أعرب مختلف الهيئات الاسلامية في المانيا عن ارتياحه ازاء موقف المسؤولين الالمان وممثلي الاحزاب السياسية والكنيسة والتنظيمات الاجتماعية الذين سارعوا جميعاً الى مواجهة الحملات على الاسلام والعرب والتي ظهرت في الولاياتالمتحدة ودول اخرى بعد الهجمات الانتحارية في نيويورك وواشنطن والتحذير من مغبة تحميل الاسلام والعرب وزر ما قامت به مجموعة قليلة من الارهابيين. وباستثناء بعض التحرشات التي حصلت في الايام الاولى في حق مسلمات محجّبات في الاماكن العامة وتلقي عدد من الهيئات الاسلامية مثل المجلس الاعلى للمسلمين في المانيا رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني او عبر الهاتف، لم تشهد برلينوالولايات الالمانية ردود فعل عنصرية تجاه المسلمين الذين يقدّر عددهم ب3.5 مليون موزعين على الولايات الست عشرة. وتضم برلين العاصمة اكبر تجمع من المسلمين والعرب حيث يصل عددهم الى 225 الفاً. وينشط في المانيا وفي برلين عدد غير قليل من الاحزاب والتنظيمات والمجموعات اليمينية المتطرفة والنازية الجديدة التي لم تخف في الماضي القريب والبعيد العداء العنصري تجاه الاجانب، عموماً والمسلمين خصوصاً. وسقط ضحية هذا العداء المقيت في السنوات الاخيرة عدد غير قليل من الافارقة والاتراك والعرب، ومن لم يُقتل منهم اصيب بجروح اقعدته مدى الحياة. ولا بد من تسجيل انه حتى كبار المسؤولين الالمان تصدّوا مباشرة لمحاولات من اليمين المتطرّف وغيره تحميل المسلمين والعرب في البلاد مسؤولية الارهاب الذي وقع في الولاياتالمتحدة وتفجير الكراهية ضدهم لدى الرأي العام الالماني، خصوصاً ان بين الضحايا عدداً غير قليل من الالمان ايضاً. وفي سلسلة من التصريحات في مختلف وسائل الاعلام على مدى الايام الماضية جدّد المستشار الاتحادي غيرهارد شرودر اول من امس امام البرلمان الاتحادي ان "الارهاب لا دين له" وان ما حدث في اميركا لا علاقة له بالدين مديناً محاولات افتعال نزاع بين الاديان والثقافات". وقال وسط تصفيق النواب من مختلف الكتل النيابية: "لن نقود حرباً ضد الاسلام، وانما ضد الارهاب الدولي".