أثمرت الضغوط الأميركية والدولية، فأصدر رئيس الأركان الجنرال شاؤول موفاز أوامره إلى الجيش بالانسحاب من المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية، وسبق ذلك أعلان الرئيس ياسر عرفات التزامه وقف النار. وأكد مسؤولون فلسطينيون أن قوات الاحتلال انسحبت مساء أمس من محيط مدينة جنين، لكن معركة نشبت في الخليل أدت إلى جرح ثلاثة فلسطينيين. وفي واشنطن، رحب وزير الخارجية الأميركي كولن باول بالخطوة واعتبرها بداية تمهد لعقد اجتماعات بين الطرفين على مستوى رفيع. راجع ص7 وعلمت "الحياة" أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون التجاوب مع إعلان عرفات وقف النار أول من أمس، جاء في أعقاب اجتماع عقد الأحد في غزة، بإلحاح من باول، بين الرئيس الفلسطيني وعمري نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية ومدير الخارجية آفي غيل. واتفق خلال الاجتماع على إعلان الطرف الفلسطيني وقف النار، على أن يتبعه إعلان إسرائيل وقف الهجمات على مناطق السلطة. واعتبرت إسرائيل أمس ان عرفات لبى طلب شارون "الإعلان بلغته العربية وقف النار". وطلب شارون أمس من أجهزة الاستخبارات البدء للتحضير لاجتماعات اللجان الأمنية الفلسطينية- الإسرائيلية لتثبيت وقف النار. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن تعليمات وزير الدفاع بالانسحاب جاءت "لاختبار تطبيق إعلان الرئيس الفلسطيني وتعبيراً عن نية إسرائيل في وقف العنف". ورأى معلقون أن التطورات الأخيرة تمهد الطريق للقاء وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز وعرفات، بعدما منعه شارون الأحد الماضي، وأضافوا ان بيريز يستعد للقاء الذي قد يتم خلال الساعات ال48 المقبلة، شرط استمرار وقف النار. وعلى رغم الأجواء المتفائلة، اطلق الجنود الإسرائيليون النار بكثافة على فلسطينيين في مدينة الخليل. وأفادت مصادر المستشفيات الفلسطينية ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا بجروح، فيما منع جنود الاحتلال المواطنين من عبور حاجز قلنديا الذي يفصل بين رام الله والقدس، وسجل اختراق أمني واسع في غزة.