السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    هل ينهض طائر الفينيق    التعاون يتغلّب على الخالدية البحريني بثنائية في دوري أبطال آسيا 2    «الكوري» ظلم الهلال    «فار مكسور»    أمير تبوك يستقبل رئيس واعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمانة القصيم تنجح في التعامل مع الحالة المطرية التي مرت المنطقة    شخصنة المواقف    النوم المبكر مواجهة للأمراض    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    الموارد البشرية توقّع مذكرة لتأهيل الكوادر الوطنية    الفيحاء يواجه العروبة.. والأخدود يستقبل الخلود.. والرياض يحل ضيفاً على الفتح    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    نيمار يقترب ومالكوم يعود    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    نور الرياض يضيء سماء العاصمة    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    التويجري: السعودية تُنفّذ إصلاحات نوعية عززت مبادئها الراسخة في إقامة العدل والمساواة    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «مساعد وزير الاستثمار» : إصلاحات غير مسبوقة لجذب الاستثمارات العالمية    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    60 صورة من 20 دولة للفوتوغرافي السعودي محتسب في دبي    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    باحثة روسية تحذر الغرب.. «بوتين سيطبق تهديداته»    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    إشادة أوروبية بالتطور الكبير للمملكة ورؤيتها 2030    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    مشروعات طبية وتعليمية في اليمن والصومال.. تقدير كبير لجهود مركز الملك سلمان وأهدافه النبيلة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هؤلاء هم المرجفون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    نوافذ للحياة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التلوث يطرح مشكلة عالمية . المياه المعبأة تغزو البيوت والمكاتب والدول العربية تستهلك 3 بلايين ليتر سنوياً

89 بليون ليتر من المياه المعبأة تُنتج سنوياً لسوق عالمية تقدر قيمتها ب22 بليون دولار. ويزداد الاستهلاك عالمياً بمعدل 7 في المئة سنوياً. الأوروبيون الغربيون هم المستهلكون الرئيسيون بمعدل 85 ليتراً للفرد في السنة، لكن الأسواق الواعدة حالياً هي في آسيا، حيث تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة الصدارة بمعدل 113 ليتراً للفرد، تليها السعودية 79 ولبنان 77. ويشرب العرب ما معدله 10 ليترات للفرد في السنة.
تمثل المياه المعبأة القطاع الأسرع نمواً في السوق العالمية للمشروبات. ولكن، على رغم ما يقال عن فوائدها الصحية، فهي باهظة الثمن قياساً بمياه الشرب المنزلية التي لا تقل جودة عنها في كثير من الحالات، كما أن لها انعكاسات بيئية خطيرة. فما الذي يدفع المستهلكين إلى شرائها؟ وما مقدار العبء الذي ترتبه على ذوي الدخل المحدود؟ علماً أنها تكون، في أحيان كثيرة، مجرد "مياه حنفية" معبأة في قوارير.
قالت "أم أحمد" التي تقطن حياً شعبياً في دمشق، وهي تحمل "باقة" قوارير، إن المياه تنقطع يومياً في الحي التي تسكنه، وقد نسيت أن تعبئ القوارير للشرب، ولذا اضطرت الى الاستقاء من مكان بعيد. وأضافت أنها أحياناً تشتري الماء من الصهاريج الجوالة. وقالت جارتها وقد حنى ظهرها "وعاء" بلاستيكي كبير: "نحن لا نعرف المياه المعبأة لأنها غالية".
هاتان السيدتان لخصتا مشكلة حيوية في بلدان كثيرة: مياه الشرب النقية والرخيصة غير متوافرة دائماً، والمياه المعبأة النقية متوافرة ولكن القدرة الشرائية لا تتحملها.
في أوروبا تقليد قديم يعود إلى زمن الرومان، هو ارتياد منتجعات المياه المعدنية للاستحمام والشرب لأغراض طبية. ومنذ عقود أدرك أصحاب هذه المنتجعات أنهم يستطيعون تحسين صحة زبائنهم وزيادة أرباحهم في آن، عبر تزويدهم بالمياه في قوارير. وحتى خمسينات القرن العشرين، كانت المياه المعدنية تباع في الصيدليات كمنتج صحي. أما اليوم فهي تباع في محلات السوبرماركت، ويشتريها الناس مستجيبين لحملات إعلانية تركز على الصحة والنحافة واللياقة. وقد تزامنت طفرة المياه المعبأة مع تغيرات جذرية في عادات العمل في البلدان الصناعية. حيث معظم الناس يؤدون أعمالاً مكتبية، وقوارير الماء لا تفارق طاولاتهم، شأنها شأن الكومبيوتر والهاتف. وراجت المياه المعبأة بفعل جهد تسويقي هائل يؤدي دوراً مهماً جداً في توضيح "الفارق" بين أنواع سلعة واحدة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة.
