تصاعدت الردود بين الأطراف المتنازعة في حزب الكتائب اللبنانية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في الرابع من تشرين الاول اكتوبر المقبل. وبعد اتهام الرئيس أمين الجميّل ورئىس الحزب السابق ايلي كرامة، قيادة الحزب الحالية "بمصادرة قرار القاعدة ودعوتهما الى مقاطعة الانتخابات"، رد النائب الثاني لرئىس الحزب وأبرز المرشحين لرئاسته كريم بقرادوني باتهام الجميّل "بأنه صاحب تفكير تقسيمي يهدد الكيان والتعايش والوطن". وأكد بقرادوني في مؤتمر صحافي عقده أمس في بيت الكتائب الصيفي، "ان الكتائب ليست حزب الدولة بل هي حزب داعم للدولة، ونحن نتمسك بالدولة من دون ان تمسكنا الدولة، ونعلن جهاراً اننا لسنا مع المقاطعة ولا مع الاقطاع ولا مع تصريف الكتائب في سوق القطع ولا مع سوق الكتائبيين كالقطيع". وذكّر بقرادوني الجميّل بأن "نظام الحزب منذ العام 1936 حتى العام 1986 كان نظام تعيين بالكامل"، وان الحزب بقيادة الراحل الدكتور جورج سعادة "قاد عملية نقل الحزب من نظام التعيين الى نظام الانتخاب عبر جرعات متلاحقة من الديموقراطية". وشرح مجدداً التعيينات التي أجريت أخيراً لملء الشغور الحاصل في الهيئة الناخبة، مشيراً الى "انها ركزت على خمسة اصوات انتخابية من اصل 103 اصوات تتشكل منها الهيئة الناخبة"، معتبراً "ان الجميّل تعوّد الخلافة السهلة على الانتخابات الصعبة". وأوضح ان تقريب موعد الانتخابات جاء "نزولاً عند رغبة كتائبيين كثر من بينهم الرئىس الجميّل الذي سعى منذ عودته الى لبنان وفي لقاءات كثيرة مع القيادة الكتائبية، الى تقصير ولاية رئىس الحزب والمكتب السياسي وتقريب موعد الانتخابات فأين المهزلة؟ ومن المؤسف ان يقلب الرئىس الجميّل الادوار فيظهر بمظهر الساعي على الدوام الى التوافق معنا في حين اننا عملنا دائماً على الخصام معه". وأشار الى "ان ثمانية من اصل 12 عضواً في المكتب السياسي كانوا يؤيدون الجميّل، لم يوافقوا على مبدأ المقاطعة وهم في صدد اعادة حساباتهم في شأن المشاركة في الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً"، موضحاً ان الجميّل "لم يوافق ابداً على رئيس توافقي وكان يصر على مبدأ: أنا أو لا أحد، وهو الذي أوقف مفاوضات التوافق عندما تبين له انها تسير في اتجاه رئىس توافقي غيره". ولمح بقرادوني رداً على اسئلة الصحافيين الى ملف "مروحيات البوما" في عهد الرئىس الجميّل قائلاً: "ان الجميل يمكن ان يمثل امام القضاء في اي وقت"، داعياً الى عدم الحديث في هذا الملف، مشيراً الى ان الدعوى التي واجهها شخصياً على علاقة بممارسة المهنة ولكوني دافعت عن الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية وليس بسبب ما قيل عن علاقة مع اسرائىل.