في فصل جديد من المنافسة الشرسة مع شركة "بالم" للأجهزة المحمولة باليد، أطلقت شركة مايكروسوفت برنامج "مارلين" المعدّ خصيصاً لتطوير أداء هذا النوع من الأجهزة. واستوحت الشركة هذا الاسم غير الرسمي من الممثلة "مارلين مونرو" الرمز الأبرز في سينما الإغراء والجنس والفاتنة التي أغرى جسدها وابتسامتها رجال العالم كافة. هل ينجح "مارلين" في هذا الإغواء، وهل يستميل جمهور مستعملي كومبيوتر اليد في العالم كله؟ ابتدأت المنافسة بين "بالم" و"مايكروسوفت" في أواخر التسعينات حين اطلقت مايكروسوفت اول برامجها لكومبيوتر اليد، لكنه لم ينجح في وقف اندفاعة "بالم" التي كانت سبّاقة في ابتكار اول جهاز كومبيوتر يد في العالم. وأصاب برنامج "ويندوز سي ثري" Win C3 نجاحاً ضئيلاً. وفي الحالين كلتيهما، انتقد كثيرون برامج مايكروسوفت لأجهزة اليد باعتبارها مجرد تصغير لبرنامجها الأشهر "ويندوز" الذي يدير 85 في المئة من اجهزة كومبيوتر المكتب. ويرى بعض المراقبين ان البرنامج الناجح في المعلوماتية هو الذي يستلهم المزايا الخاصة لكل نوع من الأجهزة، وبالتالي يلاقي الاحتياجات الفعلية لجمهور مستخدمي ذلك النوع المحدد من الكومبيوترات. وأعلن مسؤولون في مايكروسوفت ان "مارلين"، واسمه الرسمي Pocket PC 2002، جاء من جهود قسم الشركة للأبحاث والتطوير المتخصص في اجهزة اليد، وبعد انفاق 300 مليون دولار على تكنولوجيا الأجهزة الخلوية والأنواع المحمولة يدوياً. والمعلوم ان شركة "بالم" تنتج كومبيوتر يد يحتوي على برامج جاهزة من اعداد الشركة عينها. ولا تنتج مايكروسوفت اجهزة يد، لكنها ستُركّب برامجها على منتوجيّ شركتي كومباك وهيولييت باكارد، وهما IPAQ وJornada. ونجحت بالم في حوز ثمانين في المئة من سوق كومبيوتر اليد في العالم، وهو وضع احتكار مماثل لسيطرة مايكروسوفت على برامج التشغيل في السوق الدولية. إذاً، يدور صراع عمالقة معولمة على امتلاك كومبيوتر اليد الصغير! وزوّدت مايكروسوفت "مارلين" ب"مفاتن" جديدة عدة مثل القدرة على الاتصال مع كومبيوتر المكتب وتشغيله عن بعد، وإدماج برامج الميديا متعددة الوسائط، وبرامج متطوّرة للإبحار على الإنترنت ولاكتشاف الفيروسات، وما إلى ذلك. وثمة مشكلة في الأسعار، إذ يتوقع ان ترتفع كلفة كومبيوتر اليد الذي تزوده مايكروسوفت ب"مارلين" الى نحو خمسمئة دولار.