لماذا نشرب مياهاً معبأة؟
يفضل البعض شرب المياه المعبأة لأسباب عدة، منها طعم المواد الكيميائية المضافة إلى مياه الحنفية، وخصوصاً الكلور المستعمل للتنقية. ففي فرنسا يمتنع 39 في المئة من السكان عن شرب مياه الحنفية بسبب طعمها، في مقابل 7 في المئة في الولايات المتحدة. وينشد المستهلكون أيضاً السلامة، سواء في البلدان النامية أو البلدان الصناعية.
والفضائح المائية التي حدثت وتحدث في بلدان كثيرة كان لها أثر كبير على تصرفات المستهلكين، ومنها ما حصل في كندا في أيار مايو 2000 حين أدى تلوث جرثومي لمياه الشرب المنزلية إلى وفاة أشخاص عدة. فقد جرفت الأمطار الغزيرة روث الأبقار الملوث بجراثيم iloc.E الى شبكة مياه مدينة ولكرتون في مقاطعة اونتاريو، التي كانت تفتقر الى الصيانة اللازمة. فكانت النتيجة وفاة سبعة أشخاص ومرض آلاف آخرين، وعاش السكان على المياه المعبأة سبعة أشهر حتى تم تغيير الشبكة القديمة ورفع حظر استعمال المياه العامة الا بعد غليها.
وفي تموز يوليو الماضي أعلنت وزارة الصحة الاسرائيلية أن مياه الشفة في تل أبيب ليست صالحة للاستهلاك بسبب تلوث في مجرى تحويل مياه بحيرة طبريا. وشددت على أنه "يجب عدم استهلاك الماء لاعداد القهوة حتى بعد غليه". فتهافت السكان على شراء قوارير المياه المعبأة. ومنذ مشكلة "تلوث زي" في الأردن صيف 1998 والمواطن الأردني يعتريه الشك بصلاحية المياه التي تصله من محطة زي لمياه الشرب. ويشرب القادرون مادياً المياه المعبأة، في حين يشرب معظم المواطنين المياه الآتية إليهم من سلطة المياه الأردنية، ويتبعون أساليب بسيطة في تنقيتها مثل غليها أو "فلترتها" منزلياً أو تعريضها لأشعة الشمس في أوعية زجاجية شفافة.
صناعة مزدهرة
قدرت دراسة أجراها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة هذه السنة أن الحجم السنوي لأسواق المياه المعبأة في العالم 89 بليون ليتر، تقدر قيمتها ب22 بليون دولار، وتمثل ما معدله 15 ليتراً لكل فرد في العالم في السنة. والأوروبيون الغربيون هم المستهلكون الرئيسيون، إذ يشربون نحو نصف المجموع بمعدل 85 ليتراً للفرد في السنة. ويشرب الإيطاليون مياهاً معبأة أكثر من أي شعب آخر. وفي الولايات المتحدة يشربها 54 في المئة من السكان بانتظام. لكن الأسواق الواعدة حالياً هي في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، اذ بلغ النمو السنوي لهذا القطاع 15 في المئة خلال الفترة 1999-2001.
