وصف الرئيس محمد خاتمي الارهاب بأنه "خطر يهدد البشرية"، فيما استبعدت ايران تعرضها لضربة عسكرية على خلفية الهجمات الانتحارية في نيويورك وواشنطن، لكنها لوحت بأنها سترد "بكامل قوتها" في حال تعرضها لاعتداء. وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الايرانية ل"الحياة": "قواتنا المسلحة مستعدة لمواجهة احتمالات المرحلة المقبلة، وسط التوقعات بحملة عسكرية اميركية ضد افغانستان". وعن احتمال ضرب اسرائيل ايران ومنشآتها النووية قال المسؤول ان "مثل هذا العمل سيكون خطأ كبيراً جداً، ويستبعد ان ترتكبه اسرائيل، ولكن اذا تعرضت ايران لأي ضربة، سترد بكل قوتها". وزاد ان "الرأي العام العالمي لا يمكنه القبول بذلك، وليست هناك أدلة على احتمال حصول مثل هذا الاعتداء". وأشار الى ان قلق طهران ينصب على "ما يمكن ان يتعرض له الشعب الافغاني من مصائب جديدة، بعد معاناته الطويلة". وكانت طهران كثفت اتصالاتها الديبلوماسية مع عدد كبير من الدول الأوروبية والاسلامية وروسيا، في اطار معارضتها اي عمل عسكري أميركي في المنطقة، ودعوتها الى تعاون لمكافحة الارهاب تحت مظلة الاممالمتحدة. وتعتبر قضية اللاجئين الافغان، وموجة النزوح المتوقعة من افغانستان الى ايران، من القضايا التي تقلق طهران، علماً ان اعداداً كبيرة من هؤلاء نزحت الى الشريط الفاصل بين البلدين، حيث الحدود مقفلة لمنع وصول اللاجئين الى الأراضي الايرانية. وعلى رغم ذلك استطاع خمسة آلاف منهم الوصول الى مدينة "زابل" الايرانية، وهو ما أكده نواب محافظة خراسان. وقالت مصادر وزارة الداخلية الايرانية ل"الحياة" ان الوزارة اتخذت تدابير في محافظتي "خراسان" و"سيستان وبلوجستان" الحدوديتين لإيواء المهاجرين الافغان في شريط حدودي داخل الأراضي الافغانية، وتقديم المساعدات الانسانية اليهم من دون السماح بدخولهم ايران، التي ستستضيف اكثر من مليون ونصف مليون لاجئ. وهؤلاء هربوا اليها بسبب الأزمات والحروب المتكررة في افغانستان خلال السنوات الأخيرة. خاتمي - بلير الى ذلك، أكد الرئيس خاتمي لرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير ضرورة اتخاذ تدابير في اطار "الإرادة الدولية" لمواجهة "جذور الارهاب وظواهره"، محذراً من "اي خطوة متسرعة وعنيفة". ورأى ان ما حصل في الولاياتالمتحدة يؤكد ان "ليس هناك أي مكان بمنأى عن خطر الارهاب الأعمى" الذي "يهدد البشرية بأجمعها". وجاءت رسالة خاتمي رداً على رسالة من بلير تلقاها الخميس الماضي، تدعو الرئيس الايراني الى دور فاعل لمنع "مواجهة بين الأديان والحضارات". ورأى مراقبون في الرسالة البريطانية تعبيراً عن وجهة النظر الاميركية الساعية الى ادخال طهران في تحالف دولي لمكافحة الارهاب. وحذر خاتمي من ان "ردود الفعل الانفعالية المتسرعة، والمتسمة بالعنف ستساعد الارهابيين في الوصول الى أهدافهم". ونبه الى ان "زيادة تأزيم الوضع وتعميمه على العالم لن تكون في مصلحة اي حكومة أو أي شعب"، محذراً من "الانتقام والتسرع". واللافت ان بعض كبار مراجع التقليد الديني في ايران دان الهجمات في اميركا، وقال آية الله مكارم الشيرازي ان "الارهاب مدان بكل أشكاله، ومرفوض من الاسلام".