليابانيين والأميركيين الذين حاول كل منهما تكبير حصته في هذه السوق على طريقته الخاصة. فاليابانيون عملوا على توفير سيارات متوسطة وصغيرة الحجم، مركزين على عاملين رئيسيين، هما التوفير في استهلاك الوقود وتأمين سيارات بقدرة تحمل عالية تتحلى بسعر مرتفع عند إعادة بيعها كسيارة مستعملة. أما الأميركيون، فكان لهم نظرة مغايرة اعتمدت على دراساتهم التي تناولت طريقة تفكير الإنسان العربي ووجهة استعماله للسيارة. وقد أظهرت هذه الدراسات على مر السنين أن الإنسان العربي، والخليجي على وجه التحديد، يفضل السيارة الكبيرة التي تلبي له حاجاته خصوصاً أنها تتمتع بتأدية متقدمة، ناهيك عن أن مقصورتها توفر له جواً من الراحة المدعومة بمكيف هواء فعال ينسيه الحرارة الخارجية المرتفعة. أما النقطة المشتركة بين كل الدراسات التي أجراها الأميركيون في ذلك الحين، فتمثلت بعدم اكتراث المواطن الخليجي بمدى ارتفاع استهلاك سيارته من الوقود، خصوصاً أن بلاده غنية بالنفط، إضافة إلى أنه يتمتع بدخل فردي مرتفع يمكنه من تحمل النفقات الإضافية كالوقود الذي تستهلكه سيارته. ومن ناحية أخرى، كانت السيارة الأميركية مشهورة بحجمها الكبير ومحركاتها الجبارة منذ بداية إنتاج الأميركيين للسيارات، الأمر الذي لعب دوره لمصلحة الأميركيين الذين بدأوا منذ ذلك الحين بتصدير سياراتهم إلى الأسواق الشرق أوسطية، وتحديداً الخليجية منها، حيث كانت لهم حصة الأسد.
ومع دخول مختلف شركات صناعة السيارات إلى السوق الشرق أوسطية واقتطاع كل منهم لحصة منها، قرر الأميركيون - والمقصود هنا جنرال موتورز - أن يعدلوا خططهم التسويقية الخاصة بهذه السوق. فعملوا على تحديد الطرازات المصدرة إلى هذه السوق التي حرمت من سيارات بويك وبونتياك وأولدزموبيل، في وقت قررت جنرال موتورز تركيز جهودها على ثلاثة من فروعها، هي جي أم سي الغنية عن التعريف في ميدان سيارات الاندفاع الرباعي وكاديلاك المعروفة على صعيد السيارات الغنية بعوامل الترف والفخامة وأخيراً شيفروليه أو السيارة الشعبية التي تعتمد عليها جنرال موتورز في ما يتعلق بحجم التسويق والبيع. وفي هذا الإطار، كان التركيز الأبرز مخصصاً لفرع شيفروليه الذي يتمتع أصلاً بسمعة يحسده عليها باقي الصانعين، خصوصاً أنه يملك ضمن مجموعة سياراته المنتجة تجارياً طراز كورفيت السوبر - رياضي الذي حقق منذ تقديمه الأول نجاحات كبيرة في الأسواق العالمية، إذ لم تتمكن أي من منافسات كورفيت من المساس بموقعها.
ومع كورفيت 2001 كان ل "الحياة" تجربة مفصلة على طرقات إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
شخصية... فريدة
أبرز ما يميز كورفيت الجديدة يتمثل في شكلها الخارجي الذي حافظ على تقاليد كورفيت. فهي تتحلى بشخصية مستقلة جداً، خصوصاً أنها لا تتشابه وأي سيارة سوبر - رياضية أخرى في العالم. كما أن تصميم هيكلها يحمل في طياته عدداً من العناصر التي طالما ميزت أجيال كورفيت عبر السنين. فمقدمتها منحنية وإسفينية الشكل، وهي تضم مصباحين أماميين مخفيين في غطاء المحرك يفتحان الى الأعلى بمجرد تشغيلهما. أما فتحة التهوية الوسطية فقد أخذت لنفسها مكاناً في أسفل المقدم، حيث تم استغلال مدخلها للتحكم بمجرى الهواء لتوفير أكبر قدر ممكن من الهواء لتبريد مقصورة المحرك. وعلى جانبي الفتحة، زودت كورفيت مصباحان صغيران مخصصان للضباب الى جانب مصباحي الالتفاف. وتحتهما وضع قسم التصميم فتحتين جانبيتين صغيرتين مهمتهما نقل الهواء الخارجي إلى محيط الإطارات الأمامية لزيادة فاعلية تبريد جهاز المكابح الأمامي. وتمتد الخطوط الأمامية المنحنية عبر الجوانب الى الخلف وباتجاه الأعلى عبر فتحات الإطارات التي تم تكبيرها لاستيعاب الإطارات الرياضية قياس بي 245/45 زد آر 17 في الأمام وبي 275/40 زد آر 18 في الخلف التي تحمل توقيع غوديير والتي ثبتت على عجلات معدن رياضية خفيفة الوزن تقوم على خمسة أضلاع مزدوجة مطلية بالكروم تخفي خلفها مكابح قوامها الأسطوانات القرصية المهواة للعجلات الأربع.