والاقبال شديد على المياه المعبأة في دول الخليج العربية في شكل خاص، حيث لا يستسيغ كثيرون مياه الشرب التي تنتجها محطات التحلية. وجاء في دراسة أجرتها مؤسسة "زينيث انترناشونال" لحساب الاتحاد الآسيوي للمياه المعبأة AWBA أن هذا القطاع شهد نمواً كبيراً في دول آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامي 1998 و2000 بلغت نسبته 45 في المئة، وبلغ حجم المبيعات 27،25 بليون ليتر عام 2000، أي أكثر من ضعفي مبيعات 1995. وبينما تقتطع المنطقة 23 في المئة من الاستهلاك العالمي، تسجل قيمة المبيعات 15 في المئة فقط من السوق العالمية، ما قيمته 7،4 بليون دولار، بسبب نظام التسعير والضغوط على العملات المحلية ملاحظة: تقديرات زينيث غير تقديرات الصندوق العالمي لحماية الطبيعة. وأظهرت الدراسة أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الخامسة من حيث حجم السوق الآسيوية، بعد الصين وإندونيسيا وتايلاند وتركيا، وقبل كوريا الجنوبية والهند. أما من حيث نسبة الاستهلاك للفرد الواحد، فإن لبنان وخمساً من دول مجلس التعاون الخليجي احتلت المراتب الأولى: الامارات العربية المتحدة 113 ليتراً للفرد، السعودية 79، لبنان 77، تايلاند 73، قطر 62، الكويت 57، البحرين 53. وكانت الكويت والاردن سجلتا 40 في المئة ارتفاعاً في نسبة الاستهلاك عام 2000. وقال مدير الأبحاث والتطوير في "زينيث" غاري روثنبو: "بمعدل 7 ليترات للفرد لا تزال السوق الآسيوية يافعة، ونتوقع أن يتضاعف الاستهلاك الى أكثر من 50 بليون ليتر سنة 2005".
يزداد استهلاك المياه المعبأة عالمياً بمعدل 7 في المئة سنوياً، حتى في البلدان الصناعية اذ يحصل المستهلكون على مياه جيدة النوعية ورخيصة الثمن نسبياً واصلة إلى حنفيات صنابير بيوتهم. ولئن بدت المياه المعبأة متشابهة، فثمة اختلافات كبيرة بينها. فتركيبتها الكيماوية والمعالجات التي تخضع لها تستجيب لمعايير مختلفة يمكن أن تتغير من بلد إلى آخر. وفي أحيان كثيرة، تكون المياه المعبأة مجرد "مياه حنفية" معبأة في قوارير.
يمكن تحديد ثلاثة أنواع رئيسية من المياه المعبأة، هي المياه المعدنية الطبيعية ومياه الينابيع والمياه المكررة. المياه المعدنية الطبيعية تستوفي معايير صارمة، فهي مياه جوفية صحية ميكروبيولوجياً، محمية من أخطار التلوث، مسحوبة من ينبوع عبر مأخذ طبيعي أو مثقوب، فيها مستوى ثابت من المعادن والعناصر النزرة، وهي خام لا تجوز معالجتها أو إضافة أي عناصر خارجية إليها. أما مياه الينابيع المعبأة، فهي أيضاً مياه جوفية محمية من أخطار التلوث، ولا يجوز إخضاعها لأي معالجة إلا ما يرخص به، كالتهوئة، ولا لزوم لأن تكون ذات تركيب معدني ثابت. وأما المياه المكررة، أو المطهرة، فتؤخذ من الأنهار أو البحيرات أو الينابيع، وتعالج بطرق مثل التقطير والتناضح العكسي وإزالة التأين، ويمكن معالجتها كيميائياً لإزالة بعض العناصر. والى هذه الأنواع الرئيسية الثلاثة، يضيف الاتحاد الدولي للمياه المعبأة IBWA أربعة أنواع أخرى هي مياه الآبار الارتوازية، ومياه الشرب البلدية، والمياه الفوارة، ومياه الآبار. ويقدر أن 89 في المئة من المياه المعبأة عالمياً هي مياه مكررة، والبقية هي مياه ينبوعية أو معدنية.
وتشكل تصاميم المستوعبات جزءاً مهماً من نجاح تسويق المياه المعبأة. وأكثر الأنواع رواجاً الآن هي القارورة سعة نصف ليتر المزودة بسدادة مناسبة للرياضيين والتلاميذ، والقارورة سعة ليتر أو 5،1 ليتر المناسبة للاستعمال في المكاتب. وتعمل الشركات على تطوير منتجات جديدة، مثل المياه المنكهة بطعم البرتقال أو الليمون أو النعناع والمياه المعززة بالمعادن والمياه التي تحمل "منافع صحية" محددة. وتتنوع العلامات التجارية أيضاً بابتكار منتجات ثانوية. فقد ابتكرت "إيفيان"، مثلاً، بخّاخة ماء للعناية بالوجه، وكيساً يحفظ برودة قارورة سعة 5،1 ليتر، وقارورة سعة 33،0 ليتر مكيفة لاستقبال حلمة اصطناعية تحولها الى رضّاعة للأطفال.
