} سادت المدن الشيشانية أجواء قلق على رغم تأكيدات موسكو، عدم نيتها القيام بعمليات عسكرية واسعة النطاق. وفيما تجاهل المقاتلون الشيشان الانذار الذي وجهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لاحت آمال حول بدء حوار مباشر بين المركز الفيديرالي والقيادة الشيشانية للمرة الأولى منذ اشتعال الحرب. انتهت أمس المهلة التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون تقدم يذكر، اذ لم يتجاوز عدد المستسلمين سبعة أشخاص في كل المناطق الشيشانية وكان القلق خيم على المدن والقرى الشيشانية تحسباً لعمليات عسكرية واسعة النطاق مع انتهاء المهلة. وفي محاولة لتهدئة المخاوف أكد الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان دعوة بوتين "تحمل طابعاً سياسياً ولا تعد انذاراً"، مشيراً الى عدم وجود نيات لدى موسكو للقيام بعمليات واسعة النطاق. ولاحظ المراقبون التباين بين تصريحات السياسيين والعسكريين الروس. فمن جهته أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ان "امام المجرمين فرصة أخيرة" قبل أن تتصاعد وتيرة "العمليات المركزة والدقيقة" والتي ستكون "حاسمة وهجومية". وعلى رغم ذلك، لاحت أمس آمال في موسكو للمباشرة في مفاوضات ستكون الأولى التي تجرى في شكل مباشر بين موسكو والمقاتلين الشيشان منذ بدء الحرب القوقازية الثانية. ولم يستبعد العضو الشيشاني في البرلمان الروسي أصلان بيك اصلاخانوف ان يلتقي ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيديرالية الجنوبية فيكتور كازاتشيف مع أحمد زاكايف الذي عينه الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف مندوباً عنه الى المفاوضات. وشدد اصلاخانوف على ضرورة ان يحصل الشيشانيون على ضمانات بعدم اعتقال زاكايف وان "لا يختفي عقب اللقاء مباشرة". وشدد على ضرورة ان تضع السلطات "آلية واقعية" تضمن امن وسلامة المقاتلين الراغبين في العودة الى الحياة المدنية، مشيراً الى ان هذا شرط لنجاح المحادثات. وعلى رغم رفض موسكو اطلاق تسمية محادثات أو مفاوضات على أي لقاء محتمل مع ممثلي مسخادوف، وتشديدها على أن الحديث سيدور حول إلقاء السلاح من دون شروط، إلا ان عدداً من مسؤولي الحلف الشيشاني في المركز الفيديرالي لم يخفوا آمالهم في ان يؤدي اللقاء المحتمل الى "حل وسط" ينهي الحرب. وذكر رئيس ادارة شؤون الشيشان في الداخلية الروسية احمد دوكايف ان مجرد حدوث اللقاء يعد تطوراً ايجابياً، وأشار الى ضرورة عدم استباق الأحداث وانتظار ما يمكن ان يسفر عنه. الى ذلك، دخلت واشنطن الى مسرح الأحداث بعدما أعلنت أول من أمس ترحيبها بما وصفته "المبادرة الروسية لوقف الحرب". وذكر الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر انه يتوجب على القيادة الشيشانية "قطع صلاتها فوراً مع الارهاب الدولي"، وأبدت موسكو أمس ترحيبها بتصريحات الناطق الاميركي. وذكر ناطق باسم الكرملين ان العالم "بدأ يتفهم مخاطر تصاعد الارهاب في الشيشان". وأشار الى "اتصالات مستمرة بين المقاتلين والمرتزقة العرب من جهة وأسامة بن لادن من جهة أخرى".