أما في الخلف، فقد عملت شيفروليه على تزويد سيارتها هذه أربعة مصابيح خلفية بيضاوية الشكل كما في الأجيال السابقة، في وقت تم نقل الفجوة المخصصة للوحة السيارة إلى القسم العلوي من الصادم الخلفي المدمج، وليوفر هذا التصميم شكلاً يوحي لكل من يقود سيارته خلف كورفيت بمدى قوتها وعصبيتها، خصوصاً أن السيارة زودت أربعة مخارج للعادم تم طلاؤها بالكروم الذي لم يطل أي من أجزاء الهيكل الخارجية باستثناء العجلات المعدنية.
مقصورة سوبر - رياضية
أبرز ما يطالع المرء عند دخوله إلى مقصورة ركاب كورفيت المخصصة لشخصين فقط، يتمثل برحابتها. فبناء السيارة على قاعدة عجلات بطول 2.656 متر مكن السيارة من التمتع بمقاسات كبيرة نسبياً. فطولها البالغ 4.65 أمتار في مقابل 1.869 متر لعرضها 1.214 متر لارتفاعها، أسهم في تحليها بمقصورة ركاب واسعة يمكنها استيعاب راكبين من أصحاب القامات الطويلة جداً. وهذه المقصورة التي زودت بمقعدين رياضيين من طراز الباكيت الذي يلتف حول جسم الجالسين عليهما ويمنع انزلاقهما ووصول ارتجاجات الطريق إليهما، مبطنة بكاملها بالجلد الذي يطاول كل مكوناتها.
وبمجرد الجلوس خلف المقود، ينتاب المرء شعور غريب مصدره لوحة القيادة وخصوصاً تجويف العدادات الذي ستشعر أن قسم التصميم لدى شيفروليه عمل على تصميمه بطريقة توحي للسائق أنه مخصص له وحده. فتجويف العدادات يضم عدادين كبيرين للسرعة ولدوران المحرك إضافةً الى أربعة عدادات صغيرة للإشارة الى درجة حرارة المحرك ومستوى الزيت فيه وكمية الوقود المتبقية في الخزان ومستوى الشحن الكهربائي في البطارية. أما باقي العدادات، فقد استعاضت شيفروليه عنها بالمؤشرات الضوئية. وعلى جانبي تجويف العدادات، عمدت شيفروليه إلى تثبيت مفاتيح تشغيل معظم أجهزة السيارة شأن مفتاح تشغيل شاشة عرض المعلومات الرئيسية. وهذه الأخيرة التي ثبتت على غطاء لوحة القيادة العلوي قرب الزجاج الأمامي تعمل على شكل انعكاسات تظهر على أسفل الزجاج الأمامي موفرةً معلومات رقمية عن سرعة السيارة ودوران محركها ونسبة استهلاك الوقود وغيرها. أما الكونسول الوسطي القصير بسبب تدني إرتفاع السيارة، فقد ضم في أعلاه مخرجاً كبيراً لهواء المكيف وجهاز الاستماع الموسيقي يليه شاشة ومفاتيح تشغيل مكيف الهواء الإلكتروني. وفي القسم السفلي من الكونسول، وضعت شيفروليه منفضة السجائر والولاعة يليهما في القسم الأرضي الذي يمتد بين المقعدين مقبض علبة التروس وحامل للأكواب إضافة الى مفتاحين دائريين يعمل أحدهما على التحكم بنبض التعليق، في ما يقوم ثانيهما بتشغيل أو إيقاف عمل جهاز التحكم بالتماسك. وخلف هذين المفتاحين ثبت مسند اليد الوسطي الذي يخفي تحته علبة لتوضيب الحاجيات تحتوي في طرفها على مفتاح يعمل على فتح غطاء خزان الوقود!