واستفادت صناعة المياه المعبأة من إلزام وضع ملصقات على قوارير وعلب المشروبات، مما سبب قلقاً لكثير من المستهلكين لدى معرفتهم بما فيها. ويرى الاتحاد الدولي للمياه المعبأة أنه كلما ازدادت معرفة الناس بمحتويات بعض المشروبات ازداد تحولهم إلى المياه المعبأة لخلوها منها.
تأثيرات بيئية
كأي نشاط صناعي، تنطوي صناعة المياه المعبأة على أضرار بيئية. فصنع قوارير المياه وإعادة تدويرها وحرقها عمليات تستهلك كميات كبيرة من المواد الأولية والطاقة وتنتج غازات وجسيمات ومخلفات تلوث الهواء والماء والتربة.
في البداية، لم تكن المياه المعبأة متوافرة إلا في قوارير زجاجية. والزجاج لا يفقد خصائصه لدى إعادة تدويره. ويمكن غسل القوارير الزجاجية وإعادة تعبئتها حوالى 80 مرة. وفي نهاية الستينات، بدأت شركات التعبئة استعمال قوارير مصنوعة من مادة البوليفينيل كلورايد PVC. وفي الثمانينات، بدأ استعمال نوع جديد من البلاستيك هو البوليثيلين تيريفثاليت PET الذي أخذ يحل بالتدريج مكان PVC. فهو أكثر نقاوة، وشفاف جداً حتى ليبدو كالزجاج، ومقاوم للكسر ويسهل التعامل به، وأخف وزناً 20 في المئة. وهو قابل للانضغاط مما يقلل حجم نفاياته، ويمكن إعادة تدويره واعادة تصنيعه وتحويله إلى منتجات مختلفة مثل سجاد البوليستر والأنسجة والألياف المستخدمة في صنع الملابس وصناديق البيض والقوارير الجديدة. وعندما يحترق لا يطلق الكلور في الفضاء، بعكس CVP. وحالياً، نحو 70 في المئة من قوارير المياه المستعملة لتعبئة المياه المعدنية الطبيعية مصنوعة من البلاستيك. ويقدر أن نحو 5،1 مليون طن من البلاستيك تستعمل في أنحاء العالم سنوياً لصنع قوارير المياه. وهذه القوارير هي أكثر كلفة من السائل الذي تحتويه. وقد شاع في السنوات الأخيرة استعمال "دامجانة" سعة 5 غالونات حوالى 19 ليتراً توزع على المنازل والمكاتب، ثم تعاد الى معمل التعبئة حيث تنظف وتعاد تعبئتها. ويوزع 28 في المئة من مياه الشرب المعبأة في العالم من خلال خدمات التسليم إلى المنازل والمكاتب بواسطة الدامجانات.
ولتجارة المياه المعبأة ونقلها حول العالم أثر سلبي على البيئة، خصوصاً من خلال استهلاك الوقود وإطلاق ملوثاته في الجو. 75 في المئة من المياه المعبأة في العالم تنتج وتعبأ وتوزع محلياً، لكن الشركات العالمية يمكنها أن تحد أكثر من الآثار البيئية السلبية الناتجة من نقل ربع الانتاج العالمي الى الخارج، من طريق زيادة الاستثمار في مرافق تعبئة محلية.
وتنص الأنظمة الأوروبية التي صدرت عام 1980 على حماية الينابيع، اذ تنظم فترات استخراج المياه، مما يسمح بتجددها طبيعياً ويحول دون ممارسة ضغط مفرط على الموارد المائية. لكنها لا تشير إلى إجراءات محددة لخفض استعمال المبيدات الزراعية، مثلاً، في الأماكن المحيطة بنقاط استخراج المياه.
ولئن تكن شركات المياه في أوروبا تعبئها في قوارير من البلاستيك قابلة للرد واعادة التعبئة، فجميع قناني المياه تقريباً في البلدان النامية، بما فيها العربية، ترمى بعد الاستعمال، مما يعني هدر الموارد وتلويث البيئة وملء المكبات بالنفايات البلاستيكية.
