أكد الجنرال عبدالرشيد دوستم ان قوات "التحالف الشمالي" المعارضة لحركة "طالبان" في افغانستان، ستسيطر قريباً على مدينة مزار الشريف، وطلب من روسيا ودول آسيا الوسطى "مساعدات عاجلة"، فيما أكد ناطق باسم وزارة الأمن الروسية ان أميركا "أصغت" الى نصائح روسية بعدم التسرع في بدء العمليات العسكرية. وبثت وكالة "انترفاكس" حديثاً مطولاً أجرته هاتفياً مع دوستم، الذي نفى أنباء عن اصابته، وقال ان "طالبان" اطلقت اشاعات لرفع معنويات مقاتليها، بعدما قتل منهم 185 وأسر حوالى 255 في معارك "تجري على بعد 45 كيلومتراً من مزار الشريف". وذكر ان قواته "ستسيطر عليها قريباً"، متوقعاً انسحاب "طالبان" من كل المحافظات الشمالية ما ان تبدأ العمليات الأميركية. دوستم يطلب المساعدة ودعا دوستم روسيا ودول آسيا الوسطى الى مساعدة قواته، مؤكداً انها تحارب "ضد أعداء مشتركين". وذكر الجنرال الاوزبكي الأصل ان "طالبان" تضم عدداً من قادة وأفراد الحركة الاسلامية الأوزبكية المناوئة للرئيس اسلام كريموف، اضافة الى شيشانيين وكازاخيين وطاجيك وقرغيزيين، ومقاتلين من اقليم اديغور الصيني الذي تسكنه غالبية مسلمة. ولم يوضح دوستم طبيعة "المساعدات العاجلة" التي يطلبها. لكن مصدراً اوزبكياً في موسكو قال ل"الحياة" ان عدداً من قادة "التحالف" يرى أن على اوزبكستان "ان تشارك في صورة فعلية في محاربة أعدائها" على الأرض الأفغانية. وأكد المصدر ان دوستم بحاجة الى أسلحة وغطاء جوي ومدفعي. وإذا كانت قوات دوستم تقدمت على محور مزار الشريف، يبدو ان "طالبان" ما زالت تحتفظ بمواقع قوية في المناطق القريبة من طاجكستان. ونقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن حرس الحدود الروس المرابطين في تلك المناطق انهم راقبوا معارك استخدمت فيها الدبابات والمدفعية على بعد 500 - 3000 متر من خط الحدود. بوتين و"خلية" الأزمة وفي موسكو عقد الرئيس فلاديمير بوتين اجتماعاً حضره رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف ووزراء الدفاع والأمن والداخلية والخارجية ومسؤولو اجهزة الاستخبارات لدرس الوضع والتطورات المحتملة. وذكر الجنرال الكسندر زدانوفيتش الناطق الرسمي باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالية، ان الولاياتالمتحدة "أصغت الى نصائح ساسة روس" فأرجأت العمليات العسكرية الى حين الحصول على "معلومات استخباراتية دقيقة". وزاد: "اذا تسنى لنا أن نبرد الرؤوس الساخنة في الولاياتالمتحدة ونحملها على التفكير في العواقب، فهذا يعني ان خبرة روسيا لم تذهب سدى". مسؤول اميركي في موسكو وتواصل موسكو مشاورات مكثفة مع الأميركيين، ووصل اليها فجأة أمس وكيل وزارة الخارجية الأميركية جون بولتون، الذي ناقش مع نظيره الروسي غيورغي محمدوف المستجدات، ودرسا "اقتراحات محددة لانشاء بنية جديدة للعلاقات الاستراتيجية" بين روسياوالولاياتالمتحدة. ولم تتضح طبيعة هذه "الاقتراحات" لكن مراقبين يرون أنها قد تصبح جزءاً من "مكافآت" تدفعها واشنطنلموسكو. وأسفرت محادثات اجراها وفدان من البلدين، عن اتفاق مهم في شأن التحضير لانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية. وأعلن رئيس الوفد الأميركي روبرت زيليك ان بلاده "ستنظر ايجاباً" في تغيير تصنيفها لاقتصاد روسيا، من كونه "انتقالياً" الى اعتباره "اقتصاد سوق"، مما يفتح أمام موسكو أبواب المنظمة. لكن زيليك رفض اعتبار ذلك "ثمناً" للمواقف السياسية لروسيا، والتي اعقبت التفجيرات في واشنطن ونيويورك.