تخيم على حزب الكتائب اللبناني اجواء متشنجة غداة قرار مكتبه السياسي، الذي اجتمع مساء أول من امس، تحديد موعد مبكر لانتخابات الرئاسة 4 تشرين الأول/اكتوبر المقبل في ظل مقاطعة 12 عضواً، بعدما تأمّن النصاب بواسطة 14 13"1. ولم تظهر حتى الآن اي بوادر للتوصل الى حل توافقي يجنب الحزب المزيد من الخضات التي عاشها في الآونة الأخيرة. وإذ بدت المعركة المحتملة انها بين الصيفي مقر الحزب المركزي وبكفيا مسقط آل الجميل مؤسسي الحزب خصوصاً أن التعيينات التي اقرها المكتب السياسي في بعض المراكز الشاغرة للانضمام الى الهيئة الناخبة جاءت غير ممثلة للرئيس السابق امين الجميل، فإن اسلحة المعركة متنوعة ما يترك الأطراف على مستوى متساوٍ من القلق. وكان المقاطعون للاجتماع برروا خطوتهم بأنه "يتنافى مع المساعي الوفاقية التي تقوم بها لجنة الاتصال التي شكلها المكتب السياسي لهذا الغرض ولأن الدعوة له في شكلها ومضمونها جاءت مخالفة لأبسط الأصول الديموقراطية والروح الرفاقية"، في حين اعترف رئيس الحزب منير الحاج امام المجتمعين "أن فكرة تقريب موعد الانتخابات والخطوات المطلوبة لذلك مهمة لم تكن سهلة، لأن الحسابات الانتخابية لم تكن غائبة عنها"، واصفاً الاقتراحات بالتعيينات التي تمت بناء لعملية توافقية مع الأمانة العامة "محاولة رصينة لحسم صراع يمزق ويدمر". النائب الأول لرئيس الحزب رشاد سلامة يعتبر نفسه في دائرة من يقع عليهم الاختيار للرئاسة في حال اخذت التطورات منحى توافقياً، إذا استُبعد النائب الثاني لرئيس الحزب كريم بقرادوني الذي يتوافق عليه معارضو الجميل، فالأخير يخوض حملة ضده لقربه من العهد ولأنه أرمني. ودافع سلامة عن قرارات قيادة الحزب "لأنها تناسب رؤيتها الحالية لمعركة الرئاسة خصوصاً أن الحزب يعيش حال انقسام وتشرذم غيبته عن الحياة السياسية علماً أنه كان شريكاً أساسياً فيها". وقال ل"الحياة" ان "غياب الأحزاب الممثلة للمسيحيين في الآونة الأخيرة خصوصاً تلك التي تمثل الانفتاح والاعتدال في النهج والخطاب يفترض حضور الكتائب الذي لا يزال مناصروه ومحازبوه موجودين لكن ليس في مكان واحد". ويعتقد سلامة ان العدد ليس مهماً، مع اشارته الى قبول عضوية 150 شاباً في صفوف الحزب في اجتماع اول من امس، بقدر ما هو مهم الوزن السياسي والدور الذي يستطيع حزب الكتائب استرجاعه. ولا يعتقد سلامة ان ما حصل هو التفاف على الجميل لإبعاده عن الحزب لأن "آل الجميل شركاء أساسيون على مستوى الحضور الكتائبي لكن ما نقاومه خطاباً قيل وقد لا يكون الجميل نفسه قاله إنه من غير المسموح ان يكون رئيس الحزب غير امين الجميل".