في لبنان، مثلاً، يقدر الانتاج السنوي للشركات المرخصة التي تنتج عبوات ما بين نصف ليتر وليترين بنحو 9 ملايين صندوق، أي نحو 108 ملايين قنينة مياه. لكن أياً منها لا يعيد تدوير القناني أو يستخدم عبوات من البلاستيك المقوى بالكربون والصالح للرد واعادة التعبئة. حتى شركة "نستله" العملاقة، الاولى عالمياً في سوق المياه المعبأة وصاحبة الخبرات الواسعة في برامج إعادة التعبئة وتدوير العبوات، لا تطبق هذه الخبرات في قناني "صحة" التي اشترت جزءاً كبيراً من أسهمها حديثاً. وتبرر الشركات ذلك بأن عبوات TEP أسهل للتعامل وأقل كلفة، كما أن عملية الاسترجاع تتطلب جهوداً خاصة اضافية والتزاماً بمواصفات صحية مشددة في عمليات الغسل والتعقيم قبل إعادة تعبئة العبوة وبيعها للمستهلك.
أيهما أفضل: القارورة أم الحنفية؟
استنتجت دراسة الصندوق العالمي لحماية الطبيعة أن المياه المعبأة، في بلدان كثيرة، ليست أسلم أو أفضل للصحة من مياه حنفية الشرب حيثما تخضع هذه لرقابة صارمة. وأضافت أن المياه المعبأة، اذا تم انتاجها بحسب الأصول، تفي بغرضها حيث مياه الشرب البلدية معرضة للتلوث. وأكدت أن المياه المعبأة، في أكثر من نصف الحالات التي تقصّتها، هي في جودة المياه البلدية مع اضافة بعض المعادن والأملاح.
في أوروبا، تخضع المياه المعدنية الطبيعية لاختبارات متكررة للحفاظ على جودتها، تجرى في مختبرات داخل الشركات حتى ثلاث مرات في اليوم بالنسبة إلى "إيفيان" وفي مختبرات مستقلة كل شهرين. وتتم مراقبة الخصائص الفيزيوكيميائية والمعايير الجرثومية في المجمعات والخزانات والمعامل وخطوط التعبئة. لكن مياه الحنفيات يتم اختبارها كل يومين، اذ ان الشروط الخاصة بها أكثر صرامة من تلك المنطبقة على المياه المعدنية. فضوابط الجودة الخاصة بمياه الشرب العادية مبنية على 62 معياراً، بينما الضوابط الخاصة بالمياه المعدنية الطبيعية تشمل 26 معياراً فقط.
وفي الولايات المتحدة، تعتبر المياه المعبأة منتجاً غذائياً ويجب أن تستوفي جميع أنظمة مستوعبات السلع الغذائية وجودتها الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء. أما مياه الحنفيات فتعتبر مرفقاً عاماً ويجب أن تستوفي مقاييس وكالة حماية البيئة، علماً أن قواعد إدارة الغذاء والدواء هي أضعف عادة من أنظمة وكالة حماية البيئة المنطبقة على مياه الحنفيات في المدن الكبرى، فينبغي اختبار المياه المعبأة مرات أقل من مياه الحنفيات من حيث الملوثات الجرثومية والكيماوية. والأنظمة الخاصة بالمياه المعبأة لا تفرض حظراً على الجراثيم البرازية، بعكس مياه الحنفيات البلدية. وفي اختبار أجراه المجلس الوطني للدفاع عن الموارد على 1000 قارورة مياه من 103 أصناف، تبيّن وجود مستويات من الملوثات الكيماوية والجرثومية تفوق الحدود المسموح بها في حوالى ثلث المياه المعبأة التي اختُبرت.
في العام 1986، أظهر مسح أجرته وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة وشمل 25 مرفق تعبئة أن أياً منها لم يكن يجري تحليلاً كاملاً للمياه التي يعبئها. وكانت المراقبة الجرثومية غير وافية في معظم الحالات، وتبين وجود جراثيم في 8 في المئة من المياه التي حُللت. وكانت القوارير البلاستيكية تصل إلى مرافق التعبئة من دون سدادات في صناديق كرتونية، ولم تكن تغسل أو تشطف قبل ملئها، وبذلك لم تراع التدابير الاحترازية المتعلقة بالنظافة. الحال تحسنت كثيراً في الولايات المتحدة، لكنها لا تزال هكذا في كثير من مرافق التعبئة حول العالم. وتقع حوادث تلوث، سواء كانت جرثومية أو ذات علاقة بمواد كيماوية صناعية أو طحالب أو كلور زائد عن اللزوم أو مشكلات أخرى.
