أناقتها ذات طابع خاص تنبع من دقة اختيارها لما يناسبها ويناسب اطلالتها على الجمهور. وربما يعود ذلك بحسب البعض الى السنوات الست التي قضتها في مجال عرض الأزياء قبل أن تطل علينا من خلال تقديم البرامج على شاشة الOrbit. اطلالتها المميزة والجدية في العمل، كما تقول، جعلتا وطأة الصدمة عند الجمهور أخف بعد انتقالها من عرض الأزياء الى التلفزيون. في هذا الحوار مع "الحياة" تتحدث "ريتا حرب" عن تجربتها في تقديم البرامج: كيف انتقلت من عرض الأزياء الى تقديم البرامج؟ - بدأت القصة في ايطاليا، بعد قبولي في محطة الOrbit لربط البرامج وذلك قبل افتتاح مكتب بيروت. وبعد أربعة أشهر من التمارين في روما، قررت العودة الى الوطن لعدم رغبتي العيش في الخارج، فتزوجت وبقيت في مجال عرض الأزياء، كذلك قدمت الفوازير لمحطة الART. بعد سنة ونصف السنة على افتتاح الOrbit في لبنان طلب مني المخرج نيكولا صباغة تقديم برنامج "سهار بعد سهار" على قناة "Orbit الثانية". وشجعني كثيراً على ذلك اذ كان الخوف ينتابني، وما سهّل الأمور أكثر، معرفتي المسبقة بفريق العمل. وبعد ستة أشهر من التمارين بدأت تقديم البرنامج، واليوم نقوم بلقاء نجوم من أهل الفن. وأشارك في تقديم برنامج "عيون بيروت" المكوّن من مجموعة من المذيعين وهو برنامج منوع مباشر على الهواء. وأيضاً أقوم بإعداد وتقديم برنامج "أزياء". في رأيك ما الذي دفع محطة الOrbit الى اشراكك في أكثر من برنامج؟ - ثقتها بي. ولولا هذه الثقة لما كنت لا أزال هنا ولما أسند إليّ أكثر من برنامج. وأنا أحترم بشدة إدارة الOrbit التي تتميز بحسن الادارة، وأعتقد انني كنت على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي. فأنا أعطي من كل قلبي وأراجع نفسي كثيراً. القراءة أولاً كيف تعملين على نفسك قبل الظهور على الشاشة؟ - أنا أهتم كثيراً بالقراءة وأحاول دوماً زيادة معلوماتي والاطلاع على كل ما يدور حولي من أحداث. وأعتقد ان المرء الذي يحب عمله ويعطي من قلبه والذي لا يحسب حساباً لعامل الوقت وساعات العمل مهما طالت هو الذي يبرع في عمله. وأنا لا مشكلة لديّ في ذلك. ما زلت اليوم في بداية الطريق ولا بد من الوقوع في بعض الأخطاء لكنني أؤمن بأن من لديه الارادة للتقدم الى الأمام لا بدّ من أن يصل الى حيث يريد. هل سهّل عملك سابقاً في مجال عرض الأزياء دخولك التلفزيون أم صعّبه؟ - لقد سهّل عرض الأزياء دخولي التلفزيون وصعّبه في آن معاً. فمن جهة، سهّل الأمر عليّ بفعل وجودي في الأضواء وهنا لا بدّ من ان أشير الى ان الOrbit لم تخترني على أساس كوني عارضة أزياء بل كما ذكرت في البداية كان لي تجربة معهم في روما. من جهة أخرى صعّب عرض الأزياء دخولي التلفزيون وتقديم البرامج، إذ بعد وجودي نحو ست سنوات في أجواء العروض والاعلانات لم يكن من السهل على الناس تقبل الأمر، خصوصاً بوجود فكرة راسخة عند البعض ان هناك تعدياً من الكثيرات من عارضات الأزياء على الإعلام، علماً انني لا أعتبر الأمر كذلك. ففي مختلف دول العالم يتنقّل من هم تحت الأضواء أو الذين هم في جوّ التلفزيون والفن من مجال الى آخر من دون عيب. وإذا أخذنا مثلاً العارضات العالميات الشهيرات اللواتي كان لهن تجارب في التمثيل وتقديم البرامج أمثال "سيندي كراوفرد" و"كلوديا شيفر" فلماذا لم يعتبر أحد ذلك تعدياً؟ وهنا لا بدّ من أن نطرح علامات الاستفهام. إذ ليس من الضروري ان تكون كل عارضة أزياء في المكان غير المناسب عندما تقوم بتقديم البرامج. فلماذا لا تخوض هذه التجربة إذا كانت تتمتع بالمؤهلات والمواصفات اللازمة وتملك موهبة معينة؟ كما اعتبر ان فرص العمل متاحة للجميع ولا أحد يأخذ شيئاً من درب أحد. فالجيّد هو الذي يصمد في النهاية. أما على الصعيد الشخصي، فأعتبر ان وطأة الصدمة على المشاهدين بعد انتقالي الى تقديم البرامج كانت أخف، وألمس ذلك من خلال تعليقات بعض من أصادفهم فيظهرون لي كل اعجاب وهذا أمر مشجع جداً. تخفيف ما هو العامل الذي خفف من وطأة الصدمة التي ذكرتها في رأيك؟ - طلتي على الشاشة، لا مبالغة فيها اطلاقاً، إذ لا أطلّ لأقدم عرضاً ما. بل هي طلة رصينة، عفوية، ضمن حدود معينة، فلا أنسى نفسي على الهواء ولا أتلفظ بما يصدم المشاهد. وأعتقد ان الناس قدروا ذلك. من هنا عندما التقي بهم أسمع أصداء ايجابية. كيف تتعاملين مع الانتقادات التي توجّه اليك؟ - بالطبع لا بدّ من تقبل الملاحظات البنّاءة. فإدارة الOrbit، حريصة على ذلك. فهم أول من يقوم بمحاسبة المذيع إذا أخطأ وذلك لحثّه على التقدم والتطور وعدم الوقوع في الخطأ ثانية. وهو أمر لمصلحة كل شخص يريد التقدم في عمله. ولكن من جهة أخرى، غالباً ما نرى تعدي بعض المجلات الفاضح علينا. فهم ينتقدون لمجرد الانتقاد وكل هدفهم تحطيم الآخر. وفي هذه الحال لا اكترث لهم كي لا أعطيهم أهمية لا يستحقونها. كيف تصفين علاقتك بالصحافة؟ - بشكل عام علاقتي مع الصحافة جيدة. فأنا بطبعي لست هجومية. علماً ان المسؤولية اليوم باتت أكبر، والإدارة هي التي تراجع الأمور كلها. ما هو الأمر الذي أزعجك في الوسط الاعلامي؟ - قبل الدخول الى عالم التلفزيون، كنت أسمع بالأجواء الملبدة في الوسط الإعلامي وبين العاملين في الشاشة أنفسهم. ولكن بعد تجربتي في الOrbit لم أواجه أبداً شيئاً من هذا القبيل. فالجوّ هنا عائلي، محبب وتربطنا كمذيعين ومذيعات صداقة كبرى. فنحن نؤلف عائلة واحدة، إذ لا وجود للحسد والغيرة والنفور بيننا، بل العكس تماماً. وأرى الفضل الكبير هنا للمخرج "نيكولا صباغة"، والذي يركز دائماً في الاجتماعات التي نعقدها على هذه الأمور، ويعطينا رؤوس أقلام لا يجب تخطيها. من هنا، من لا يستطيع ان يجاري التيار ويصمد، يترك من تلقاء ذاته. أما أنا فمرتاحة جداً في عملي هذا. ما هي مشاريعك المستقبلية؟ - طموحي كبير جداً على صعيد التلفزيون، لكنني حالياً أقوم بالتحضير لبرنامج "محليات"، وهذا برنامج اسبوعي يتناوب على تقديمه أكثر من مذيع ويقدم مرة من بيروت وأخرى من القاهرة. يتضمن تحقيقات تهمّ المشاهد لمدة ساعة من الوقت. اخترت لتحقيقي الأول موضوع الهجرة من لبنان لأنه قضية الساعة، فأقوم حالياً بأبحاث مكثفة وأجري المقابلات مع شخصيات مرموقة في لبنان. وأعتقد أنه خطوة مهمة بالنسبة إليّ كونه من اعدادي وتقديمي وآمل أن تكون أصداؤه ايجابية.