عملانية وشبه متكاملة
الجلوس في مقعد السائق والمقود الرباعي الأضلاع أمام السائق وخلفه تجويف العدادات أمر يؤكد لسائق كورفيت أنه خلف مقود سيارة ستنهب الأرض بمجرد الضغط على دواسة التسارع، ويوحي له أنه سيكون في وضع السيطرة التامة على السيارة، خصوصاً أن وضعية الجلوس شبه مثالية. وعلى رغم أن وضعية الجلوس هذه منخفضة نوعاً ما - وهو بالمناسبة أمر عادي في السيارات السوبر رياضية - إلا أن مجالات الرؤية جيدة، ووضعية الجلوس ممتعة، خصوصاً أنه يمكن التحكم بوضعية المقعد والمقود في شكل عملي جداً وبما يتناسب وقامة كل سائق.
أبرز ما يميز مقصورة ركاب كورفيت، يتمثل بمدى العملانية التي يمكنك أن تشعر بها. فقسم التصميم لدى شيفروليه صمم لوحة القيادة إذ جمع كل ما يمكنك أن تحتاج إليه من معلومات في تجويف العدادات، الذي إن تميز بشيء فهو الوضوح وسهولة القراءة. كما أن جمع مفاتيح تشغيل معظم أجهزة السيارة على جانبي تجويف العدادات، يمكنك من إستعمال الأجهزة بسهولة ومن دون الحاجة لرفع النظر عن الطريق، ولتنحصر سلبيات تصميم المقصورة بعنصرين اثنين هما مسند اليد ذي الوضعية المرتفعة بعض الشيء ومفتاح غطاء خزان الوقود الذي يتطلب الوصول إليه فتح غطاء مسند اليد.
ومن ناحية اخرى، لا يعتبر مفتاح فتح غطاء خزان الوقود من السلبيات خصوصاً أن استعماله لا يتم عادةً إلا في محطات الوقود وحين تكون السيارة متوقفة تماماً مما لا يشكل نقطة سلبية في ما خص عوامل السلامة. وفي سياق الحديث عن هذه الأخيرة، لا بد من الإشارة إلى أن كورفيت مزودة أحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت مع كيسي هواء أماميين قياسيين، إضافةً الى عوارض معدن مدمجة في جوانب المقصورة مهمتها منع وصول تأثير الإصطدامات الجانبية إلى مقصورة الركاب. كما أن تقوية إطار الزجاج الأمامي والقطعة المعدنية التي تفصل بين الزجاج الخلفي وأبواب السيارة يحول هذه الأطر الى قفص مقاوم للانطباق يعمل على حماية راكبي السيارة في حال انقلابها. أما القسمان الأمامي والخلفي من السيارة، فمزودان مناطق هشة تتشوه تحت تأثير الإصطدام، وتمتص قوة الصدمة لتبعدها بالتالي عن مقصورة الركاب.
رصينة و... لافتة للنظر
أدر مفتاح تشغيل محرك السيارة، وستفاجأ بمدى نعومة عمل المحرك. اضغط على دواسة الوقود وارفع دوران المحرك إلى نحو 3500 دورة في الدقيقة، وستتأكد على الفور أن هذه النعومة تخفي إسطبلاً من الأحصنة المروضة والمدربة على إعطائك شعوراً لا يمكنك أن تشعر به إلا خلف مقود أكثر السيارات الرياضية عراقةً. عشق علبة التروس الأوتوماتيكية على وضعية القيادة الى الأمام وانطلق، وستجد بالتأكيد نعومة لا تتوافر عادةً في هذه الفئة من السيارات، إلا أنك بالتأكيد ستتوقعها إذا كنت من "المدمنين" على كورفيت.