وترى منظمة الأغذية والزراعة فاو أن ما تحويه المياه المعبأة من قيمة غذائية ليس أكثر من محتوى مياه الحنفيات. فهي تحتوي على كميات صغيرة من المعادن الضرورية مثل الكالسيوم والمنغنيز والفلوريد، لكن هذه هي حال كثير من مياه الحنفيات الآتية من شبكات التوزيع البلدية. وأظهرت دراسة قارنت بين الأنواع الشائعة للمياه المعبأة أنها ليست متفوقة في أي شكل من الأشكال على مياه الحنفيات في معظم الدول المتقدمة، وحسنتها الوحيدة أنها مأمونة في أماكن حيث مياه الحنفيات ملوثة.
يقول حسين الشهاوي رئيس مرفق مياه القاهرة: "الاسلوب الذي نتبعه في تنقية المياه ومعالجتها يتبع في معظم أنحاء العالم، وشبكاتنا تستخدم أفضل المواسير. لكن أسباب التلوث عدة، ومنها نوعية خزانات المياه وعدم القيام بصيانتها دورياً. وفي المناطق العشوائية تُبنى من دون تخطيط والاعتداء على أقرب خطوط للمياه ومد توصيلات لها خلسة وبأسلوب غير تقني. والمنطقة العشوائية ليس فيها صرف صحي، وتختلط مياه الصرف ومياه الشرب لغياب التخطيط والتنفيذ الفني، فيأتي التلوث". وفي القاهرة وحدها 13 محطة مياه تنتج 5،5 مليون متر مكعب يومياً. ويباع المتر المكعب بمتوسط 14 قرشاً نحو 3 سنتات للاستهلاك المنزلي، علماً أن كلفته 38 قرشاً.
المياه المعبأة أغلى
تباع المياه المعبأة بأسعار مرتفعة مقارنة بمياه الحنفيات، مع أن كلفة إنتاج القارورة، مهما كانت سعتها، منخفضة نسبياً. فكلفة قارورة "إيفيان"، مثلاً، تقل عن 05،0 فرنك فرنسي، لكن معظم السعر الذي يدفعه المستهلك يغطي تكاليف النقل والتسويق وأرباح الموزعين، فتكون المياه المعبأة أغلى ثمناً من مياه الحنفيات بما معدله 500 1000 ضعف. وفي الولايات المتحدة تراوح أسعار المياه المعبأة من 20 سنتاً إلى أكثر من 5،1 دولار لليتر، في حين تكلف مياه الحنفيات ما بين 12 و75 سنتاً للمتر المكعب الدولار 100 سنت والمتر المكعب 1000 ليتر.
وباتت للمياه المعبأة سوق رائجة في البلدان العربية، النفطية وغير النفطية. لكن حدة هذا "الغزو" تتناسب غالباً مع القدرة الشرائية. في سورية، مثلاً، كان معظم الطلب على المياه المعبأة، حتى وقت قريب، مقتصراً على السياح والاجتماعات والمؤتمرات الدولية. ويستهلك معظم السكان مياه الشرب التي تضخها شبكات المياه العامة. ويحتسب سعر المتر المكعب في التعرفة الرسمية ب5،2 ليرة سورية الدولار نحو 50 ليرة، لكنه يرتفع في الفاتورة إلى ضعفي ذلك باعتبار كلفة إيصال المياه إلى المنازل. والواقع أن "الهدوء النسبي" لسوق المياه المعبأة مرده الى محدودية قدرة الأسرة السورية على شرائها في شكل يومي. فسعر العبوة الرسمي 5،12 ليرة، ولكنها تباع في المحلات ب15 أو 20 ليرة، وفي المطاعم ب25 ليرة. واحتياج أسرة متوسطة من خمسة أفراد هو خمس عبوات يومياً يصل سعرها الى 75 ليرة كحد أدنى، فتصبح الكلفة الشهرية نحو 2250 ليرة، أي ثلث أو نصف الراتب الشهري لموظف يحمل شهادة جامعية.
