قبل ثلاثة أعوام كانت ريتا حرب تحاكي الكاميرا بقوامها الرشيق وجمال وجهها كعارضة أزياء، وبعدما خاضت المجال الإعلامي في محطة "أوربت" صارت تحاكيها صوتاً وصورة: وبرزت مقدمة تختزن ثقافة واطلاعاً وتمتلك خامة اعلامية مميزة تظهر جلياً في حواراتها مع ضيوفها في برامج "عيون بيروت" و"أزياء" و"سهار بعد سهار". تتميز حرب الى الجمال والثقافة بتواضع لافت، ولا تلبث تردّد انها "في بداية الطريق، ولا يزال أمامي الكثير للتعلم". وتعترف أن الجمال يؤدي دوراً مهماً في نجاح المقدمة، "لأن الناس يحبّون مشاهدة الوجه الجميل، لكن الجمال وحده لا يكفي، ان لم يقترن بالثقافة". وتتابع مازحة "من الصعب الاعتماد على الجمال عند استقبال ضيفٍ يتميز باجاباته القصيرة، بل تحتاج المقدمة عندها الى السرعة في ابتكار الأسئلة، والى الاستطراد، لذا أجد ان التوازن بين الجمال والذكاء أمر ضروري". تقديم حرب في "عيون بيروت" الجريدة التلفزيونية اليومية المنوّعة بمواضيعها وضيوفها، يلزمها الإطّلاع الدائم على الصحف اليومية والمجلات الصادرة، سواء كانت سياسية أم فنية أم ثقافية. وعما تعتمده أكثر الإعداد أم ابتكارها الشخصي؟ تقول "ان الإعداد مهم، ولكن مهما كان المعد كفيّاً، لا بد من أن يحصل بعض التكرار في مقابلاتٍ معينة، من هنا ينبغي للمقدّم ان يعيد صوغ السؤال بأسلوبه الخاص. شخصياً، أطرح أسئلتي الخاصة في الموضوع الذي ألمّ به جيداً، وتساعدني اجابات الضيف واتصالات المشاهدين على الاستطراد وطرح مواضيع جديدة". ترفض حرب مقولة ان المقدّم الذي لا يعدّ يبقى تقديمه باهتاً. وتقول "لا اعتقد ان الأمر صحيح، قلائل هم المقدمون الذين يعدّون حلقاتهم. يكفي أن يملك المقدم خلفية ثقافية لئلا يكون تقديمه باهتاً، إلا إذا راح يتلو الأسئلة كالتلميذ الذي يتلو درسه". بعدما دخلت حرب ميدان الإعلام المرئي مصادفة وبناءً على عرضٍ قدمه اليها المخرج نقولا صبّاغة، وبعدما كانت مترددة في البداية إذ لم تعتد عيون الكاميرا الجدية، تبدو اليوم واثقة جداً من نفسها وتطمح الى التقدم في عملها وخوض المجال السياسي ومقابلة شخصيات سياسية عربية وعالمية. "أحب مقابلة شخصيتين متناقضتين وعرض ما تقولانه، كل على حدة، ورصد ردود فعل الناس".