انطلق ب"كورفيت" في شوارع المدينة، وستشعر كأنك تقود أي سيارة من صنع جنرال موتورز. فالهدوء سيحيط بك من كل حدب وصوب، وستشعر أنك معزول عن العالم، وأن لا شيء سيعكر صفو هذا الهدوء باستثناء جهاز الاستماع الموسيقي المدروس لتوفير نوعية صوت تشعرك وكأنك تستمع إلى أحد أهم أجهزة الاستماع الموسيقي المخصصة للحفلات. إلتفت حولك، وستفاجأ أن الجميع ينظر إليك وكأنك موضع حسد السائقين المحيطين بك، فالجميع ينظر إليك وكأنك قادم من عالم آخر، إلا أنك ستدرك بعد لحظات أن الناظر إليك يهتم بسيارتك التي لا يمكنها أن تمر من دون أن تلفت النظر إلى تصميمها الأخاذ وجمال خطوطها الباهر. تابع سيرك في شوارع المدينة وبين إشارات السير المتتالية في طريقك إلى الضواحي، وستتأكد أن شيفروليه ركزت مع سيارتها هذه على عدم الخروج عن فلسفتها القاضية بتوفير سيارات تتميز بنعومة التشغيل.
لكن ما أن تصل إلى حدود المدينة وتستلم الطريق السريعة، حتى تتأكد أن شيفروليه وعلى رغم تركيزها على نعومة سياراتها، فقد تمكنت من إيجاد التركيبة الناجحة، إذ جمعت في كورفيت بين السيارة الناعمة والرياضية في آن واحد. فالسير بكورفيت على الطرق السريعة، يؤكد لك أنها تتحلى بتماسك متقدم، خصوصاً عند تجاوز الشاحنات الطويلة في ظل طقس تسيطر عليه الرياح الجانبية، حيث يمكنك الشعور بمدى ثباتها، وبالأخص بعد التجاوز مباشرة، ذلك أنه لا يمكنك أن تشعر بقوة الهواء على مقدم السيارة، والسبب وضعية المحرك الأمامية وموقع علبة التروس في الخلف، اللتان مكنتا مهندسي شيفروليه من التحكم في توزيع الوزن بين الأمام والخلف. ارفع سرعتك وستندهش عندما تجد أنك تقود السيارة بسرعة تتجاوز حدود ال200 كلم/س. تابع سيرك واضغط على دواسة التسارع، وستشعر بمتعة كبيرة لن يعكرها شيء سوى عمل جهاز الكمبيوتر الذي سيؤدي إلى تقطع طفيف في عمل المحرك، ستعرف بنتيجته أنك تجاوزت السرعة القصوى للسيارة والمحددة ب274 كلم/س. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن كورفيت تصدر عند اختراقها للهواء على سرعات تزيد عن 180 كلم/س ضجيجاً خفيفاً. لكن أين المشكلة في ذلك؟ أليست كورفيت سيارة سوبر - رياضية؟
عصبية ورياضية أيضاً
انتقل من الطريق السريعة باتجاه الطرق الملتوية، وهيئ نفسك للانتقال إلى القيادة الرياضية، وتوقع المفاجآت. فالقيادة الرياضية واستخراج قوة السيارة سيتطلبان منك المحافظة على دوران مرتفع للمحرك يراوح في حدود 4000 إلى 5000 دورة في الدقيقة، ولتشعر عند القيادة على مستوى 3000 دورة في الدقيقة أن المحرك عادي. في البداية، قد تشعر ببعض الخيبة، إلا أن هذه الخيبة ستزول بسرعة عندما تكتشف أن نسب علبة التروس الأوتوماتيكية الأربع قصيرة، وستمكنك بكل سهولة من المحافظة على دوران عال للمحرك. فالأخير مكون من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 5.7 ليتر تم تزويده جهاز بخاخ إلكتروني متعدد المنافث. ويمكن لمحرك كورفيت، الذي تم تطويره بالتعاون مع مهندسي قسم التطوير الرياضي لدى جنرال موتورز، أن يولد قوة 344 حصاناً عند 5400 دورة في الدقيقة مع عزم دوران يبلغ حده الأقصى 495 نيوتن متر عند مستوى دوران يصل إلى 4200 دورة في الدقيقة. وهنا قد يبدو أن نسبة الدوران مرتفعة جداً في ما خص القوة والعزم، إلا أن التقارب في الحد الأقصى للدوران بالنسبة للقوة والعزم 1200 دورة في الدقيقة، يمكنان المحرك من التحلي بمرونة تشغيل عالية يدعمها علبة تروس من أربع نسب أمامية قصيرة العلبة اليدوية مكونة من 6 نسب أمامية ومتوافرة إضافياً.