حتى عام 1975 لم يكن في سورية أي معمل لتعبئة المياه الطبيعية. وكانت حاجات المرضى تستورد من لبنان ودول أخرى. وفي تلك السنة أنشئ معملان عند نبعين في بلدتين جبليتين هما الدريكيش في محافظة طرطوس وبقّين في محافظة ريف دمشق. وبدأ المعملان بطاقة إنتاجية من 1200 ألف صندوق لكل منهما الصندوق يحوي 12 عبوة سعة 5،1 ليتر. وكان معظم الإنتاج يصدر إلى الأردن ودول الخليج العربي، وبلغت ذروة التصدير عام 1982. ثم أخذ طلب السوق المحلية يزداد فتحولت غالبية الإنتاج إليها حتى باتت تمتصه كلياً منذ 1995. وبلغ إنتاج كل معمل نحو مليون صندوق عام 1995 وارتفع إلى 5،1 مليون عام 1999. ويقول الدكتور خليل جواد، المدير العام للمؤسسة العامة للصناعات الغذائية التي يتبع لها المعملان، ان الطلب على المياه المعبأة هو ضعفا الطاقة الإنتاجية للمعملين، وان نقص تلبية حاجات السوق أدى إلى ظهور محتكرين، فتضاعف سعر الصندوق من 150 إلى 300 ليرة. وهو يرى وجوب إقامة معامل جديدة حيث تتوافر الينابيع النقية، ومنها نبع جبل النبي متى في طرطوس ونبع البربريس في ريف دمشق.
وضع المياه المعبأة ليس واضحاً في البلدان النامية، التي يفتقر معظمها إلى مقاييس للمياه وشروط صحية للمستوعبات ونظام إلزامي لاختبار ومراقبة نوعية المياه المعبأة وسلامتها. في الهند، مثلاً، 65 في المئة من معامل التعبئة تعمد ببساطة إلى ضخ المياه من آبار ارتوازية أو حتى من شبكات المياه البلدية.
وتنتشر "دكاكين المياه" في البلدان العربية، من الخليج الى الشرق الاوسط الى شمال أفريقيا، يشتري منها المواطنون مياهاً معبأة في أوعية من جميع الأشكال. ولا تنقطع صرخات المستهلكين المشتكين من تسمم هنا ومرض هناك.
وتفيد إحصاءات وزارة الصناعة والتجارة الاردنية أن في عمان وحدها نحو 300 محل ومركز "تنقية" مسجلة، فضلاً عن نحو 100 في بقية المحافظات. وهي تبيع المياه بأسعار تراوح بين 30 و50 فلساً لليتر الفلس 4،1 سنت، علماً أنها تستخدم المياه التي تضخها سلطة المياه الأردنية للمواطنين حيث يبلغ سعر المتر المكعب في حده الأدنى 350 فلساً أي 35،0 فلس لليتر. ويزعم جميع مصانع ومراكز ومحال التنقية والتعبئة أنها تقدم للمستهلك مياهاً عالية النقاء والجودة. ويؤكد أصحاب بعضها أن المعالجة تنتج مياهاً "نقية 100 في المئة"، حيث تمر بثماني مراحل: الفلترة الرملية لإزالة الأتربة والشوائب والمواد العالقة، والفلترة الكربونية لإزالة الكلور والطعم والرائحة واللون، والتحلية لإزالة عسر الماء وأملاح الكالسيوم والمغنيزيوم، والارتشاح عبر أغشية التناضح العكسي لنزع الأملاح الذائبة بطريقة فيزيائية تصل فاعليتها إلى 98 في المئة، والتحكم بدرجة ملوحة المياه المعالجة ومعادلة نسبة المواد الصلبة، والتخزين في خزان من الفولاذ الذي لا يصدأ، والتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية والأوزون لقتل البكتيريا والفيروسات بنسبة تصل إلى 9،99 في المئة، والتعقيم النهائي عبر فلتر حساس قبل خط التعبئة لحجب أي جراثيم لم تمت في المراحل السابقة.
ودعت جمعية حماية المستهلك في الاردن إلى تشديد الرقابة على هذه المراكز، خاصة خلال أشهر الصيف، بعدما تلقت شكاوى من المستهلكين تؤكد وجود شوائب في المياه التي يشترونها. ويذكر أن مؤسسة المواصفات والمقاييس الاردنية انتهت من إعداد مشروع لمواصفة قياسية لمياه الشرب المعبأة ينتظر بدء تطبيقها في منتصف أيلول سبتمبر الجاري.
