طهران، واشنطن، الفاتيكان - أ ف ب، رويترز - أعرب رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى البرلمان الإيراني الإصلاحي محسن مردمادي عن تأييده فتح حوار مع الولاياتالمتحدة، فيما أكد مسؤول أميركي أن واشنطن تريد استخدام الأراضي الإيرانية لنقل مساعدات إلى الأفغان مباشرة، وان طهران أبدت "حماسة" في قبول الطلب. وخلال مؤتمر صحافي عقده مردمادي ليل الخميس، أوضح المسؤول الإيراني أن تأييد إيران ائتلافاً مناهضاً للإرهاب برعاية الأممالمتحدة لا يمنع اجراء "اتصالات" وفتح "حوار" مع ائتلاف تقوده الولاياتالمتحدة. وأضاف: "علينا في نهاية المطاف أن نتحاور"، مضيفاً ان لبلاده "مصالح مشتركة مع التحالف الذي شكل". وتابع ان حواراً مماثلاً يمكن أن يساعد في تسوية مسألة العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على إيران. وكانت إيران التي لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة منذ 21 سنة، دانت اعتداءات أيلول سبتمبر في واشنطن ونيويورك، لكنها رفضت الانضمام إلى تحالف ضد الإرهاب تقوده أميركا. وفي واشنطن، أعلن مسؤول رفيع المستوى ليل الخميس أن الولاياتالمتحدة تريد استخدام الأراضي الإيرانية للمرة الأولى، لتنقل مباشرة مساعدة مخصصة للأفغان. وقال مدير الوكالة العامة للمساعدة الأميركية اندرو ناتسيوس إن "الإيرانيين متحمسون. تم الاتصال بهم عن طريق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة وأجابوا: بالتأكيد، استخدموا أراضينا". وأعلن ناتسيوس ان المساعدة الأميركية كانت نقلت في الماضي عبر إيران باتجاه دول متاخمة لأفغانستان، لكنها المرة الأولى التي ستمر فيها هذه المساعدة الآن مباشرة عبر الأراضي الإيرانية باتجاه أفغانستان. وأضاف المسؤول الأميركي ان ذلك يشكل جزءاً من خطة أوسع لتخزين المساعدات الغذائية في كل الدول المجاورة لأفغانستان، بغية تفادي الاحتفاظ بالمخزون داخل البلد ذاته لأسباب أمنية. ولفت إلى قلق طهران من رؤية الوضع الإنساني في أفغانستان يتسبب في تدفق اللاجئين، في حين تؤوي إيران الآن حوالى 5.1 مليون لاجئ أفغاني. وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أعلن الخميس زيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية للشعب واللاجئين الأفغان، قيمتها 320 مليون دولار، لاستيعاب الانعكاسات المحتملة لتدخل عسكري ضد نظام "طالبان" الحاكم في كابول. وفي سياق الاتصالات التي يجريها الرئيس محمد خاتمي للبحث في تداعيات الهجمات في أميركا، قال ناطق باسم الفاتيكان أول من أمس إن الرئيس الإيراني تحدث هاتفياً مع البابا يوحنا بولس الثاني لمناقشة تلك الهجمات، مؤكداً الحاجة إلى "السلام والعدل في العالم". وشدد الجانبان على "أهمية الحوار وضرورته كوسيلة تعاون لبناء عالم عادل وسلمي". وأمس أكد مسؤول إيراني أن بلاده لم تتلقَ من الولاياتالمتحدة "أي دليل" على تورط أسامة بن لادن باعتداءات 11 أيلول. ونقلت صحيفة "همشهري" عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قوله إن "الولاياتالمتحدة لم تقدم حتى الآن أي دليل لإيران". وسئل عن اتصالات بهذا الصدد بين إيران والدول التي تتهم ابن لادن، فرفض التحدث عن هذا الموضوع. وتلقت إيران رسالة من واشنطن بعد الاعتداءات عبر السفارة السويسرية في طهران، والتي تمثل المصالح الأميركية، وأعلنت الحكومة الإيرانية آنذاك ان الرسالة لم تكن تتضمن سوى شكر الولاياتالمتحدةلطهران اثر ادانتها الاعتداءات. وقالت مصادر ديبلوماسية إن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عرض على المسؤولين خلال زيارته الأخيرة طهران "أدلة" على تورط ابن لادن بالهجمات في أميركا. وعن رد فعل إيران على القرار 1373 الذي أصدره مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، قال آصفي إن "وزارة الخارجية تدرس الموضوع".