بغداد - أ ف ب، رويترز - اتهم الرئيس صدام حسين الولاياتالمتحدة باعلان الحرب على "عدو" حددته قبل الاعتداءات التي تعرضت لها، هو المسلمون والعرب، داعياً واشنطن مجدداً الى "التعقل". وفيما توقع نائبه طه ياسين رمضان ضربة اميركية في إطار الحملة التي تعتزم واشنطن شنها لمكافحة الارهاب، أعرب نائب رئيس الوزراء طارق عزيز عن "التعازي الحارة" في الضحايا الاميركيين في هجمات الثلثاء الماضي. والتعزية هي الأولى لمسؤول عراقي منذ الهجمات الانتحارية في الولاياتالمتحدة. وقال الرئيس العراقي في رسالة مفتوحة وجهها أمس الى "الشعوب الاميركية والغربية" ان الولاياتالمتحدة "وجهت الاتهام قبل ان يكون في حوزتها الحد الأدنى من الإثبات ... ولم تعط نفسها حتى فرصة ان تتبين اولاً". ودان "النيات المسبقة التي قررت الحرب ضد العرب والمسلمين"، مؤكداً ان "الجهة التي قررتها تنتظر غطاء لتعلن حرباً"، مشيراً الى "الحادث الذي وقع في اميركا" الثلثاء الماضي. واضاف ان "المسؤولين الأميركيين راحوا يوجهون الاتهام أو يطلقون يد الاعلام الموجه والاعلام الصهيوني ورموزه في السلطة وخارجها ليهيئوا أذهان الناس"، متسائلاً "لماذا خطر هذا في بال المسؤولين الأميركيين لو لم يكونوا اساساً افترضوا أنفسهم وسياستهم أعداء للعرب والمسلمين؟". وعدد الدول التي قد تستهدفها الولاياتالمتحدة بحسب انباء صحافية، على النحو الآتي: "أفغانستان وأسامة بن لادن وحزب أو تنظيم القاعدة الإسلامي وسورية واليمن والجزائر والعراق ولبنان وفلسطين"، وتساءل "ماذا يعني هذا غير اتهام المسلمين وفي مقدمهم العرب؟ هل يعني غير الرغبة في تصفية حسابات قديمة كلها قائمة على أساس أن السياسة الخارجية لتلك الدول لا تتلاءم مع السياسة الأميركية والصهيونية تجاه العالم وفلسطين، أو أنها لا ترضخ لها"؟ وجدد صدام دعوته الولاياتالمتحدة الى "ان تجرب الحكمة بعدما جربت القوة على مدى خمسين سنة أو أكثر"، مؤكداً ان "هذا هو أهم ما ينبغي ان ينصح به العالم الولاياتالمتحدة". واتهم الصهيونية "التخطيط للسيطرة على العالم منذ مؤتمرها الشهير في سويسرا عام 1897"، وبأنها "تدفع الى صدام بين المسيحية والإسلام". وكان الرئيس العراقي وجه السبت الماضي رسالة الى "الشعوب الاميركية والغربية وحكوماتها"، دعا فيها الولاياتالمتحدة الى "الحكمة" وفك "تحالفها الشرير" مع اسرائيل لتحقيق امنها. وناشد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان أمس الحكومة الاميركية مراجعة سياستها و"الركون الى الحكمة والعقل والابتعاد عن استخدام القوة" في الرد على الهجمات الأخيرة. ودعا العراقيين الى "الحيطة والحذر"، مؤكداً انه لم تبق لدى الولاياتالمتحدة وبريطانيا سوى "وسائل الغدر والخبث" في مواجهة العراق. وفي تصريح نشرته صحيفة "الرافدين" العراقية الاسبوعية أمس، دعا رمضان مواطنيه الى "اعداد العدة والتهيؤ نفسياً ... وان يكونوا اكثر حذراً وتنبهاً في المرحلة المقبلة التي سنقطع خلالها شوطاً كبيراً في حسم المؤامرة ودحرها". وتصريح رمضان هو الأول لمسؤول عراقي يشير بوضوح الى ان بغداد تتوقع ضربة اميركية، في اطار "الحرب على الارهاب" التي اعلنتها واشنطن. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن رمضان قوله خلال استقباله الرئيس الجزائري السابق احمد بن بيلا، ان "اميركا منيت بهزيمة كبرى في عقر دارها من خلال الانفجارات التي وقعت في واشنطن ونيويورك، واكدت فشل المؤسسات الامنية والتكنولوجية والعسكرية والاستخباراتية الاميركية، ومزقت الهالة المزيفة التي احاطتها بوسائل اعلامها ودعاياتها". لكن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز عبر في رسالة وجهها الى كاثرين كيلي ممثلة منظمة "اصوات في البرية" الاميركية المناهضة للحظر على العراق، عن "مواساته الحارة للاعتداءات التي حصلت في واشنطن ونيويورك ... وتعازيه الحارة بالضحايا الاميركيين". وقال في رسالته: "اعبر لك شخصياً ولرفاقك في منظمة اصوات في البرية، كأصدقاء وبشر اميركان شرفاء تضامنوا باخلاص مع شعب العراق، عن التعازي الحارة بالضحايا الاميركيين في حوادث الثلثاء الماضي". واضاف: "اعزي من خلالكم عائلات هؤلاء الضحايا وفي شكل خاص جميع المواطنين الاميركيين الشرفاء، الذين تضامنوا مع شعب العراق في محنته ومع شهداء شعبه الذين استشهدوا في العدوان وبسبب الحصار". وكان ناطق عسكري عراقي أعلن في بغداد أول من أمس ان القوة الصاروخية والمقاومات الارضية العراقية تصدت لطائرات اميركية وبريطانية كانت تحلق فوق دهوك واربيل ونينوى في الشمال، والبصرة وذي قار والقادسية والمثنى في الجنوب.