المهم هنا أن تحاول الإبقاء على دوران يتراوح في حدود 5000 دورة في الدقيقة، فبين 4500 و5500 دورة في الدقيقة، ستتأكد أن هذا المحرك عصبي جداً، ذلك أنك ستشعر بقدراته بكل سهولة. ارفع الدوران، وستتأكد أنه يمكن لهذا المحرك أن يجعلك موضع حسد سائقي أفضل السيارات الرياضية، خصوصاً أنه قادر على نقلك من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س ب 5.1 ثانية 4.7 للفئة المزودة علبة تروس يدوية من ست نسب أمامية، ومنها إلى سرعة قصوى فعلية تصل إلى 274 كلم/س.
متماسكة... جداً
عند الوصول إلى حلبة الكارتينغ في منتجع جبل علي للغولف، كان التحول من القيادة السريعة نوعاً ما إلى تلك "الرياضية جداً"، والهدف بالتأكيد اختبار السيارة فعلياً. فمع رفع وتيرة القيادة ومحاولة الحفاظ على دوران مرتفع جداً للمحرك، بدت كورفيت وكأنها "قنبلة موقوتة" بحاجة لمن يعرف كيف يستخرج منها ما هو مخبأ في محركها. وهنا لم تكن السرعة كل شيء، إذ كانت المفاجأة مع التماسك الذي بدا ممتازاً بفضل تعليق السيارة القائم على المثلثات المزدوجة العلوي مصنوع من الألومنيوم والسفلي من الألومنيوم الصب مع مصاصات صدمات مدعومة بنوابض معدن حلزونية بنبض قاس، وقضيب مقاوم للانحناء في الأمام مقابل تقنية الأذرع المتعددة مع مصاصات صدمات ونوابض معدن حلزونية بنبض قاس، وقضيب مقاوم للانحناء في الخلف. وهذا التعليق الذي أثبت جدارته في عدد من السيارات، مخبأ خلف عجلات معدن بقياس 17 إنشاً في الأمام و18 إنشاً في الخلف، مع إطارات بقياس بي 245/45 زد آر 17 في الأمام وبي 275/40 زد آر 18 في الخلف، أسهمت في رفع نسبة التماسك بمقدار كبير. وهنا لا يعني هذا الكلام أن إمكان انزلاق السيارة في المنعطفات غير وارد، بل على العكس خصوصاً أن السيارة تندفع بالأساس عبر عجلاتها الخلفية. فإمكان الانزلاق وارد، إلا أنك ستحتاج في حينه إلى تعدي الحدود المعقولة للسرعة عند دخول المنعطفات، وعندها ستنزلق كورفيت ولتحصد عزيزي القارئ مفاجأة أخرى تتمثل بسهولة إعادتها إلى خط سيرها الصحيح، خصوصاً في حال كان دوران محرك سيارتك مرتفعاً، حيث يمكنك بمجرد الضغط التدريجي على دواسة التسارع، أن تتحكم بدرجة وقوة الإنزلاق. ويساعدك في هذا السياق ثلاثة عناصر، أولهما أن رد فعل كورفيت ليس مفاجأة بل تدريجي، وثانيهما جهاز المقود القائم على تقنية الجريدة والبنيون والمزود بمساعد كهربائي. وهذا الأخير، يتميز بنعومة عمله وبدقة توجيهه اللامتناهية التي تمكنك لفاته القصيرة من استغلاله إلى الحدود القصوى. أما آخر هذه العناصر، فيتمثل بجهاز التحكم بالتماسك الذي أبدى فاعلية عمل متقدمة والذي تصبح كورفيت عند إيقاف تشغيله بمثابة سيارة يمكن لسائقها أن يتمتع بانزلاقات مؤخرها في المنعطفات.
ومع العناصر الثلاثة، أبدت كورفيت كفاءة عالية وتماسكاً شبه مثالياً في المنعطفات السريعة والمتتالية، كما جهاز مكابحها القائم على تقنية الأسطوانات القرصية المهواة للعجلات الأربع أثبت بدوره أنه فاعل، خصوصاً عند الاستعمال المتكرر والمكثف في الطرقات الملتوية.
hbachour@alhayat.com