وفي لبنان عشر شركات فقط من بين مئات الشركات المحلية التي تبيع مياهاً معبأة للشرب حاصلة على ترخيص كامل من وزارة الصحة. وهناك نحو 15 شركة أخرى حصلت عام 1998 على ترخيص موقت كانت مهلته ستة أشهر تستكمل خلالها الاجراءات المطلوبة، ثم مددت المهلة تكراراً، وكان التمديد الأخير في حزيران يونيو 2001. وهناك نحو 1200 شركة في المناطق اللبنانية لبيع مياه الشرب المعبأة من مصادر مختلفة في عبوات 19 ليتراً المسترجعة. والجدل دائر حول نوعية المياه وسلامة اجراءات التعبئة وحول المنافسة بين شركات مرخصة تخضع للرقابة وشركات لا تلتزم بأية مواصفات ولا تخضع لأية رقابة ولا يمكن إيقافها!
الشركات المرخصة في لبنان والتي تستعمل عبوات ما بين نصف ليتر وليترين هي "صحة" و"ريم" و"ندى" و"صنين" و"تنورين" و"سبيل"، ومعظمها يسوق كذلك عبوات 5 و8 ليترات، وبعضها بدأ يسوّق عبوات 19 ليتراً مثل "صنين" و"صحة" التي تسوقها تحت اسم "نستله بيور لايف" بعد أن اشترت "نستله" غالبية الحصص فيها. أما الشركات المرخصة التي تبيع عبوات 19 ليتراً فقط فهي "منى كول" و"نهل" و"السواقي" و"لايت واتر".
وتؤكد هذه الشركات أن غسل العبوات الكبيرة المسترجعة يتم على مراحل عدة. مثلاً: ثلاث مرات بالماء بواسطة الضغط مع المطهرات، ثم تشطف ثلاث مرات لإزالة أي أثر للمطهرات، ثم تشطف مرة بالماء المعقم. وبعضها يستعمل الأوزون لتطهير العبوات. ويفترض التأكد من خلو العبوة من أية رائحة قبل إعادة تعبئتها، والا تستبعد وتحول مع العبوات التالفة أو المنتهية مدتها لكل عبوة عمر افتراضي الى التقطيع والطحن تمهيداً لإعادة تصنيعها. ولا يعاد تصنيع هذه النفايات البلاستيكية في لبنان، بل ترسل الى الخارج معظمها الى الصين لاعادة تصنيعها هناك. وكثير منها يرمى في المكبات. ويتم ضبط عملية المراقبة من خلال شهادات برامج الجودة الادارية ISO 9002 والانتاج الجيد GMP ومراقبة النقاط الخطرة HACCP وشروط ومواصفات وزارة الصحة اللبنانية. ولكن ماذا عن الشركات غير المرخصة والتي لا تمكن مراقبتها؟ على أي حال، تحفّظ بعض الشركات عن الادلاء بأية معلومات حول تقنيات الغسل والتعقيم والتعبئة، على رغم أنها عريقة ومرخصة مثل "ندى" و"صنين" و"نستله بيور لايف"، يثير تساؤلات وشكوكاً كثيرة!
في الصيف الماضي أدخل ثلاثة أشخاص الى مستشفيات مدينة نيويورك بعد أن شربوا مياهاً معبأة، من ماركات مختلفة، ملوثة بمواد كيماوية. حصل الحادث الأول لامرأة شعرت بحريق في حنجرتها وبدأت تنزف من فمها بعد أن شربت مياهاً معبأة في مطعم، وأظهرت الاختبارات أن تلك المياه ملوثة بمادة هيدروكسيد الصوديوم القلوية. وفي الحادث الثاني شرب رجل من قارورة ماء اشتراها من سوبرماركت، فشعر بحريق في حنجرته، وتبين أن الماء يحتوي على أمونيا. وفي الثالث سقت امرأة طفلها ماء معبأ اشترته من مطعم للمأكولات السريعة، فمرض الطفل، وتبين أن مياه القارورة التي شرب منها ملوث بالأمونيا أيضاً. عندئذ حث عمدة نيويورك رودولف جولياني الناس على اتخاذ تدابير احتياطية قبل شرب مياه معبأة، قائلاً: "تأكدوا من فتح القارورة بأنفسكم، والتنصت اليها وسماع الصوت والهواء يخرجان منها"، مضيفاً نصيحة أخرى باشتمام رائحة الماء قبل شربه.
اذا كانت هذه الحوادث تحصل في الولايات المتحدة، حيث يمكن لدعوى قضائية أن تخسّر شركة ملايين الدولارات، فماذا يحصل في "العالم الثالث" حيث حق المستهلك ضائع؟
* ينشر في وقت واحد مع مجلة "البيئة والتنمية" - عدد أيلول سبتمبر 2001.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.