بعد اكثر من شهر على اعلان الرئيس العراقي صدام حسين استعداده للدخول في حوار مباشر مع الولاياتالمتحدة، اعلن الملك الأردني عبدالله الثاني قبيل مغادرته الى واشنطن انه يحمل رسالة من السلطات العراقية الى المسؤولين الاميركيين، مؤكداً عدم اعتزامه الدفاع عن المسألة العراقية. وأوضح الملك الأردني في حديث مع مجموعة من الصحافيين الاجانب امس ضمنياً انه لم يستقبل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي زار عمان قبل ايام حاملاً رسالة صدام حسين للأميركيين وقال: "ان نائب الرئيس العراقي طارق عزيز سلم رئيس الوزراء الأردني عبدالرؤوف الروابدة رسالة سأقوم بنقلها الى واشنطن". وحول استعداده للدفاع عن القضية العراقية قال: "اطلاقاً". وكان الرئيس العراقي صدام حسين اعلن استعداده للتعاون مع الاميركيين و"لمساعدتهم في الخروج من المأزق الذي وضعوا انفسهم فيه عبر الحوار واحترام الخصوصيات" أثناء لقاء ضمن سلسلة لقاءات عقدها مع كبار الضباط في القوات المسلحة العراقية خلال شهر آب اغسطس الماضي. وجاءت تأكيدات الملك عبدالله عدم استعداده للدفاع عن المسألة العراقية في الوقت ذاته الذي اشارت فيه مصادر عراقية الى "تحفظات" أردنية على السياسة العراقية التي تهاجم الدول العربية و"المجاورة منها تحديداً" كما ورد في تصريحات لنائب رئيس الجمهورية العراقي طه ياسين رمضان، حين قال بعد زيارته للمغرب الأسبوع الماضي "لا نأتي بجديد بقولنا ان الحصار عربي وإسلامي ومن الدول المجاورة قبل ان يكون حصاراً دولياً". وترى مصادر عراقية مستقلة ان الرسالة العراقية الى واشنطن تتضمن ما وصفته ب"رؤية جديدة للوضع العراقي والاقليمي" موضحة انها تتضمن اقراراً من السلطات العراقية بأنها ستقوم بوضع دستور جديد قائم على التعددية الحزبية ويحترم حقوق الانسان. ولفتت المصادر الى ان العرض العراقي للولايات المتحدة يتضمن "تحضيرات لتولي قصي نجل الرئيس صدام حسين موقعاً متقدماً في العراق بموافقة الولاياتالمتحدة بعد تقديم ضمانات بعدم تعقب رموز النظام على خلفية اتهامات وجهت اليهم كمجرمي حرب". كما تشير المصادر السابقة الى ان العرض العراقي للولايات المتحدة تضمن تأكيدات على لعب "دور فاعل في العملية السلمية والكف عن توجيه اي تهديد للدولة العبرية عبر الدخول في مفاوضات سلمية معها". وكانت الحكومة العراقية وافقت على تقديم تعويضات مالية للحكومة الاسرائيلية جراء قيام بغداد بقصف تل ابيب وحيفا بصواريخ بعيدة المدى اثناء حرب الخليج الثانية عام 1991. وذكر مصدر رسمي في عمان ان الملك الاردني سيلتقي الثلثاء في واشنطن الرئيس بيل كلينتون وكبار المسؤولين الاميركيين وسيبحث معهم في المساعدة الاميركية للاردن. وكان الرئيس الاميركي استقبل العاهل الاردني للمرة الاولى في ايار مايو في البيت الابيض بعد ثلاثة اشهر على اعتلائه العرش. وسيمضي الملك عبدالله الثاني عشرة ايام في الولاياتالمتحدة ترافقه زوجته الملكة رانيا. وسيتوجهان بعد ذلك الى اسبانيا اعتباراً من 18 تشرين الاول اكتوبر في اول زيارة دولة يقوم بها العاهل الاردني لدولة اوروبية منذ اعتلائه العرش.